كوكو جوف تتوج بلقب بطولة فرنسا المفتوحة بعد مواجهة درامية مع أريانا سابالينكا
انتصار مثير يعيد جوف إلى قمة التنس العالمي
تمكنت الأمريكية كوكو جوف، المصنفة الثانية عالميًا، من قلب الطاولة على المصنفة الأولى أريانا سابالينكا في نهائي بطولة فرنسا المفتوحة، محققة فوزًا مثيرًا بنتيجة 6-7 (5/7)، 6-2، 6-4. هذا الانتصار يمثل لقبها الكبير الثاني بعد أن تغلبت على سابالينكا أيضًا في نهائي بطولة أمريكا المفتوحة 2023.
رحلة جوف نحو التعويض والنجاح
بعد خسارتها المؤلمة في نهائي رولان غاروس 2022 أمام إيغا سفياتيك، عادت جوف البالغة من العمر 21 عامًا لتثبت قوتها وصمودها في مباراة استمرت ساعتين و38 دقيقة على ملعب فيليب شاترييه. قالت جوف: “كنت أمر بفترة صعبة بعد خسارتي في النهائي قبل ثلاث سنوات، وكانت هناك أفكار مظلمة كثيرة، لذا فإن هذا الفوز يعني لي الكثير. لم أكن أعتقد حقًا أنني سأتمكن من تحقيقه.”
وأضافت: “شعرت أن هذه البطولة هي التي أملك أفضل فرصة للفوز بها عندما كنت أصغر سنًا، وكنت سأشعر بالندم لو لم أحقق لقبًا واحدًا على الأقل في هذه البطولات الكبرى.”
سابالينكا تواجه خيبة أمل جديدة رغم الأداء القوي
على الرغم من الأداء القوي الذي قدمته البيلاروسية سابالينكا، والتي كانت تسعى لأن تصبح أول لاعبة حالية تفوز بثلاثة من البطولات الأربع الكبرى بعد ألقابها في أمريكا المفتوحة 2023 وبطولتي أستراليا المفتوحة 2023 و2024، إلا أنها تعرضت لهزيمتها الثانية على التوالي في نهائيات الجراند سلام بعد خسارتها أمام ماديسون كيز في أستراليا المفتوحة يناير الماضي.
واجهت سابالينكا صعوبات كبيرة في التحكم في أخطائها، حيث ارتكبت 70 خطأ غير مبرر في مواجهة الرياح القوية، وهو أعلى عدد أخطاء في مباراة نسائية في البطولة هذا العام. وقالت: “الأمر مؤلم جدًا، خاصة بعد أسبوعين صعبين قدمت فيهما مستوى رائعًا في ظروف صعبة. أن أقدم أداءً سيئًا في النهائي يؤلمني حقًا.”
تفوق جوف في مواجهة الأرقام والضغط النفسي
تفوقت جوف في التعامل مع الضغوط بعد خسارتها المجموعة الأولى، حيث حافظت على تركيزها ونجحت في استغلال أخطاء سابالينكا المتكررة. بهذا الفوز، تقدمت جوف في المواجهات المباشرة بينهما إلى 6-5، مؤكدة تفوقها في أول نهائي جراند سلام يجمع بين أول لاعبتين عالميًا منذ نهائي أستراليا المفتوحة 2018 بين كارولين فوزنياكي وسيمونا هاليب.
تجدر الإشارة إلى أن جوف، إلى جانب إيغا سفياتيك، وناومي أوساكا، وماريا شارابوفا، هم اللاعبات الوحيدات اللاتي فزن بأكثر من لقب جراند سلام قبل بلوغهن سن 22 خلال العقدين الماضيين.
أطول شوط في نهائي نسائي منذ عام 2002
بدأت سابالينكا المباراة بقوة، حيث تقدمت في المجموعة الأولى بأربعة أشواط من أصل خمسة، لكنها فقدت السيطرة في بعض اللحظات الحاسمة، مثل خسارتها شوطًا من 40-0 بسبب أخطاء مزدوجة وضربة خلفية ضعيفة. استغلّت جوف هذه الفرص لتعادل المجموعة، لكن سابالينكا عادت لتفرض شوط كسر التعادل بعد 77 دقيقة، مما جعل هذه المجموعة الأطول في نهائي نسائي لبطولات الجراند سلام منذ مواجهة شقيقتي ويليامز في ويمبلدون 2002، متجاوزة مدة نهائي العام الماضي بين سفياتيك وياسمين باوليني.
تحول المباراة لصالح جوف في المجموعتين التاليتين
انطلقت جوف بقوة في المجموعة الثانية، حيث تقدمت 4-1 مع كسر مضاعف، وحسمت المجموعة بسهولة لتدفع المباراة إلى المجموعة الحاسمة. في المجموعة الثالثة، كسرت جوف إرسال سابالينكا مبكرًا، رغم محاولات الأخيرة لاستعادة التعادل، لكنها تعرضت لكسر آخر في شوط حاسم. على الرغم من إنقاذ جوف لنقطة مباراة أولى، إلا أنها أنهت اللقاء في المحاولة الثانية، محتفلة بسقوطها على الأرض وسط فرحة عارمة.
مباراة تعكس تطور التنس النسائي العالمي
تُعد هذه المباراة مثالًا حيًا على تطور التنافس في التنس النسائي، حيث شهدت مواجهة بين لاعبتين شابتين تمثلان الجيل الجديد، مع أداء فني وذهني عالي المستوى. كما تعكس المباراة أهمية الصبر والتركيز في مواجهة التحديات، خاصة في ظل الظروف المناخية الصعبة التي أثرت على أداء اللاعبين.
مستقبل واعد للتنس النسائي العربي والعالمي
في ظل هذه الإنجازات العالمية، يزداد الحماس لمتابعة تطور لاعبات التنس العربيات اللاتي يحققن تقدمًا ملحوظًا في البطولات الدولية. على سبيل المثال، شهدنا مؤخرًا تألق لاعبة مصرية في بطولة دولية للشابات، مما يعكس النمو المتسارع لرياضة التنس في المنطقة.
على الصعيد العالمي، تستمر المنافسات بين نجمات التنس في تقديم عروض مبهرة، مع توقعات بأن نشهد المزيد من المواجهات التاريخية في البطولات الكبرى القادمة، خاصة مع بروز أسماء جديدة تسعى لترك بصمتها في عالم التنس.