سيرجيو بوسكيتس يعلن اعتزاله بعد مسيرة حافلة
في عمر 37 عامًا، قرر نجم الوسط الأسطوري سيرجيو بوسكيتس إنهاء مسيرته الكروية التي امتدت لأكثر من 17 عامًا، قضى معظمها في قمة كرة القدم العالمية.
بعد انتشار شائعات خلال الأسبوع الماضي حول نيته الاعتزال، أكد بوسكيتس خبر انتهاء مشواره عبر منشور مؤثر على حسابه في إنستغرام مساء الخميس. وأوضح أنه سيعلق حذاءه مع نهاية موسم فريق إنتر ميامي الأمريكي، حيث أرفق المنشور بمقتطفات من أبرز لحظات مسيرته، معبراً عن امتنانه للأندية التي لعب لها، والجهاز الفني، وزملائه اللاعبين، وعائلته، وجماهيره الوفية.
شكرًا من القلب لكل من كان جزءًا من هذه الرحلة، وللكرة التي ستظل دومًا جزءًا من قصتي الجميلة.
بوسكيتس: رمز الاستقرار في خط وسط برشلونة
منذ ظهوره الأول، كان بوسكيتس عنصرًا لا غنى عنه في وسط ملعب برشلونة، حيث أمضى 14 عامًا في بناء فريق من أعظم فرق التاريخ. في عام 2023، انتقل إلى إنتر ميامي ليختم مسيرته هناك، مضيفًا إلى سجله البطولات القارية والمحلية.
يُصنف بوسكيتس في المرتبة الحادية عشرة بين أكثر اللاعبين تتويجًا بالألقاب، حيث حصد 36 لقبًا خلال مسيرته، منها ثلاث بطولات دوري أبطال أوروبا، وتسع ألقاب في الدوري الإسباني، وسبع كؤوس ملك إسبانيا، بالإضافة إلى كأس العالم وبطولة أمم أوروبا مع منتخب إسبانيا. مع إنتر ميامي، أضاف لقب كأس الدوري الأمريكي ودرع المشجعين.
خلال مسيرته، خاض بوسكيتس 829 مباراة مع الأندية، سجل خلالها 19 هدفًا وقدم 62 تمريرة حاسمة، منها 722 مباراة مع برشلونة. كما تجاوز 100 مباراة مع إنتر ميامي خلال عامين ونصف. أما على الصعيد الدولي، فهو خامس أكثر اللاعبين مشاركة مع منتخب إسبانيا برصيد 143 مباراة، سجل خلالها هدفين، وتمكن من فرض نفسه كلاعب أساسي رغم وجود نجوم كبار مثل ماركوس سينا وسيسك فابريغاس.
ردود الأفعال على اعتزال بوسكيتس
توالت رسائل التقدير من كبار نجوم كرة القدم بعد إعلان بوسكيتس اعتزاله، من بينهم زابي ألونسو مدرب ريال مدريد وزميله السابق في وسط منتخب إسبانيا خلال بطولتي كأس العالم 2010 ويورو 2012.
قال ألونسو: «أولًا، تهانينا على مسيرتك الرائعة. كان بوسكيتس زميلًا مميزًا، استمتعنا كثيرًا باللعب معه. هو لاعب ذكي جدًا، لم يكن الأسرع بدنيًا لكنه كان الأسرع ذهنيًا، دائمًا يسبق الجميع بخطوة لاتخاذ القرار الصحيح. الجميع يتحدث عنه بمحبة واحترام. أتمنى له الاستمتاع بمبارياته الأخيرة وأن يحصل على الراحة التي يستحقها.»
كما أعرب سيرجيو راموس، أسطورة ريال مدريد وزميله في المنتخب، عن إعجابه الكبير ببوسكيتس قائلاً:
بوسكيتس هو المثال الحي على كيف يمكن أن تكون استثنائيًا دون أن تفقد تواضعك. كان منافسًا في معظم الأحيان وزميلًا في أحيان أخرى، تميز دائمًا بأسلوبه الراقي ورؤيته الثاقبة وجودته، وبشخصيته المتواضعة والأصيلة.
كرة القدم تفقد أحد ألمع لاعبي الوسط الذين لعبت معهم، لكنك ترحل محاطًا بالتقدير والامتنان من الجميع الذين شاركوك الملعب ومن عشاق اللعبة. شكرًا لكونك لاعبًا رائعًا وزميلًا وصديقًا. أتمنى لك الأفضل في المرحلة القادمة. تحياتي الحارة، أخي.https://twitter.com/SergioRamos/status/1971435293048733856?ref_src=twsrc%5Etfw
كما عبّر نادي برشلونة عن امتنانه العميق لبوسكيتس، واصفًا إياه بأسطورة النادي التي تركت بصمة لا تُمحى.
نادي حياتك 💙❤️
أسطورة نادينا 🌟
شكرًا على كل ما قدمته يا سيرجيو!https://twitter.com/FCBarcelona_es/status/1971482706707087814?ref_src=twsrc%5Etfw
ومن بين اللاعبين الذين شاركوه أطول فترة على أرض الملعب، وصفه أندريس إنييستا بأنه من أعظم لاعبي كرة القدم عبر التاريخ.
قال إنييستا: «كان شرفًا لي أن أشاركك هذه السنوات، يا أخي. استمتعت كثيرًا باللعب إلى جانبك! لقد عشنا أوقاتًا رائعة! أنت من أفضل اللاعبين في تاريخ كرة القدم بلا شك. أسلوبك الفريد سيظل محفورًا في ذاكرتنا إلى الأبد. أتمنى لك كل التوفيق في مستقبلك.»
إرث بوسكيتس وتأثيره في كرة القدم الحديثة
يُعتبر بوسكيتس نموذجًا للوسط المايسترو الذي يجمع بين الذكاء التكتيكي والتمريرات الدقيقة، وهو ما جعله حجر الزاوية في فرق برشلونة وإسبانيا التي حققت نجاحات تاريخية. في عالم كرة القدم العربية، يُشبه تأثيره تأثير نجم مثل محمد صلاح في مصر، حيث يجمع بين المهارة والقيادة داخل الملعب.
في ظل تطور كرة القدم العالمية، يبرز بوسكيتس كأحد اللاعبين الذين ساهموا في إعادة تعريف دور لاعب الوسط الدفاعي، معتمدًا على قراءة اللعب والتمركز الذكي أكثر من السرعة البدنية، وهو ما يتماشى مع الاتجاه الحديث في كرة القدم الذي يركز على الذكاء الفني.