دينيس سواريز: رحلة لاعب وسط متميز بين تحديات كرة القدم الأوروبية وطموحات ألافيس
بداية المسيرة: من أروقة سيلتا فيغو إلى أضواء مانشستر
بدأ دينيس سواريز مسيرته الكروية في أكاديمية سيلتا فيغو، حيث انضم وهو في سن الحادية عشرة، وارتقى عبر جميع الفئات العمرية حتى وصل إلى فريق سيلتا بي. رغم مشاركته في مباراة ودية مع الفريق الأول، لم يشارك في أي مباراة رسمية قبل انتقاله إلى مانشستر سيتي. يظل سواريز مرتبطًا عاطفيًا بناديه الأم، معتبراً نفسه “صنع في سيلتا” طوال حياته.
في مرحلة الطفولة، تلقى سواريز عرضًا من ريال مدريد، لكنه فضل البقاء في بيته مع عائلته في فيغو، مؤمنًا بأن الفرص ستأتي في الوقت المناسب دون الحاجة للرحيل مبكرًا. يقول عن تلك الفترة: “أخبرني والداي بوجود اهتمام من ريال مدريد، لكنني كنت أريد البقاء في سيلتا. كانت محادثة بسيطة وسريعة”.
الانتقال إلى إنجلترا: تحديات جديدة وفرصة للحياة
في سن السابعة عشرة، انتقل سواريز إلى مانشستر سيتي في ظل ظروف صعبة للنادي، حيث كان هذا الانتقال بمثابة فرصة لتحسين وضع عائلته. رافقته عائلته إلى إنجلترا، رغم صعوبة التكيف مع اللغة والثقافة الجديدة. يصف تلك المرحلة بأنها كانت “تغييرًا جذريًا” في حياته، مع لحظات من الشك والحنين إلى الوطن، لكنه كان مصممًا على النجاح.
خلال وجوده في مانشستر، تدرب تحت قيادة مدربين كبار مثل روبرتو مانشيني ومانويل بيليغريني، ولعب إلى جانب نجوم مثل ديفيد سيلفا وماريو بالوتيلي. يثني سواريز على سيلفا، ويعتبره من أفضل لاعبي الوسط في تاريخ إسبانيا، رغم قلة التقدير الذي حظي به محليًا مقارنة بزملائه في برشلونة وريال مدريد.
تجارب متعددة: برشلونة، إشبيلية، فياريال وأرسنال
وقع سواريز عقدًا مع برشلونة، حيث قضى موسمًا في الفريق الرديف قبل أن ينضم للفريق الأول. رغم المنافسة الشديدة، تمكن من إثبات نفسه، لكنه لم يحظَ بالاستمرارية التي كان يتطلع إليها. قضى فترة إعارة ناجحة في إشبيلية، حيث شارك في الفوز بكأس السوبر الأوروبي ضد ريال مدريد، قبل أن ينتقل إلى فياريال ليحصل على فرصة أكبر للعب بانتظام.
في عام 2023، خاض تجربة قصيرة في أرسنال على سبيل الإعارة، لكنها انتهت سريعًا بسبب إصابة في منطقة الحوض خلال مباراته الثانية، مما حد من فرصه في إثبات نفسه في الدوري الإنجليزي الممتاز.
العودة إلى الوطن: نضج وتطور في ألافيس
عاد سواريز إلى سيلتا فيغو في وقت كان النادي يعاني فيه من صعوبات، ليجد نفسه لاعبًا أساسيًا ويستعيد مكانته. تحت قيادة المدرب تشاكو كوديت، تغيرت طريقة لعبه، حيث أصبح لاعب وسط أكثر شمولية، مع زيادة في عدد اللمسات والمسافات المقطوعة خلال المباريات. يصف سواريز هذا التحول قائلاً: “كان عليّ مضاعفة جهودي في الملعب، ولم يكن الأمر مجرد تغيير مركز، بل عمل يومي مستمر”.
في ألافيس، وجد سواريز بيئة مريحة في مدينة فيتوريا الصغيرة، حيث يشعر بدعم جماهير النادي التي تعتبر من بين الأكثر ولاءً في الدوري الإسباني. يطمح الفريق هذا الموسم إلى تحقيق الاستقرار في الليغا والتقدم نحو المراكز المتقدمة، مع التركيز على بناء فريق قادر على المنافسة.
تطلعات سواريز مع ألافيس: بين الطموح والواقعية
يؤكد سواريز أن هدفه الشخصي هو المشاركة في أكبر عدد ممكن من المباريات، مع الحفاظ على معدلات تمرير دقيقة وتقديم مساهمات هجومية من خلال الأهداف والتمريرات الحاسمة. ويضيف: “نحن الآن في المركز الحادي عشر، ونسعى للنمو والتقدم للأعلى، بعيدًا عن التفكير في الماضي”.
يستعد ألافيس لمواجهة ريال مدريد في ملعب مندزوروزا، حيث يصف سواريز الفريق الملكي بأنه “غير متوقع”، مشيرًا إلى ضرورة تقديم أداء متكامل للفوز. ويؤكد على أهمية دعم الجماهير في الملعب، التي يمكن أن تكون عاملاً حاسمًا في تحقيق الانتصار.
دروس من مسيرة حافلة: نصائح للاعبين الشباب
يشارك سواريز خبرته مع اللاعبين الشباب الذين يخطون أولى خطواتهم في عالم كرة القدم الدولية، مشددًا على أهمية الاستمتاع بالرحلة اليومية وعدم الانشغال بالضغوط الخارجية. يقول: “كرة القدم تمر بسرعة، واليوم تلعب في مكان وغدًا في آخر. يجب أن تستمتع بكل لحظة”.
كما يحذر من تأثير الضغوط الإعلامية ووسائل التواصل الاجتماعي، ويشجع على التركيز على الأداء داخل الملعب بعيدًا عن الضجيج الخارجي.
إنجازات وأحلام مستقبلية
حقق سواريز لقب كأس ملك إسبانيا مرتين مع برشلونة، لكنه يتطلع إلى تحقيق هذا الإنجاز مجددًا مع ألافيس، وهو ما سيكون بالنسبة له “شيئًا مميزًا للغاية”.
قال لي المدرب إنني أستلم الكرة 20 أو 30 مرة في المباراة، وعليّ أن أضاعف هذا الرقم إلى 70 أو 80، وأن أقطع مسافات أكبر، وهذا ما جعلني أتطور كثيرًا.
عندما تبدأ لعب كرة القدم، يضع الناس عليك العديد من الألقاب: لاعب موهوب، ذو مهارات، لكن كرة القدم أكثر من ذلك بكثير.
عندما يخبرك أحدهم بشيء ثم يتحقق، تبدأ في تصديقه… هذا ما حدث معي مع كوديت.

