جوسان فرنانديز: أسطورة إلتشي التي تزداد تألقاً

في عمر السادسة والثلاثين، يواصل جوسان فرنانديز تعزيز مكانته كأحد أبرز لاعبي نادي إلتشي عبر التاريخ. مع تسجيله 266 مباراة رسمية، أصبح جوسان عاشر أكثر اللاعبين مشاركة في تاريخ النادي، وهو إنجاز نادر يعكس التفاني والولاء. هذا الرقم المميز يأتي إلى جانب ثلاثة صعودات حققها مع الفريق، منها صعودان إلى الدرجة الأولى وصعود واحد إلى الدرجة الثانية، مما يبرز دوره الحيوي في مسيرة النادي.

رحلة طويلة من الولاء والتحديات

عندما انضم جوسان إلى إلتشي في يناير 2018، لم يكن يتوقع أن يحقق هذا الكم من الإنجازات. يؤكد اللاعب الكريفيلي أن هذا النجاح هو نتيجة العمل الجاد والتضحيات المستمرة، خاصة في ظل صعوبة البقاء لفترة طويلة في فريق واحد في عالم كرة القدم الحديث. جوسان، الذي نشأ في أكاديمية النادي، يشعر بأن ارتباطه العاطفي يجعل الاستمرار مع إلتشي أمراً طبيعياً، رغم الصعوبات التي واجهها على مدار السنوات.

وعن مستقبله، أشار جوسان إلى أنه لا يفكر حالياً في الاعتزال، مشدداً على أنه لا يزال يشعر بالقوة والجاهزية للمنافسة، رغم تعرضه لإصابة طفيفة مؤخراً. وأضاف: “لا أعلم إن كنت سأستمر مع إلتشي بعد انتهاء عقدي، خاصة مع ارتفاع مستوى الفريق، لكنني أتمنى أن أختم مسيرتي هنا”.

عودة قوية وثقة متجددة

عاد جوسان إلى الملاعب مؤخراً في مباراة كأس الملك ضد كوينتانار ديل ري التي انتهت بفوز فريقه 2-1، بعد فترة غياب بسبب إصابة في عضلة الفخذ. أكد اللاعب أنه لم يشعر بأي ألم خلال المباراة، وأنه يستعيد تدريجياً لياقته البدنية ومستواه الفني الذي كان عليه قبل الإصابة.

على الصعيد الجماعي، يعاني إلتشي من سلسلة من النتائج السلبية، إذ لم يحقق الفوز في آخر سبع مباريات متتالية في الدوري. ومع ذلك، يظل جوسان ورفاقه متمسكين بثقتهم في خطة اللعب التي بدأوا بها الموسم بقوة، مؤكدين أن الروح المعنوية لا تزال مرتفعة وأن الفريق قادر على العودة إلى الانتصارات قريباً.

قوة إلتشي على أرضه وتحديات خارج الديار

يبرز إلتشي كفريق قوي على ملعبه مارتيز فاليرو، حيث لم يخسر أي مباراة حتى الآن، رغم تعادله في آخر ثلاث مواجهات أمام أندية كبرى مثل أتليتيك بلباو (0-0)، وريال سوسيداد (1-1)، وريال مدريد (2-2). يؤكد جوسان أن الفريق كان الأفضل في هذه اللقاءات، وأن الفوز قادم لا محالة، خاصة في المباراة القادمة ضد جيرونا، المنافس المباشر في صراع الهبوط.

أما خارج الديار، فلا تزال النتائج أقل إقناعاً، حيث خسر إلتشي آخر أربع مباريات خارج ملعبه. يعترف جوسان بأن الفريق يشعر بضعف نسبي في المباريات البعيدة، لكنه يؤمن بأن الحفاظ على أسلوب اللعب نفسه الذي يعتمدونه في ملعبهم سيقودهم لتحقيق نتائج إيجابية في المستقبل.

نمو قاعدة جماهير إلتشي وتأثيرها

أشار جوسان إلى التطور الملحوظ في دعم جماهير إلتشي خلال السنوات الأخيرة، مع زيادة أعداد المشجعين، خصوصاً الشباب والأطفال الذين يرتدون قمصان النادي بفخر. هذا التغير يعكس تحسناً كبيراً مقارنة بالماضي، حيث كان جمهور النادي أقل حضوراً، وكانت الأندية الكبرى مثل ريال مدريد وبرشلونة تهيمن على ولاء المشجعين الصغار في المنطقة.

يقول جوسان: “من الرائع رؤية هذا العدد الكبير من الأطفال الذين يعشقون إلتشي، وهذا دليل على أن النادي يسير في الاتجاه الصحيح”.