جدل واسع حول آلية توزيع الدعم المالي للأندية الرياضية في السعودية
انتقادات حادة لأسلوب تمويل الأندية
أثار الإعلامي الرياضي محمد الذايدي موجة من الجدل عبر تغريدة انتقد فيها بشدة ما وصفه بـ«المنطق الغريب» في طريقة توزيع الدعم المالي على الأندية الرياضية السعودية.
تساءل الذايدي في تغريدته: «هل يجب أن أصرخ وأفشل في البطولات والمباريات وأخفق على المستوى الخارجي لكي أحصل على الدعم وتُفتح لي خزائن المال بلا حدود كما يحصل الآخرون؟! هذا منطق غريب واستراتيجية غير واضحة على الإطلاق!».
خلفية الأزمة: تباين في تمويل الأندية بين القديم والجديد
تأتي هذه التصريحات في ظل نقاش محتدم داخل الوسط الرياضي السعودي حول مدى عدالة توزيع الدعم المالي بين الأندية، خاصة مع ظهور أندية جديدة تلقت تمويلًا مفاجئًا مكنها من المنافسة بقوة على البطولات المحلية والقارية، في حين لا تزال أندية عريقة تطالب بدعم يتناسب مع تاريخها ومكانتها.
على سبيل المثال، شهدت أندية مثل الهلال والنصر إشعارات رسمية بتأجيل الدعم المخصص لفترة الانتقالات الصيفية، مما أثار قلق جماهيرها مع اقتراب البطولات الدولية المهمة مثل دوري أبطال آسيا وكأس العالم للأندية.
تأثير الدعم المالي على المنافسة الرياضية
يُعد التمويل أحد العوامل الحاسمة التي تحدد قدرة الأندية على التعاقد مع لاعبين مميزين وتطوير فرقها، وهو ما ينعكس بشكل مباشر على نتائجها في البطولات. ففي الموسم الرياضي 2023-2024، شهدت أندية مدعومة بشكل مكثف مثل الاتحاد والفيصلي تحسنًا ملحوظًا في الأداء مقارنة بمواسم سابقة.
في المقابل، أندية تاريخية مثل الأهلي والشباب ما زالت تواجه تحديات مالية أثرت على قدرتها في المنافسة، مما يثير تساؤلات حول معايير توزيع الدعم وأسسها.
مقارنة مع تجارب عربية وعالمية
على الصعيد العربي، تعتمد بعض الدول مثل مصر والإمارات على نظام دعم متوازن يراعي تاريخ الأندية وأدائها، بينما في أوروبا، تتبع الأندية الكبرى استراتيجيات تمويل خاصة تعتمد على حقوق البث والرعايات التجارية، مما يخلق بيئة تنافسية متوازنة.
مثلاً، نادي الهلال السعودي الذي يُعتبر من أكبر الأندية في آسيا، استفاد من دعم مالي قوي في السنوات الأخيرة، مما ساعده على الفوز بدوري أبطال آسيا 2021، بينما أندية أخرى مثل الفيصلي حققت قفزات نوعية بعد حصولها على تمويل جديد.
دعوات لإعادة النظر في آليات الدعم
تتزايد المطالبات داخل الأوساط الرياضية السعودية بضرورة وضع معايير شفافة وعادلة لتوزيع الدعم المالي، تضمن تمكين جميع الأندية من المنافسة بشكل متكافئ، وتحفز على تطوير البنية التحتية والكوادر الفنية.
يأمل المتابعون أن تؤدي هذه النقاشات إلى إصلاحات حقيقية تعزز من تنافسية الدوري السعودي وتدعم مسيرة الأندية في البطولات المحلية والقارية.