نظرة شاملة على واقع نادي أتلتيكو مدريد مع ميغيل أنخيل جيل
تقييم الموسم الماضي واستعدادات الموسم الجديد
مع اقتراب انطلاق موسم جديد بعد أسبوعين، يفتح ميغيل أنخيل جيل، المدير التنفيذي لنادي أتلتيكو مدريد، نافذة على آخر مستجدات الفريق الأحمر والأبيض. يركز جيل اهتمامه بشكل كامل على الاستعدادات للموسم القادم، لكنه لا يغفل عن مراجعة أداء النادي خلال الموسم المنصرم.
يُثمن المدير التنفيذي النمو الملحوظ الذي حققه النادي في مختلف المجالات خلال الموسم السابق، مؤكداً أن هذا التقدم يمثل استمراراً لمسيرة التطور التي بدأها النادي منذ سنوات عدة: “على الصعيد الاجتماعي، حطم النادي أرقاماً قياسية جديدة في عدد المشتركين، الأعضاء، المتابعين على منصات التواصل الاجتماعي، وحضور الجماهير في الملعب”. كما أضاف: “من الناحية المالية، تم تعزيز الشراكات المتعلقة بتمويل وبناء المرافق، بالإضافة إلى الاتفاقيات مع مشغلي المرافق الترفيهية والرياضية التي نطورها بجانب الملعب”.
اللحظة الحاسمة في الموسم الرياضي
يرى ميغيل أنخيل جيل أن هناك نقطة فاصلة أثرت بشكل كبير على مسار الموسم الرياضي: “الفريق قدم أداءً مميزاً حتى الأسبوع الذي شهد مباراة دوري أبطال أوروبا ضد ريال مدريد”. وأوضح أن المباراة التي سبقتها ضد خيتافي أظهرت علامات على تأثير تلك المواجهة الكبرى على تركيز اللاعبين، حيث قال: “انتهت المباراة بشكل سلبي لأن اللاعبين كانوا يفكرون في اللقاء القادم منذ بداية الشوط الثاني”.
“المباراة ضد ريال مدريد، التي شهدت خطأ تحكيمياً واضحاً، أثرت على معنويات اللاعبين والجهاز الفني والجماهير طوال بقية الموسم”.
ويضيف جيل: “منذ تلك اللحظة، كان هدفي الأساسي رفع الروح المعنوية لكل من اللاعبين، المدرب، زملائي في العمل، الرئيس، ونفسي، لتجنب تأثير سلبي أكبر على بقية المنافسات التي كنا نشارك فيها”.
ردود الفعل والإجراءات المتخذة بعد الخطأ التحكيمي
على الرغم من الانتقادات التي وجهت للنادي بشأن تعامله مع تلك الواقعة، يؤكد المدير التنفيذي أن النادي بذل كل ما في وسعه للتعامل مع الموقف: “كنت أشعر بنفس الإحباط والغضب الذي شعر به كل مشجعي أتلتيكو، لكن موقعي في النادي كان يتطلب مني التفكير بعقلانية قبل اتخاذ أي قرار”. وأضاف: “كرة القدم رياضة مليئة بالنجاحات والأخطاء، وكل من يتخذ قرارات في الملعب سواء كانوا لاعبين أو مدربين أو حكاماً أو إداريين معرضون للخطأ والصواب”.
تواصل النادي مع الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (UEFA) فوراً طالباً توضيحاً حول الحادثة، مما أدى إلى طلب الاتحاد الأوروبي تفسيراً من الهيئة الدولية لقوانين كرة القدم (IFAB) بشأن تلك اللقطة. ويقول جيل: “رغم أن طلب التوضيح لا يعوض الضرر، إلا أنني لا أؤيد تحويل الأخطاء إلى قضايا قانونية، بل أؤمن بضرورة العمل من داخل المنظومة لتحسين اللعبة”.
ويشير إلى مثال حديث من بطولة كأس أوروبا للسيدات حيث تم إعادة تنفيذ ركلة جزاء، معتبراً أن هذه الخطوات تمثل تطوراً في صناعة كرة القدم: “هل يخفف هذا الألم عن مشجعي أتلتيكو؟ بالطبع لا، لكن هذه هي الطريقة التي نبني بها كرة قدم أفضل”.
مشاركة أتلتيكو مدريد في كأس العالم للأندية
يعتبر ميغيل أنخيل جيل مشاركة النادي في كأس العالم للأندية من أبرز الإنجازات التي تميز الموسم الماضي: “كان فخراً كبيراً أن يمثل أتلتيكو مدريد كرة القدم الإسبانية كأحد الناديين الوحيدين المشاركين في البطولة”. وأوضح أن التأهل جاء بعد أربع سنوات من المنافسة الأوروبية الشرسة التي تفوق فيها النادي على برشلونة في جمع النقاط.
رغم ذلك، لم تكن النتائج مرضية تماماً، حيث قال: “شعرنا بالإحباط بعد الفوز في مباراتين من أصل ثلاث في دور المجموعات، لكن فارق الأهداف مع باريس سان جيرمان كان حاسماً في خروجنا”. وأضاف أن التجربة كانت إيجابية من حيث تعزيز صورة النادي عالمياً وكسب محبة الجماهير الأمريكية.
استراتيجية التجديد والتطوير في الفريق
شهدت فترة الانتقالات الأخيرة نشاطاً مكثفاً في مكاتب نادي أتلتيكو مدريد، حيث واصل النادي تنفيذ خطة تجديد الفريق التي بدأت في الموسم السابق: “قبل عام، قررنا تحديث الفريق الأول وتجديد دمائه”. وأكد جيل أن العديد من اللاعبين غادروا النادي خلال الموسمين الماضيين، معبراً عن امتنانه لهم على جهودهم والتزامهم.
يُذكر أن النادي استثمر بشكل مكثف في اللاعبين والبنية التحتية خلال السنوات الثماني الماضية، حيث قال: “قمنا باستثمارات صافية بلغت 890 مليون يورو في اللاعبين والمرافق والامتيازات الدولية”. وأوضح أن هذا الرقم يمثل الفرق بين عائدات بيع اللاعبين وبيع ملعب فيسنتي كالديرون والاستثمارات التي تم ضخها في الفريق والمرافق، بما في ذلك مقر النادي في ألكالا دي هيناريس.
وأشار إلى أن امتياز النادي في المكسيك يمثل استثماراً يزيد عن 50 مليون يورو، مع ملكية النادي بنسبة 90%، ويُقدر حالياً بقيمة تقارب 150 مليون يورو، معتبراً أن السوق المكسيكية تمثل فرصة اجتماعية ورياضية هائلة في ظل نمو كرة القدم هناك.
مشروع المدينة الرياضية: مستقبل أتلتيكو مدريد
يُعد مشروع المدينة الرياضية من أكبر الطموحات التي يقودها النادي حالياً، حيث يصفه جيل بأنه سيُحدث تحولاً جذرياً في صورة النادي والمنطقة المحيطة به: “عندما وقعنا اتفاق تطوير المدينة الرياضية، تعهدنا أمام بلدية مدريد والمجتمع المحلي ومشجعي أتلتيكو بأن نضمن مستقبل النادي”.
ويضيف: “هذا المشروع هو الأكبر من نوعه الذي يُقام حول ملعب كرة قدم، وسيكون نموذجاً يُحتذى به، ويُظهر للعالم أن كرة القدم اليوم ليست مجرد رياضة، بل صناعة ترفيهية متكاملة تجمع بين المحتوى والتجارب والتفاعل الاجتماعي، مع الحفاظ على الشغف بالألوان والشعار ونتائج المباريات”.
“المدينة الرياضية هي المشروع الأكثر طموحاً الذي أنشأه أي نادٍ لكرة القدم حول ملعبه”.
الجماهير في قلب استراتيجية النادي
يؤكد ميغيل أنخيل جيل أن المشجعين هم جوهر النادي وروحه الدافعة: “دائماً أقول إن النادي هو مجموع أفراده، وقلبه النابض هو جماهيره”. ويضيف أن العمل من أجلهم هو الهدف الأساسي الذي يكرس له النادي جهوده، وهو ما ينعكس في النمو المستمر لقاعدة مشجعي أتلتيكو.
كما يشير إلى التوازن الدقيق الذي يسعى لتحقيقه بين رضا المشجعين ومصالح المساهمين: “بصفتي مشجعاً ومساهمًا، أعمل على إيجاد نقطة التوازن بين فخر الجماهير بالنادي وإدارة المخاطر المالية التي نتحملها لضمان استمرارية النمو والتنافسية”.
“نحن في أتلتيكو مدريد نُشكّل عائلة كبيرة، وأشكر الجميع على ولائهم والتزامهم”.
رسالة شكر وتقدير لكل مكونات النادي
يختتم ميغيل أنخيل جيل حديثه برسالة امتنان لجميع مكونات النادي: “الأعضاء، المشجعون، الرعاة، الأساطير، الأندية الجماهيرية، المتطوعون، اللاعبين، الطاقم الفني، والموظفون، جميعهم يشكلون نسيج أتلتيكو مدريد”. ويؤكد أن الشغف والطريقة التي يفهم بها النادي الحياة هي كنز يجب حمايته، مما يضمن استمرار النادي في المنافسة بقيمه الخاصة وروحه الفريدة.
