تحديات القيادة في ريال مدريد: تقييم كريم بنزيما لأداء الفريق
تغيرات جذرية في كتيبة ريال مدريد
شهد ريال مدريد هذا الموسم تألقًا لافتًا بفضل أهداف كيليان مبابي، الذي أظهر أداءً مميزًا خلال العام الحالي. ومع ذلك، أعرب كريم بنزيما، النجم الفرنسي السابق الذي كان يشغل مركز الرقم تسعة، عن ملاحظة هامة تتعلق بمبابي.
في مقابلة شاملة، تحدث بنزيما عن عدة مواضيع منها احتمالية عودته إلى ريال مدريد، بالإضافة إلى رأيه في ما يحتاجه فينيسيوس جونيور للفوز بالكرة الذهبية. كما أكد أنه يتابع جميع مباريات فريقه السابق ويشارك وجهة نظره حول تشكيلة الفريق الحالية.
غياب القائد الحقيقي في ريال مدريد
أشار بنزيما إلى أن المدرب الجديد تشابي ألونسو يقوم بعمل جيد، لكنه أقر بأن مرحلة التجديد في الفريق تركت النادي بدون شخصية قيادية واضحة يمكن للجماهير واللاعبين الاعتماد عليها.
قال بنزيما: «كان يبدو أن هذا الجيل سيستمر إلى الأبد، فقد ضم العديد من النجوم العظام. كرة القدم تغيرت كثيرًا الآن، ولا يمكن مقارنة الأجيال. ريال مدريد الحالي يمتلك إمكانيات كبيرة، لكنه يفتقر إلى قائد حقيقي. رغم أن بعض اللاعبين شباب ويلعبون كقادة في منتخباتهم ولديهم خبرة في دوري أبطال أوروبا، إلا أنهم بحاجة إلى اكتشاف ما يضيفه القائد للفريق.»
مباريات الحسم: أين دور مبابي؟
يُنظر إلى كيليان مبابي كالنجم الأول وقائد منتخب فرنسا، ومن المفترض أن يكون اللاعب الذي يعوض غياب القائد السابق. لكن بنزيما يرى أن مبابي بحاجة إلى الظهور بشكل أقوى في المباريات الحاسمة.
أوضح بنزيما: «يجب أن يركز مبابي أكثر في اللحظات التي يحتاجه فيها ريال مدريد، فهو يمتلك كل المقومات لذلك. في بعض المباريات قد لا يلمس الكرة كثيرًا، لكن المطلوب منه أن يستغل الفرص عندما تأتي. ريال مدريد يعتمد عليه كثيرًا، خصوصًا في مواجهات مثل أتلتيكو مدريد وليفربول، حيث تدافع الفرق بعمق ويجب عليه أن يكون الحاسم.»
وأضاف: «فينيسيوس، مبابي، رودريغو، وجود بيلينجهام يجب أن يتواصلوا مع بعضهم البعض. فهناك من يركز على التسجيل وآخر على صناعة الأهداف. لا يمكن أن نطالب بيلينجهام بالتسجيل لأن هذه مهمة مبابي، ولا يمكن أن نطلب من مبابي أن يكون صانع اللعب لأن هذا دور بيلينجهام. التنسيق هو المفتاح.»
مخاوف من ضعف القيادة داخل غرفة ملابس ريال مدريد
تتكرر هذه المخاوف في الأوساط الرياضية منذ عدة أشهر. يتولى داني كارفاخال قيادة الفريق حاليًا، إلى جانب لاعبين مخضرمين مثل ديفيد ألابا، أنطونيو روديجر، وتيبوت كورتوا. لكن باستثناء كورتوا، عانى الثلاثة الآخرون من إصابات أبعدتهم عن الملاعب لفترات طويلة مؤخرًا.
مقارنة بين أجيال ريال مدريد: من كان القائد؟
يمكن تشبيه الوضع الحالي في ريال مدريد بما يحدث في فرق كرة القدم الكبرى التي تمر بفترة انتقالية، حيث يغيب القائد الذي يشبه “المحرك” الذي يحرك الفريق في اللحظات الحرجة. في الماضي، كان بنزيما نفسه مثالًا على هذا الدور، مثلما كان زيدان أو رونالدو في أزمنة سابقة.
اليوم، مع وجود نجوم شباب مثل مبابي وفينيسيوس، يحتاج الفريق إلى قائد يوجههم ويحفزهم، خاصة في البطولات الكبرى مثل دوري أبطال أوروبا، حيث تتطلب المنافسة خبرة وثباتًا نفسيًا عاليًا.
إحصائيات حديثة تعكس واقع ريال مدريد
- مبابي سجل 18 هدفًا في جميع المسابقات هذا الموسم حتى الآن، لكنه لم يسجل في 5 مباريات حاسمة ضد فرق من النخبة.
- فينيسيوس جونيور ساهم بـ12 هدفًا وصنع 9، مما يعكس تطور مستواه الكبير.
- ريال مدريد يحتل المركز الثاني في الدوري الإسباني بفارق نقطتين عن المتصدر، مع تسجيل 45 هدفًا واستقبال 22 هدفًا في 22 مباراة.
- تأثير الإصابات على اللاعبين المخضرمين أثر بشكل ملحوظ على استقرار الفريق في المباريات الكبرى.
خاتمة: البحث عن قائد جديد لريال مدريد
يبقى السؤال الأبرز: هل سيستطيع ريال مدريد إيجاد القائد الذي يعيد للفريق توازنه ويقوده إلى المزيد من الألقاب؟ مع وجود مواهب شابة واعدة، فإن التحدي يكمن في دمج الخبرة مع الحماس، وتوفير شخصية قيادية تلهم اللاعبين في اللحظات الحاسمة.

