رسالة فنية تتعرض لهجوم بسبب رموز رياضية ودينية في ملصق احتفالي
خلفية العمل الفني وأبعاده الرمزية
أبدع الرسام الأندلسي فرناندو فاكويرو لوحة إعلانية خاصة بـموكب الملوك الثلاثة، حيث دمج في تصميمه قميص نادي ريال بيتيس وتونيك أخوية ماكارينا الشهيرة. يصور الملصق طفلاً في صباح يوم عيد الملوك وهو يدخل غرفة المعيشة بحثاً عن الهدايا، بينما تظهر الملابس معلقة بجانبه كرموز تمثل جزءاً من ثقافة المدينة.
الهدف من العمل الفني والرسالة التي يحملها
شرح الفنان أن هدفه كان تجسيد رغبات الأطفال في عيد الملوك، حيث يطلبون في رسائلهم هدايا مثل قمصان كرة القدم. استلهم فاكويرو هذه الفكرة من ذكريات طفولته، حين تلقى قميصاً لنادي بيتيس كهدية، مؤكداً أنه لم يقصد استبعاد أي طرف أو إثارة الانقسامات.
ردود الفعل السلبية وحجم الهجوم الإلكتروني
رغم نية الفنان الحسنة، تعرض لانتقادات حادة وصلت إلى حد التحرش الإلكتروني والتهديدات عبر الهاتف في ساعات متأخرة من الليل. جاء الهجوم بسبب عدم تضمين قميص نادي إشبيلية وتونيك أخوية إسبيرانزا دي تريانا، وهما رمزان دينيان ورياضيان بارزان في المدينة.
أوضح فاكويرو أنه تعرض لأنواع متعددة من التنمر، مما دفعه إلى الامتناع عن الإدلاء بأي تصريحات أو الرد على التعليقات في وسائل التواصل الاجتماعي، مشدداً على أن العمل الفني لم يكن موجهًا لاستفزاز أو تقسيم المجتمع.
العمل كهدية رمزية للمدينة وتأثيره الثقافي
أشار الفنان إلى أن الملصق كان بمثابة “هدية صادقة” لمدينته، تعبيراً عن المحبة والاحترام، لكنه أبدى أسفه لأن بعض الأشخاص فسروها بشكل سلبي، معتبرين إياها “هدية مسمومة”. وأكد أن النقد البناء مقبول، لكن ما يتعرض له من التحرش الإلكتروني العدواني والمفرط يتجاوز حدود النقد العادي.
تأثير الرياضة والثقافة الدينية في المشهد الاجتماعي
تُظهر هذه الحادثة مدى تعقيد العلاقة بين الرياضة والتقاليد الدينية في المدن العربية والإسبانية على حد سواء، حيث تتداخل الرموز الرياضية مع الموروثات الثقافية، مما يثير أحياناً ردود فعل متباينة. على سبيل المثال، شهدت مباريات كرة القدم في العالم العربي مثل ديربي القاهرة بين الأهلي والزمالك توترات مشابهة بسبب الانتماءات القوية.
في السياق الدولي، يعكس هذا التداخل بين الرياضة والهوية الثقافية تحديات تواجهها العديد من المجتمعات في التعبير عن تنوعها دون إثارة النزاعات.

