رحلة جولين أجيريزابالا: من أروقة أتلتيك بلباو إلى تحديات فالنسيا
بداية الحلم وتطور المسيرة
منذ أن تلقى جولين أجيريزابالا (رنتيريا، 2000) اتصال فالنسيا الصيف الماضي، كان واضحًا في قراره، خاصة بعد محادثته مع المدرب كارلوس كوربران. شعر أن وقته في أتلتيك بلباو قد انتهى، وأنه حان الوقت للخروج من منطقة الراحة التي اعتاد عليها. قال في يوم تقديمه الرسمي في ملعب ميستايا: “كان الوقت مناسبًا لاقتناص الفرصة والتحدي الجديد”. وأكد على امتنانه للنادي الباسكي الذي ساعده على النمو كلاعب وكشخص، لكنه أشار إلى أن الظروف لم تكن مواتية للاستمرار، خصوصًا مع وجود الحارس الدولي أوناي سيمون الذي سيحد من فرصه في اللعب.
إنجازات مبكرة ومسيرة واعدة
يملك أجيريزابالا سجلًا مميزًا مع أتلتيك بلباو، حيث أصبح في أغسطس 2021، تحت قيادة المدرب مارسيلينو، رابع أصغر حارس مرمى يشارك في مباراة بالدوري خلال نصف قرن، بعمر 20 سنة و7 أشهر و21 يومًا، متخلفًا فقط عن أساطير مثل إريبار وزوبيزاريتا وكيكي بورغوس. في ذلك الموسم، تنقل بين الفريق الرديف في الدرجة الثانية ب، ومباريات الكأس مع الفريق الأول. وفي ميستايا، تعرض لهزيمة مؤلمة في نصف نهائي كأس ملك إسبانيا 2022 أمام فالنسيا، لكن بعد عامين، حقق أكبر إنجازاته الرياضية عندما توج بكأس الملك مع أتلتيك في 2024، حيث كان له دور حاسم في المباراة النهائية ضد مايوركا، بفضل تصدياته الحاسمة خلال اللقاء وركلات الترجيح.

ريكاردو لارينا / UGS
الانتقال إلى فالنسيا وتحديات جديدة
بعد موسم 2024-25 الذي شارك فيه في 29 مباراة، كان واضحًا أن حراسة المرمى في أتلتيك بلباو، خاصة مع مشاركة الفريق في دوري أبطال أوروبا، ستظل من نصيب أوناي سيمون. لذلك، قرر النادي إعارته إلى فالنسيا مقابل مبلغ يقارب المليون يورو، مع إمكانية زيادة المبلغ بناءً على الأداء، بالإضافة إلى غرامات في حال عدم مشاركته في عدد معين من المباريات. وأكد أجيريزابالا: “كل نادٍ يسعى لتحقيق مصالحه، وأنا فقط اخترت قبول العرض دون تردد”.

فالنسيا سي إف
نشأته ومسيرته في حراسة المرمى
بدأ أجيريزابالا مسيرته في أكاديمية أنتيغوكو الشهيرة في دونوستيا، التي تعد من أبرز المدارس التي أنتجت حراس مرمى مميزين في الدوري الإسباني. ومن المثير أن اختياره لحراسة المرمى كان صدفة، إذ لم يكن مهتمًا بكرة القدم في البداية. خلال عطلة في بينيسكولا (كاستيلون)، بدأ أحد أصدقائه المولعين بكرة القدم بركل الكرة نحوه على الشاطئ، فلاحظ أنه يمتلك موهبة في التصدي للكرات على الرمال، ومنذ ذلك الحين بدأ يتدرب كحارس مرمى.
أسبوع صعب وأداء تحت الضغط
يواجه أجيريزابالا تحديًا كبيرًا في مواجهة فريقه السابق، فالنسيا، خلال واحدة من أصعب فترات مسيرته. في مباراة الأحد الماضي، استقبل ستة أهداف لأول مرة في مسيرته الاحترافية، وهو رقم غير معتاد له، خاصة وأنه في الموسم الماضي استقبل تسعة أهداف فقط خلال 14 مباراة في الدوري. أما في الدوري الأوروبي، فقد استقبل أربعة أهداف من بشكتاش وسبعة من مانشستر يونايتد في مباراتين (4 و3 أهداف). رغم ذلك، يحظى بدعم كامل من مدربه كارلوس كوربران، الذي قال: “هو حارس شاب أظهر شخصية قوية في مواجهة الأوقات الصعبة، والمسؤولية عن الأهداف ليست على الحارس فقط بل على الفريق بأكمله”. وأضاف: “المباراة ليست طقوسًا، بل فرصة ليقدم أفضل أداء له”.