رحلة راؤول أسينسيو مع ريال مدريد: من بطل الجماهير إلى تحديات جديدة
بداية غير متوقعة في قلب الدفاع
في الموسم الماضي، وجد ريال مدريد نفسه يعاني من نقص حاد في مركز الدفاع بعد تعرض إيدر ميليتاو لإصابة في الرباط الصليبي للمرة الثانية على التوالي، مما أضاف إلى غياب ديفيد ألابا. في ظل هذه الظروف، دخل راؤول أسينسيو إلى الملعب ليبدأ مسيرته التي سرعان ما جعلته محبوبًا لدى جماهير سانتياغو برنابيو.
مع قلة الخيارات المتاحة في خط الدفاع المركزي، قرر كارلو أنشيلوتي منح أسينسيو فرصة اللعب إلى جانب أنطونيو روديجر، حيث لفت الأنظار بأسلوبه القوي في التدخلات واندفاعه في المواجهات، مما أكسبه دعم الجماهير. هذا الأداء المميز أدى إلى تجديد عقده حتى عام 2029 وضمان مكانه ضمن التشكيلة الأساسية، لكن الأمور لم تسر كما هو متوقع لاحقًا.
أزمة كأس العالم للأندية وتأثيرها على أسينسيو
في بداية بطولة كأس العالم للأندية، كان زابي ألونسو يواجه نقصًا في الخيارات الدفاعية، فبدأ أسينسيو المباراة إلى جانب دين هويجن. خلال الشوط الأول من المباراة الأولى، تسبب أسينسيو في ركلة جزاء، مما دفع الجهاز الفني لاستبداله عند الاستراحة. وفي اللقاء الثاني، تعرض للطرد بعد سبع دقائق فقط، ولم يلعب سوى خمس دقائق إضافية قبل مواجهة نصف النهائي ضد باريس سان جيرمان.
بعد هذه الأحداث، اضطر أسينسيو إلى تقديم اعتذار رسمي لجماهير ريال مدريد عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن أدائه المخيب خلال البطولة.
تراجع الأداء وغياب عن المباريات الرسمية
بعد إيقاف هويجن، عاد أسينسيو للعب لكنه تسبب في هدف سهل لفريق باريس سان جيرمان بسبب عدم تمكنه من التعامل مع الكرة تحت الضغط، مما أدى إلى استبداله في الدقيقة 64. ومنذ ذلك الحين، لم يظهر أسينسيو في أي مباراة رسمية، مما أثار تساؤلات حول مستقبله في الفريق.
موقف زابي ألونسو وخطط ريال مدريد الدفاعية
وفقًا لتقارير صحفية، كان زابي ألونسو يسعى لتعزيز خط الدفاع خلال فترة الانتقالات الصيفية، مع احتمالية تقديم توقيع إبراهيما كوناتي لتعزيز الخط الخلفي. رغم حصول أسينسيو على فرصة في التشكيلة الأساسية، إلا أنه رفض الرحيل هذا الصيف، وبقاء ديفيد ألابا ضمن الفريق قلل من فرص إضافة مدافع جديد.
في الوقت الحالي، يبدو أن أسينسيو يحتل مركزًا متقدمًا فقط على ألابا في ترتيب اللاعبين، خاصة مع تجربة الأخير في خط الوسط خلال فترة الإعداد للموسم الجديد، مما يعكس حالة عدم اليقين حول دور أسينسيو في تشكيلة الفريق.
نظرة مستقبلية: هل يستطيع أسينسيو استعادة مكانته؟
في ظل المنافسة الشرسة داخل ريال مدريد، يتعين على أسينسيو تحسين مستواه بشكل ملحوظ ليعود إلى التشكيلة الأساسية بشكل دائم. مع وجود أمثلة عربية ودولية مثل المدافع المغربي نايف أكرد الذي أثبت جدارته في الدفاع مع ناديه، أو المدافع البرازيلي ماركينيوس مع باريس سان جيرمان، فإن التحدي أمام أسينسيو كبير لكنه ليس مستحيلاً.
يبقى السؤال: هل سيتمكن أسينسيو من تحويل محنته إلى فرصة جديدة ليصبح ركيزة دفاعية في فريق بحجم ريال مدريد، أم أن الوقت سيحكم عليه بالخروج من دائرة الضوء؟

