فرانكو ماستانتونو: نجم شاب يسطع في سماء ريال مدريد
بداية مبكرة مع ريفر بليت
لم يستغرق فرانكو ماستانتونو وقتًا طويلاً ليترك بصمته في عالم كرة القدم الاحترافية، حيث أصبح أصغر لاعب يسجل هدفًا في تاريخ نادي ريفر بليت، وأيضًا أصغر هداف في مباراة السوبر كلاسيكو، وهو لقب لا يُمنح إلا لأبرز المواهب الشابة في الأرجنتين. خلال الصيف، أثار اهتمام باريس سان جيرمان، مما دفع ريال مدريد لتفعيل بند فسخ عقده بقيمة 45 مليون يورو وتوقيع عقد يمتد لست سنوات معه.
الانطلاقة الدولية والانتقال إلى أوروبا
بعد ظهوره الأول مع منتخب الأرجنتين أمام تشيلي، حيث شارك إلى جانب نجوم مثل ليونيل ميسي وإميليانو مارتينيز وجوليان ألفاريز، توجه ماستانتونو إلى الولايات المتحدة للمشاركة في كأس العالم للأندية مع ريفر بليت، قبل أن ينتقل إلى القارة الأوروبية. لم يضيع وقتًا في إقناع المدرب الجديد لريال مدريد، تشابي ألونسو، بجدارة مكانه في التشكيلة الأساسية. تم تقديمه رسميًا في 14 أغسطس، وهو يوم عيد ميلاده الثامن عشر، وحصل على القميص رقم 30 الذي كان يرتديه مع ريفر.
بداية واعدة مع ريال مدريد
خلال أول مباراة له مع ريال مدريد، دخل ماستانتونو كبديل في الدقيقة 68 بدلاً من براهيم دياز في الفوز 1-0 على أوساسونا. بعد ذلك، قرر ألونسو منحه فرصة اللعب كأساسي في الجناح الأيمن خلال مباراتي ريال أوفييدو وريال مايوركا. وبعد فترة راحة عقب فترة التوقف الدولي، عاد للعب كأساسي ضد أولمبيك مارسيليا، متفوقًا على نجوم مثل فينيسيوس جونيور وبراهيم دياز، ليصبح أصغر لاعب أجنبي يبدأ مباراة لريال مدريد في دوري أبطال أوروبا، متجاوزًا رقم إندريك.
أداء متميز في مواجهة إسبانيول

على عكس أردا جولر ورودريغو غوس، اللذين خرجا من التشكيلة الأساسية في منتصف الأسبوع، حافظ ماستانتونو على مكانه وقدم أفضل أداء له حتى الآن. كان دائمًا يسعى للحصول على الكرة وتوزيعها بفعالية، وأظهر نشاطًا ملحوظًا سواء مع الكرة أو بدونها، مع رغبة واضحة في العودة للدفاع واستعادة الكرة، وهو أمر نادرًا ما نراه من لاعبين مثل كيليان مبابي وفينيسيوس. وبطريقة مشابهة للاعبين مثل مويسيس كايسيدو ولالاس أبوبكر وريان غرافنبرخ، تفوق ماستانتونو في استقبال الكرة تحت الضغط والالتفاف بسرعة، مما أجبر المنافسين على ارتكاب الأخطاء ضده بسبب مركز ثقله المنخفض وقدرته على المناورة.
مساهمات فنية وتأثير في اللعب الجماعي
تجلت مهاراته في عدة لحظات خلال المباراة، مثل تحكمه الرائع في الكرة داخل منطقة الجزاء وسط اثنين من لاعبي إسبانيول، ثم مراوغته المميزة لحارس المرمى روبيرتو فرنانديز برشاقة الكتف، رغم أن تمريرته العرضية كانت مبالغًا فيها قليلاً. رغم أنه لم يثبت نفسه بعد كتهديد تهديفي مباشر، إلا أنه برع في دور صانع الألعاب، حيث كان يقطع إلى الداخل وينفذ تمريرات سريعة ثنائية تساعد في تسريع وتيرة اللعب، وهو ما كان مفقودًا في عهد كارلو أنشيلوتي.
على الرغم من قضاء شهر واحد فقط مع الفريق، يبدو ماستانتونو متوافقًا تمامًا مع تحركات زملائه، حيث يقرأ تحركاتهم بدقة متناهية ويقدم تمريرات بينية مثالية. قدرته على الانطلاق بسرعة مفاجئة والتحكم بالكرة بإحكام ساعدت ريال مدريد على اختراق دفاعات الخصوم وتنفيذ الهجمات بفعالية في المناطق الهجومية.
فرانكو ماستانتونو ضد إسبانيول pic.twitter.com/TCq1r7Zu3z
– 🫵🏽 (@idoxvi)
إحصائيات الأداء وتأثيره في النتائج
أنهى ماستانتونو المباراة بمعدل تمرير ناجح بلغ 40 من أصل 45 تمريرة، منها تمريرة حاسمة واحدة، وكاد أن يسجل أول أسيست له في الدوري الإسباني لولا فشل مبابي في استغلال فرصة التمريرة. كما سجل 3 تدخلات ناجحة، وكسب 3 أخطاء لصالح فريقه، ونجح في 6 من أصل 9 مراوغات، وفاز في 12 من 20 مواجهة أرضية. رغم أن مبابي وإيدر ميليتاو كانا نجمَي اللقاء بتسجيلهما أهدافًا رائعة، إلا أن ماستانتونو كان له دور بارز في تحقيق ريال مدريد فوزه السادس على التوالي في بداية موسم 2025/26.
ملء فراغ مودريتش وتعزيز المنافسة
رغم أن ماستانتونو ليس لاعب وسط مركزي، إلا أن رؤيته الثاقبة، وجرأته في اللعب، وعدم توقع تحركاته، ساعدت في تعويض غياب لوكا مودريتش الإبداعي بعد انتقال الأخير إلى ميلان. هذه الصفات جعلت الشاب يحظى بثقة تشابي ألونسو ويصبح عنصرًا مؤثرًا في تشكيلة ريال مدريد، متفوقًا على نجوم مثل فينيسيوس ورودريغو وجولر. ومع عودة جود بيلينجهام إلى صفوف الفريق، زادت المنافسة على المراكز الأساسية، لكن ماستانتونو يواصل إثبات جدارته في الحفاظ على مكانه كلاعب رئيسي في صفوف اللوس بلانكوس.