إلغاء مباراة الدوري الإيطالي في أستراليا وتأثيره على خطط استضافة المباريات خارج الحدود
تفاصيل إلغاء مواجهة كومو وميلان في بيرث
بعد أيام قليلة من إقامة مباراة الدوري الإسباني بين فياريال وبرشلونة في ملعب لا سيراميكا، تعثرت خطط الدوري الإيطالي (Serie A) لاستضافة مباراة خارج إيطاليا. كان من المقرر أن تُقام مواجهة بين فريقي كومو وإيه سي ميلان في مدينة بيرث الأسترالية خلال شهر يناير، حيث تنازل كومو عن إحدى مبارياته على أرضه، لكن هذه الخطوة لم تكتمل بسبب متطلبات الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.
الأسباب وراء إلغاء المباراة في أستراليا
أعلنت رابطة الدوري الإيطالي رسميًا عن إلغاء المباراة قبل أسابيع قليلة من موعدها، مشيرة إلى اتفاق مشترك مع حكومة ولاية أستراليا الغربية. وأوضحت الرابطة أن القرار جاء نتيجة المخاطر المالية الكبيرة التي لا يمكن السيطرة عليها، بالإضافة إلى الشروط الصارمة للموافقة والتعقيدات التي ظهرت في اللحظات الأخيرة خارج نطاق السيطرة.
“اتخذ الطرفان هذا القرار بسبب المخاطر المالية التي لا يمكن احتواؤها، والشروط الصارمة للموافقة، والتعقيدات التي ظهرت في اللحظة الأخيرة والتي كانت خارجة عن إرادتهم.
“كانت المباراة المقترحة ستشكل أول لقاء رسمي من دوري أوروبي يُقام خارج حدود الدولة، مما كان سيمنح أستراليا الغربية فرصة فريدة لتسجيل تاريخ جديد في كرة القدم الدولية.
“حصل الاقتراح على موافقة جميع أندية الدوري الإيطالي الـ20، والاتحاد الإيطالي لكرة القدم، والاتحاد الأوروبي لكرة القدم (UEFA).
“لكن الشروط الإضافية الصارمة التي فرضها الاتحاد الآسيوي لكرة القدم (AFC) للموافقة على المباراة لم يكن بالإمكان تلبيتها دون تعريض حكومة أستراليا الغربية ورابطة الدوري الإيطالي لمخاطر مالية.”
مقارنة بين خطط الدوري الإيطالي والدوري الإسباني لاستضافة المباريات خارج البلاد
في المقابل، تم إلغاء مباراة الدوري الإسباني في ميامي بسبب انسحاب الجهة المنظمة، وليس بسبب قيود من اتحاد أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي (CONCACAF). كما أن جميع أندية الدوري الإيطالي وافقت بالإجماع على إقامة المباراة في أستراليا، بينما في إسبانيا، لم تحظ الخطط بموافقة جميع الأندية، حيث أيدها فقط فياريال وبرشلونة والدوري الإسباني، في حين أبدى ريال مدريد معارضة قوية.
رئيس الدوري الإسباني، خافيير تيباس، أكد عزمه على إعادة محاولة تنظيم مباريات خارج إسبانيا في المستقبل، مع التركيز على تعزيز حضور الدوري في الأسواق العالمية.
تحديات استضافة المباريات الأوروبية خارج القارة
تُعد فكرة إقامة مباريات رسمية للدوريات الأوروبية الكبرى خارج حدود القارة الأوروبية مغامرة تحمل في طياتها فرصًا تسويقية هائلة، لكنها تواجه عقبات تنظيمية ومالية معقدة. على سبيل المثال، في عام 2024، شهدت بطولة كأس آسيا زيادة في عدد المباريات التي استضافتها دول غير تقليدية، مما يعكس رغبة الاتحادات في توسيع رقعة المنافسات، لكن ذلك يتطلب تنسيقًا دقيقًا مع الاتحادات القارية.
في السياق العربي، شهدت مباريات ودية دولية في الإمارات والسعودية حضورًا جماهيريًا واسعًا، مما يؤكد وجود سوق متنامية لكرة القدم في المنطقة، لكن استضافة مباريات رسمية للدوريات الأوروبية تتطلب تجاوز تحديات لوجستية وقانونية.
فرص وتحديات مستقبلية لاستضافة المباريات خارج أوروبا
- الفرص التسويقية: توسعة قاعدة الجماهير وزيادة الإيرادات من حقوق البث والرعاية.
- التحديات التنظيمية: ضرورة التنسيق مع الاتحادات القارية والمحلية لتلبية الشروط القانونية والفنية.
- المخاطر المالية: تحمل تكاليف عالية قد لا تضمن عوائد متوقعة، كما حدث مع إلغاء مباراة الدوري الإيطالي في أستراليا.
- تأثير على اللاعبين: السفر لمسافات طويلة قد يؤثر على أداء اللاعبين في المباريات اللاحقة.
خاتمة: مستقبل استضافة المباريات الأوروبية خارج القارة
رغم التحديات التي تواجه إقامة مباريات رسمية للدوريات الأوروبية الكبرى خارج أوروبا، فإن الرغبة في التوسع العالمي لا تزال قائمة بقوة. تجارب مثل مباراة فياريال وبرشلونة في ميامي، ومحاولة الدوري الإيطالي في أستراليا، تعكس محاولات مستمرة لاستكشاف أسواق جديدة. ومع تطور البنية التحتية الرياضية في مناطق مثل الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، قد نشهد في المستقبل القريب مباريات رسمية تجمع بين الفرق الأوروبية الكبرى في هذه المناطق، مما يعزز من شعبية كرة القدم ويخلق فرصًا اقتصادية جديدة.

