تحليل أداء ريال مدريد في خسارته الثانية بالدوري الإسباني أمام سيلتا فيغو
شهد ملعب سانتياغو برنابيو هزيمة جديدة لريال مدريد في الدوري الإسباني، حيث تلقى الفريق خسارته الثانية هذا الموسم بعد سقوطه أمام سيلتا فيغو بنتيجة 2-0، في مباراة أظهرت تحديات كبيرة للفريق الملكي على الصعيد الدفاعي والهجومي.
تقييم حراس المرمى والدفاع: بين التألق والإصابات
تيبو كورتوا قدم أداءً متبايناً، حيث تصدى لعدد من الفرص الخطيرة، لكنه استسلم لهدفين مميزين من ويلو سويبديرغ، مما يعكس الضغط الكبير الذي تعرض له دفاع ريال مدريد.
على الجانب الدفاعي، إيدر ميليتاو أظهر شجاعة كبيرة في تدخلاته، حيث أنقذ الفريق من هدف محقق بتدخل دفاعي حاسم، لكنه تعرض لإصابة في أوتار الفخذ قد تبعده لفترة طويلة، وهو ما قد يؤثر سلباً على استقرار دفاع الفريق في المباريات القادمة.
أما راؤول أسينسيو، الذي لعب كظهير أيمن، فقد بدا غير مرتاح في هذا المركز، مما انعكس على أدائه قبل أن يتم استبداله عقب الهدف الأول لسيلتا.
من جهته، ألفارو كاريراس كان من أبرز لاعبي ريال مدريد حتى تعرض للطرد في الوقت بدل الضائع بسبب اعتراضه على قرارات الحكم، مما زاد من معاناة الفريق.
بينما فران غارسيا، الذي بدأ أساسياً، لم يكن الخيار الأمثل لمدرب الفريق تشابي ألونسو، حيث تلقى بطاقتين صفراوين خلال دقائق معدودة، مما أدى إلى طرده وترك الفريق بعشرة لاعبين.
أداء خط الوسط: محاولات غير مثمرة
في وسط الملعب، قدم أوريليان تشواميني أداءً جيداً من حيث الجهد والمنافسة، لكنه كان متورطاً بشكل غير مباشر في الهدف الأول لسيلتا، مما يبرز الحاجة لتحسين تركيزه في اللحظات الحاسمة.
أما فيديريكو فالفيردي، فقد ظهر بشكل أفضل في مركز الظهير الأيمن مقارنة بموقعه المعتاد في الوسط، لكنه لم ينجح في تقديم مساهمة هجومية فعالة خلال المباراة.
من جهة أخرى، آردا جولر بدأ المباراة بقوة وخلق فرصاً، لكنه فشل في استغلال فرصة كبيرة أتيحت له من تمريرة كيليان مبابي، قبل أن يختفي تدريجياً من مجريات اللعب في الشوط الثاني ويُستبدل.
أما جود بيلينجهام، فقد كانت ليلة هادئة له، حيث لم يتمكن من ترك بصمة واضحة على هجمات ريال مدريد، باستثناء فرصة رأسية كادت أن تسفر عن هدف في الشوط الأول.
الهجوم والبدلاء: محاولات فردية بلا جدوى
في الخط الأمامي، حاول فينيسيوس جونيور بشدة اختراق دفاعات سيلتا فيغو، لكنه واجه رقابة دفاعية محكمة حالت دون تحقيق اختراقات حاسمة.
أما كيليان مبابي، فكان أداؤه أقل من المتوقع، حيث نجح سيلتا في إبطال مفعول خطورته، مما أثر سلباً على قدرة ريال مدريد على خلق فرص تهديفية.
دور البدلاء في المباراة
دخل أنطونيو روديجر بديلاً بعد إصابة ميليتاو، وقدم أداءً مقبولاً في الدفاع، بينما حاول رودريغو إحداث فرق لكنه عانى من تراجع مستواه المستمر خلال موسم 2025.
كما كاد غونزالو غارسيا أن يسجل هدفاً بعد نزوله بوقت قصير، لكنه لم يستغل الفرصة بالشكل الأمثل.

انعكاسات الهزيمة على مستقبل ريال مدريد في الدوري
تأتي هذه الخسارة في وقت حساس من الموسم، حيث يحتل ريال مدريد المركز الثالث في جدول ترتيب الدوري الإسباني برصيد 38 نقطة بعد 18 جولة، متأخراً بفارق 5 نقاط عن المتصدر برشلونة، الذي يعاني أيضاً من تقلبات في الأداء.
تُظهر هذه المباراة أن الفريق بحاجة إلى تعزيز خطوطه الدفاعية والهجومية، خاصة مع غياب ميليتاو المتوقع لفترة طويلة، مما قد يدفع المدرب تشابي ألونسو لإعادة التفكير في التشكيلة والأساليب التكتيكية.
في السياق العربي، يمكن مقارنة هذا الوضع بما حدث مع نادي الهلال السعودي في دوري أبطال آسيا 2024، حيث أثرت الإصابات على استقرار الفريق وأدت إلى تراجع نتائجه رغم الإمكانيات الكبيرة للاعبين.

