ماركوس راشفورد: تحديات جديدة في برشلونة وفرصة لإعادة التألق
رحلة راشفورد من أولد ترافورد إلى كامب نو
شهد صيف مانشستر يونايتد حالة من عدم الاستقرار، مع رحيل العديد من اللاعبين عن الفريق، وكان من بين هؤلاء الجناح ماركوس راشفورد الذي انتقل على سبيل الإعارة إلى نادي برشلونة الكتالوني لمدة موسم واحد. لم تكن هذه الخطوة مفاجئة للكثيرين، حيث تصدرت أخبار انتقاله وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، من مقابلات مع نجوم سابقين مثل جاري لينكر إلى منشورات راشفورد مع زملائه الجدد على إنستغرام.
رغم الحمل الإعلامي الإيجابي الذي رافق انتقاله، يبقى السؤال الأهم: هل سيتمكن راشفورد من إثبات جدارته على أرض الملعب، حيث تكمن أهمية دوره الحقيقية؟
تراجع راشفورد في مانشستر يونايتد
بدأت مسيرة راشفورد في أولد ترافورد بشكل مبهر، حيث سجل أهدافًا في أولى مبارياته وحقق كأس الاتحاد الإنجليزي في موسمه الأول. لكن مسيرته مع الشياطين الحمر شهدت تقلبات كبيرة، خاصة مع تغيّر المدربين وتذبذب مستواه بين المواسم.
قبل وصول روبن أموريم إلى النادي، بدأت علامات الاستفهام حول سلوك راشفورد داخل وخارج الملعب تظهر، مما أثر على صورته لدى الجماهير والإعلام. فقد أصبح أداؤه متقلبًا، بين فترات تألق تحت قيادة مورينيو وأولي جونار سولسكاير، وأوقات صعبة مع رالف رانغنيك، مع لحظات قليلة من التألق تحت قيادة إريك تن هاج.
كونه لاعبًا محليًا من مانشستر، زاد ذلك من ضغوط الجماهير عليه، وهناك من يرى أن وعده لم يتحقق بالكامل رغم حصوله على ميداليتين لكأس الاتحاد الإنجليزي، وكأس الرابطة، ودوري أوروبا، وتسجيله 138 هدفًا مع الفريق. لذا، كان الوقت مناسبًا للبحث عن تحديات جديدة.
الانتقال الكبير إلى برشلونة
على الرغم من انتقاله على سبيل الإعارة إلى أستون فيلا، كان طموح راشفورد الانتقال إلى الخارج، وهو أمر نادر بين اللاعبين الإنجليز. في يناير، لم تكتمل الصفقة، مما جعله يفوت فرصة المشاركة في الثلاثية المحلية التي حققها هانسي فليك مع برشلونة في موسمه الأول.
لم تكن فترة راشفورد مع أستون فيلا مميزة، ولم يلقَ إشادة كبيرة من المحللين، لكن الأهم أنه استعاد متعة اللعب التي فقدها في نهاية مشواره مع مانشستر يونايتد.
رغم رغبة يونايتد في بيع راشفورد بشكل دائم، تم الاتفاق على إعارة مع خيار شراء مقابل 35 مليون يورو، ويبقى السؤال مفتوحًا حول مدى نجاحه مع برشلونة.
بداية الموسم وأداء راشفورد حتى الآن
دخل راشفورد أجواء برشلونة وسط اهتمام إعلامي واسع، وقدم أداءً جيدًا في فترة الإعداد، حيث سجل هدفًا في الفوز 5-0 على دايجو. لكن لقطة إهدار فرصة سهلة أمام كومو انتشرت بشكل واسع، حيث أضاع تسديدة من مسافة قريبة.
قبل انطلاق الدوري الإسباني، كانت هناك شكوك حول جاهزيته، وبدأ الموسم من على مقاعد البدلاء في مباراة الفوز 3-0 على مايوركا. أظهر راشفورد راحة في الاستحواذ لكنه لم يستعد سرعته المعتادة، ولاحظت الجماهير أنه تولى تنفيذ ركلات الزاوية.
في المباراة التالية ضد ليفانتي، شارك راشفورد أساسياً على الجناح الأيسر، لكن برشلونة تأخر 2-0 في الشوط الأول، مما دفع فليك لتغيير الخطة. رغم أداء جيد في الشوط الأول، تم استبداله، وتمكن الفريق من العودة والتعادل.
كان راشفورد هو اللاعب الذي فقد مكانه، لكن المنافسة على المراكز الهجومية شديدة، خاصة مع تألق رافينيا ويامال وفيران توريس الذين سجلوا أو صنعوا أهدافًا. في آخر مباراة ضد رايو فاليكانو، لم يظهر راشفورد بمستوى مميز بعد دخوله كبديل في التعادل 1-1.
مع عودة روبرت ليفاندوفسكي من الإصابة، يزداد الضغط على راشفورد للحفاظ على مكانه في التشكيلة.
الإضافة التي يمكن أن يقدمها راشفورد لبرشلونة
يواجه راشفورد تحديًا كبيرًا لإثبات نفسه سريعًا مع برشلونة، خاصة مع اقتراب مواجهة نيوكاسل يونايتد في دوري أبطال أوروبا، حيث سيعود للعب في إنجلترا. ومع توفر تذاكر المباراة عبر Ticket-Compare.com، يأمل المشجعون في بداية قوية للفريق في البطولة.
يمتلك راشفورد إمكانيات كبيرة تعزز خيارات برشلونة الهجومية، فهو يتقن اللعب على الجناح الأيسر، لكنه قادر أيضًا على اللعب في الجناح الأيمن أو في مركز المهاجم الصريح، مما يمنح المدرب فليك مرونة تكتيكية مهمة.
عندما يكون في أفضل حالاته، يتميز راشفورد بالسرعة، والقدرة على إنهاء الهجمات بقوة، وتحسين تمريراته التي تشمل إرسال كرات عرضية دقيقة من طرف إلى آخر، وهو ما يفسر ثقته في تنفيذ ركلات الزاوية.
إذا تمكن فليك من استعادة نسخة راشفورد التي أبهرت في فترتي سولسكاير بين 2019 و2021، حيث سجل 29 هدفًا في الدوري خلال موسمين، فسيكون ذلك مؤشرًا إيجابيًا لبرشلونة. كما أظهر تألقًا في موسم تن هاج 2022-2023 بتسجيله 17 هدفًا في الدوري.
يمتلك راشفورد كل المقومات ليصبح نجمًا في برشلونة، لكن المنافسة الشرسة على المراكز تعني أنه لن يحصل على فرصته بسهولة، وسيحتاج إلى العمل الجاد لإثبات جدارته.
