جدل واسع حول تعيين تشيما ألونسو في اللجنة الفنية للحكام الإسبانية
أثارت خطوة الاتحاد الإسباني لكرة القدم بتعيين تشيما ألونسو، الخبير التقني المعروف بانتمائه الواضح لنادي ريال مدريد، في اللجنة الفنية للحكام موجة من القلق والغضب بين جماهير نادي برشلونة. هذا القرار أثار نقاشات حادة داخل الوسط الرياضي حول مدى حيادية التحكيم في الدوري الإسباني.
دور تشيما ألونسو في تطوير منظومة التحكيم الذكية
في إطار سعي الاتحاد الإسباني لتحديث منظومة التحكيم، كلف فران سوتو، رئيس اللجنة الفنية للحكام، ألونسو بالإشراف على تطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي في تقييم الحكام. يُعتبر ألونسو من أبرز الخبراء في مجال الأمن السيبراني في إسبانيا، ويتولى مسؤولية تطوير آليات اختيار الحكام، تقييم أدائهم، وتحديد ترقياتهم أو هبوطهم بنهاية كل موسم.
هذه المهام الحساسة قد تؤثر بشكل مباشر على نتائج المباريات ومصير الأندية، مما يجعل تعيين شخصية ذات انتماءات رياضية معلنة مثار جدل واسع.
انتماءات تشيما ألونسو وتأثيرها على مصداقية التحكيم
ما زاد من حدة الانتقادات هو التاريخ العلني لألونسو في دعم ريال مدريد، حيث لم يخفِ ميوله المدريدية عبر حساباته على وسائل التواصل الاجتماعي. في منشور قديم له، صرح قائلاً: “عيبي الوحيد هو أنني أشجّع أعظم نادٍ في التاريخ، هلا مدريد”.
يصف ألونسو نفسه بأنه “مدريديستا وفايكنغ حتى لو خسر الفريق”، وقد التقطت له صور عدة داخل قاعة الكؤوس الخاصة بريال مدريد، كما حضر نهائي دوري أبطال أوروبا في ويمبلي يونيو 2024، مما أثار مخاوف من تأثير تحيزه على نزاهة التحكيم.
الذكاء الاصطناعي في التحكيم: خطوة نحو الشفافية أم مصدر للشكوك؟
يرى الاتحاد الإسباني والرابطة أن إدخال الذكاء الاصطناعي في منظومة التحكيم يمثل نقلة نوعية نحو مزيد من الشفافية والدقة في اتخاذ القرارات التحكيمية. ومع ذلك، يثير تعيين شخصية مثيرة للجدل مثل تشيما ألونسو تساؤلات حول مدى استقلالية هذه المنظومة الجديدة، خصوصاً في ظل الشكوك المتكررة حول عدالة التحكيم في الليغا.
في ظل تصاعد المنافسة بين الأندية الكبرى مثل برشلونة وريال مدريد، فإن أي شكوك حول تحيز الحكام قد تؤدي إلى توترات متزايدة داخل الساحة الكروية الإسبانية، كما حدث في مناسبات سابقة شهدت احتجاجات جماهيرية واسعة.
تأثيرات محتملة على المشهد الكروي العربي والدولي
تجدر الإشارة إلى أن استخدام الذكاء الاصطناعي في التحكيم بدأ ينتشر في عدة دوريات عالمية وعربية، مثل الدوري السعودي للمحترفين الذي شهد تطبيقات متقدمة لتقنيات الفيديو والحكم الإلكتروني، مما ساهم في تقليل الأخطاء التحكيمية بنسبة تجاوزت 30% خلال الموسم الماضي.
ومع ذلك، يبقى التحدي الأكبر هو ضمان حيادية المسؤولين عن هذه التقنيات، إذ أن أي انحياز قد ينعكس سلباً على مصداقية المنافسات، كما هو الحال في الدوري الإسباني الذي يشهد تنافساً حاداً بين الأندية العريقة.