حادثة عنصرية جديدة تلطخ سمعة كرة القدم الإسبانية
تعرض نجما ريال مدريد، فينيسيوس جونيور وكيليان مبابي، لإساءات عنصرية خلال مباراة الفريق أمام ريال أوفييدو التي انتهت بفوز الميرينغي 3-0، في واقعة مؤسفة تعكس استمرار ظاهرة العنصرية في الملاعب الإسبانية.
هتافات مسيئة تتجاوز حدود المنافسة
خلال اللقاء، تعرض فينيسيوس لهتافات مسيئة تضمنت كلمة “تنتو” التي تعني “أحمق” عقب حصوله على بطاقة صفراء بسبب تمثيله للسقوط، كما جلب بعض المشجعين كرات شاطئية للسخرية من فشله في الفوز بجائزة الكرة الذهبية. لكن الأمر تفاقم ليصل إلى إهانات عنصرية بغيضة.
أظهرت لقطات من برنامج Movistar+ لحظات احتفال فينيسيوس ومبابي بالهدف الثالث لريال مدريد، حيث سُمعت بوضوح هتافات تشبه أصوات القردة، وهو ما حدث مرتين على الأقل، الأولى بعد هدف مبابي في الدقيقة 37، والثانية عند دخول فينيسيوس بديلاً في الدقيقة 63.
“أوه! أوه! أوه!”
الهتافات العنصرية في أوفييدو. #اليوم_التالي
تفعيل بروتوكول مكافحة العنصرية من قبل ريال أوفييدو
رداً على هذه الإساءات، أعلن نادي ريال أوفييدو عبر مكبرات الصوت في الملعب تفعيل بروتوكول مكافحة العنصرية، في خطوة تهدف إلى التصدي لهذه الظاهرة. لم يتضح بعد ما إذا كان الحكم هو من طلب تفعيل هذا البروتوكول أو أدرجه في تقريره الرسمي.
رد فينيسيوس عبر وسائل التواصل الاجتماعي
لم يتضح ما إذا كان فينيسيوس قد شعر مباشرة بالإساءات العنصرية أثناء المباراة، لكنه عبر عن موقفه على إنستغرام بنشر صورة له وهو يشير بإصبعه إلى رأسه مع تعليق “أنا هذا الرجل هناك”.

كما نشر لاحقاً قصة على إنستغرام يظهر فيها وهو يضع يده خلف أذنه، مصحوبة بموسيقى أغنية “ماذا فاتني؟” لدريك، التي تعبر عن عدم الاكتراث بمدى حب أو كراهية الآخرين له.
تكرار ظاهرة العنصرية في الدوري الإسباني
لم تكن هذه الحادثة الأولى التي يتعرض فيها فينيسيوس لإساءات عنصرية في الدوري الإسباني، حيث تعرض لنفس النوع من الإهانات في فبراير الماضي خلال مباراة ضد ريال سوسيداد. وفي مايو، صدر حكم بالسجن على أربعة أشخاص تورطوا في تعليق دمية تمثل فينيسيوس من جسر في مدريد، في إشارة إلى تصاعد حدة هذه الظاهرة.

مواجهة العنصرية: تحديات وفرص
تُعد هذه الحوادث بمثابة تذكير مؤلم بأن العنصرية لا تزال تشكل عقبة كبيرة أمام تطور كرة القدم، ليس فقط في إسبانيا بل على مستوى العالم. في الوقت الذي تتزايد فيه جهود الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) والاتحادات القارية لمكافحة هذه الظاهرة، يبقى دور الأندية والمشجعين حاسماً في خلق بيئة رياضية خالية من التمييز.
على سبيل المثال، شهدت البطولات العربية والدولية مبادرات ناجحة مثل حملات “لا للعنصرية” التي أطلقتها بعض الأندية الكبرى في السعودية والإمارات، والتي ساهمت في رفع الوعي بين الجماهير وتعزيز قيم الاحترام والتسامح.