رؤية مستقبلية لمنتخب إسبانيا في كرة القدم
بينما تتجه الأنظار نحو كأس العالم المقبل في الولايات المتحدة والمكسيك وكندا، تبدأ إسبانيا بالفعل في التخطيط للمستقبل البعيد. بعد هذا الحدث العالمي الذي ستخوضه كأحد الفرق المرشحة بقوة، ينتظرها يورو 2028، تليه استضافة مشتركة لكأس العالم 2030 مع المغرب والبرتغال، مما يضع “لا روخا” في قلب الأحداث الكروية الكبرى.
جيل جديد يتشكل استعداداً للمستقبل
اللاعبون الشباب الذين بدأوا يبرزون الآن من المتوقع أن يصلوا إلى ذروتهم في كأس العالم 2030 ويورو 2028. ويحرص عشاق كرة القدم على متابعة هذه المواهب في البطولات الكبرى عبر منصات مثل Livefootballtickets.com، حيث تحظى إسبانيا بشعبية كبيرة بين الجماهير. ومع ذلك، لم تكن مشاركتهم في بطولة أوروبا تحت 21 سنة الأخيرة في سلوفاكيا على مستوى التوقعات.
خيبة أمل في بطولة أوروبا تحت 21 عاماً
خرج منتخب إسبانيا للشباب من ربع نهائي البطولة بعد خسارته 2-1 أمام إنجلترا، في مباراة شهدت أخطاء كثيرة وافتقرت إلى الإبداع. واجه الفريق صعوبة في اختراق دفاع إنجلترا الصلب، حيث استقبل هدفين مبكرين. كما عانى المهاجمون من تكرار المشاكل في إنهاء الهجمات، ولم يتمكن نجوم مثل دييغو لوبيز وألبرتو موليرو وخيسوس رودريغيز وراؤول مورو من إحداث الفارق في المناطق الهجومية.
تغييرات في الجهاز الفني للشباب
أدى هذا الإخفاق إلى رحيل المدرب سانتي دينيا، الذي قضى 15 عاماً في الاتحاد الإسباني لكرة القدم، بدءاً من تدريب فريق تحت 16 سنة، وحقق معه ألقاباً مهمة مثل بطولة أوروبا تحت 17 سنة وتحت 19 سنة، بالإضافة إلى الميدالية الذهبية الأولمبية الصيف الماضي. بعد ذلك، انتقل لتدريب نادي الشحانية في قطر.
خلفه في المنصب مساعده ديفيد جوردو، البالغ من العمر 55 عاماً، والذي قضى معظم السنوات الأخيرة في الاتحاد الإسباني، مع استراحة قصيرة قضى فيها عاماً في تدريب فرق الشباب في عمان. كان جوردو يشغل منصب مساعد دينيا، بالإضافة إلى تدريبه لفرق تحت 14 و15 و16 سنة.
من هم النجوم الصاعدين في الأفق؟
التنبؤ بمن سيصعد إلى الفريق الأول في المستقبل القريب أمر معقد، لكن هناك بعض اللاعبين الذين أظهروا إمكانيات واعدة على مستوى الأندية مثل خافي غيرا، كريستيان موسكيرا، خيسوس رودريغيز وميكيل جاوريغيثار. هؤلاء قد يكونون المرشحين للانضمام بشكل دائم إلى المنتخب الأول.
يرجع جزء من صعوبة التوقع إلى تسريع إدخال المواهب إلى الفريق الأول، حيث تم تصعيد لاعبين مثل بيدري، لامين يامال، غافي، نيكو ويليامز، باو كوبارسي، راؤول أسينسيو، دين هويجسن، فيرمين لوبيز، ييريمي بينو، سامو أغيهوا وأليكس باينا، الذين كانوا جميعاً مؤهلين للمشاركة في بطولة تحت 21 سنة لو لم يتم تصعيدهم. هذا يعكس أن مستقبل المنتخب الإسباني لا يزال في أيدٍ أمينة.
إسبانيا بين التحديات والفرص في المشهد الكروي العالمي
تجدر الإشارة إلى أن إسبانيا، التي تمتلك تاريخاً حافلاً بالإنجازات، تواجه منافسة متزايدة من منتخبات عربية وعالمية، مثل المغرب الذي يشارك في استضافة كأس العالم 2030، والمنتخبات العربية التي تشهد تطوراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة. على سبيل المثال، تألق لاعبين مثل يوسف النصيري في أوروبا يعكس قوة المواهب العربية التي بدأت تفرض نفسها على الساحة الدولية.
مستقبل مشرق رغم التحديات
مع استمرار تطور كرة القدم العالمية، يبقى على إسبانيا أن توازن بين استثمار المواهب الشابة وتسريع دمجها في الفريق الأول، مع الحفاظ على أسلوبها الفني المميز. إن استضافة كأس العالم 2030 مع المغرب والبرتغال تمثل فرصة ذهبية لإسبانيا لتأكيد مكانتها كقوة كروية عالمية، تماماً كما فعلت في يورو 2008 وكأس العالم 2010.