نهوض نادي إلتشي: قصة نجاح متجددة في عالم كرة القدم
تحول إلتشي إلى قوة تنافسية في الدوري الإسباني
بعد مرور سبع جولات من الدوري الإسباني، أصبح نادي إلتشي المعروف بـ “يوروإلتشي” حقيقة ملموسة. الفريق الذي احتفل بصعوده الأخير قبل أربعة أشهر فقط، يتربع الآن على مراكز مؤهلة لدوري أبطال أوروبا، مما يعكس تحسناً ملحوظاً في الأداء والنتائج. الأجواء في ملعب مارتينيز فاليرو تعج بالتفاؤل والحماس، وهو مشهد بعيد تماماً عن الفترات السابقة التي شهدت الكثير من الشكوك وعدم الاستقرار.
دور الإدارة في بناء مستقبل مستدام
في الماضي، كانت الانتقادات تتوجه بشكل مباشر إلى المسؤولين عن النادي، أما اليوم، فإن التفاؤل يرافق اسم واحد بارز: كريستيان براغارنيك. تحت قيادته، أصبح إلتشي من بين الأندية الأوروبية التي تتمتع بأقوى استقرار مالي، حيث تم إحراز تقدم ملحوظ في تطوير ملعب النادي، بالإضافة إلى استمرار العمل على مشروع المدينة الرياضية الحديثة التي ستعزز من مكانة النادي على المدى الطويل.
الاستراتيجية الرياضية وتأثيرها
على الصعيد الفني، كان اختيار الجهاز الفني خطوة حاسمة. تعيين إيدر سارابيا على رأس الجهاز الفني منح الفريق هوية واضحة وأسلوب لعب تنافسي، مدعومًا بإدارة رياضية يملك فيها براغارنيك الكلمة الأخيرة. هذا التوجه ساهم في بناء فريق قادر على المنافسة بقوة في الدوري، مستفيداً من خبرات مدربه الذي يركز على اللعب الجمالي والضغط العالي.
رحلة التحديات والإنجازات
لم تكن بداية براغارنيك سهلة عند استلامه النادي في ديسمبر 2019، قادماً من عالم تمثيل اللاعبين عبر وكالته “سكور فوتبول”. استحوذ على أغلبية الأسهم في دوري الدرجة الثانية، واحتفل بصعود غير متوقع إلى الدرجة الأولى خلال جائحة كورونا. رغم بعض القرارات التي لم تثمر كما هو متوقع، مثل التعاقد مع لاعبين من وكالته لم يقدموا الأداء المطلوب، وتعيين خورخي ألميرون الذي سجل أسوأ سلسلة بدون انتصارات في تاريخ النادي بـ 21 مباراة، إلا أن النادي حافظ على مكانته في الدرجة الأولى لثلاث مواسم متتالية قبل أن يهبط في 2023.
كان حلم الجميع أن نلعب بهذه الطريقة. براغارنيك كان واضحاً منذ البداية ويجب أن يفخر بما نحققه الآن
التركيز على تطوير أسلوب اللعب بدلاً من الإنفاق الكبير
بعد الهبوط، اختار براغارنيك تعزيز فلسفة اللعب بدلاً من بناء فريق مكلف. كانت خطوة التعاقد مع سيباستيان بيكاسيسي البداية نحو إرساء أسلوب لعب أكثر جاذبية يعتمد على الاستحواذ والجرأة، وهو الأسلوب الذي ترسخ لاحقاً مع إيدر سارابيا. النتائج الحالية تؤكد صحة هذا التوجه، حيث أبدى المدرب الباسكي رضاه قائلاً: “كان حلم الجميع أن نلعب بهذه الطريقة. براغارنيك كان واضحاً منذ البداية ويجب أن يفخر بما نحققه الآن”.
مستقبل واعد لنادي إلتشي
يعيش نادي إلتشي اليوم مرحلة من الاستقرار المؤسسي والقوة المالية، إلى جانب فريق قادر على المنافسة بقوة، مما يفتح آفاقاً واسعة لتحقيق المزيد من الإنجازات. بعد سنوات من التقلبات، بدأ براغارنيك يترك بصمته التي وعد بها منذ وصوله إلى مدينة النخيل، معززاً مكانة النادي بين أندية الصف الأول في إسبانيا.