تراجع أداء غريزمان وتأثيره على مستقبل أتلتيكو مدريد
دور غريزمان في أتلتيكو مدريد: من القائد إلى اللاعب المتراجع
على مدار أكثر من موسم، كان أنطوان غريزمان يشكل العمود الفقري لهجوم أتلتيكو مدريد، حيث كان النجم الأبرز بين مجموعة من اللاعبين مثل صامويل لينو، رودريغو ريكيلمي، ألفارو موراتا، أنخيل كوريا، جواو فيليكس، ممفيس ديباي ويانيك كاراسكو. كان الفرنسي اللاعب الوحيد الذي يحمل الفريق على أكتافه في مواجهة الفرق الكبرى.
عاد غريزمان من كأس العالم 2022 وهو في قمة مستواه، بعدما قاد منتخب فرنسا إلى نهائي البطولة، حيث اقترب من تحقيق لقب عالمي ثانٍ على التوالي. خلال 18 شهراً، كان يُعتبر أقرب لاعب إلى أسلوب ليونيل ميسي في صناعة اللعب، خاصة بعد تجربته السابقة في غرفة ملابس برشلونة مع الأرجنتيني العظيم.
مؤشرات التراجع: هل هي الإرهاق أم فقدان الدافع؟
مع بداية الموسم الماضي، حافظ غريزمان على مستواه الجيد، وظهر تناغمه مع جوليان ألفاريز واضحاً، لكن مع مرور الوقت، بدأ لاعب آخر من الأرجنتين يبرز كوجه جديد لأتلتيكو مدريد في النصف الثاني من الموسم. من فبراير فصاعداً، لم يسجل غريزمان سوى خمسة مساهمات تهديفية، وهو تراجع ملحوظ مقارنة بما قدمه في النصف الأول من الموسم حيث سجل 15 هدفاً وقدم 6 تمريرات حاسمة.
لم يكن التراجع في الأرقام فقط، بل أصبح غريزمان أقل تأثيراً في مجريات المباريات، حيث بدأ يتراجع في تحركاته داخل الملعب، وهو أمر غير معتاد على لاعب يتمتع بلياقة عالية طوال مسيرته. هذا التراجع دفع المدرب دييغو سيميوني إلى إراحته بشكل متكرر في نهاية الدوري الإسباني، كما لم يقدم أداءً مقنعاً في كأس العالم للأندية.
تغيرات في تشكيلة أتلتيكو: هل حان وقت غريزمان للانسحاب؟
تعاقد أتلتيكو مدريد مع صانع الألعاب أليكس باينا من فياريال، الذي يلعب من موقع أعمق وأقل مركزية، لكنه يُعتبر العقل المدبر للفريق، وهو الدور الذي كان يشغله غريزمان سابقاً. باينا أعرب عن حماسه للعب إلى جانب غريزمان، مما يعكس وجود تشابه في أسلوب اللعب بينهما.
بالإضافة إلى ذلك، أتى تياغو ألمادا، صانع ألعاب أيسر قدمه يتمتع برؤية وتمريرات دقيقة، ليزيد من الشكوك حول مدى مشاركة غريزمان في الموسم المقبل. ألمادا، الذي كلف النادي 21 مليون يورو، يُعتبر بديلاً مثالياً بأسلوب قريب من غريزمان، مما يشير إلى أن أتلتيكو بدأ في التخطيط لمستقبل بدون الاعتماد الكامل على الفرنسي.
مستقبل غريزمان في أتلتيكو مدريد: دور جديد أم وداع محتمل؟
مع هذه التطورات، يبدو أن غريزمان سيُمنح دوراً مختلفاً في الموسم القادم، ربما يقتصر على المشاركة كبديل أو في مواقف محددة، بدلاً من كونه نجم الفريق الأول. هذا التحول يعكس واقع كرة القدم الحديثة التي تتطلب تجديد الدماء وتكييف الأدوار حسب الأداء واللياقة.
في ظل المنافسة الشرسة في الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا، يحتاج أتلتيكو مدريد إلى لاعبين قادرين على تقديم الإضافة المستمرة، وهو ما دفع النادي إلى إعادة هيكلة خط وسطه الهجومي، مع الحفاظ على خبرة غريزمان كخيار تكتيكي مهم.
