تقييم موسم جيرونا في الدوري الإسباني: رحلة بين التحديات والإنقاذ
نظرة عامة على نتائج الموسم
أنهى فريق جيرونا موسمه في الدوري الإسباني في المركز السادس عشر برصيد 41 نقطة، مع خروج مبكر من كأس ملك إسبانيا في الدور الثاني. على صعيد الأرقام الفردية، تصدر كريستيان ستواني قائمة الهدافين برصيد 11 هدفًا، بينما كان ميغيل غوتيريز الأفضل في صناعة الأهداف بست تمريرات حاسمة.
بداية الموسم والتحديات المبكرة
بعد موسم استثنائي في العام السابق، انطلق جيرونا هذا الموسم بأمل كبير، خاصة مع مشاركته الأولى في دوري أبطال أوروبا، حيث واجه عمالقة مثل باريس سان جيرمان. رغم ذلك، واجه اللاعبون الجدد مثل أبيل رويز وبويان ميوفسكي وياسر أسبريلا ولاديسلاف كريجي وبريان جيل ودوني فان دي بيك صعوبات في التأقلم، لكنهم قدموا أداءً مقبولًا يتماشى مع التوقعات.
الهبوط المفاجئ والتراجع في الأداء
مع تقدم الموسم، بدأت نتائج جيرونا في التدهور بشكل ملحوظ، حيث انتقل الفريق من مركز مؤهل للمسابقات الأوروبية في منتصف يناير إلى منطقة الخطر بفارق ثلاث نقاط فقط عن مراكز الهبوط بعد ثمانية مباريات. هذا التراجع المفاجئ يشبه سقوط فريق كان يطير عالياً ليجد نفسه فجأة في مواجهة عاصفة شديدة.
دور كريستيان ستواني في إنقاذ الفريق
في ظل هذه الأزمة، برز نجم المهاجم المخضرم كريستيان ستواني، الذي كان بمثابة فارس الفريق في اللحظات الحرجة. سجل ستواني 11 هدفًا في 41 مباراة، محققًا أفضل معدل تهديفي في الدوري الإسباني من حيث الأهداف لكل دقيقة لعب. خلال آخر سبع مباريات، أحرز خمسة أهداف ساهمت في إضافة خمس نقاط حاسمة أبقت الفريق في الدوري.
دائمًا هو. يا له من لاعب.
أنفق جيرونا 15.5 مليون يورو على المهاجمين الصيف الماضي، والمهاجم البالغ من العمر 38 عامًا ستواني سجل نفس عدد الأهداف التي سجلها أبيل رويز وبويان ميوفسكي معًا. كما كان الهداف الأول للفريق.
pic.twitter.com/mXL1RBcZSi
تقييم الأداء العام: درجة D مع لمحات إيجابية
نجاة جيرونا من الهبوط كانت كافية لتجنب وصف الموسم بالكارثي، خاصة مع مشاركته المشرفة في البطولات الأوروبية. رغم ذلك، كان من المتوقع أن يقدم الفريق أداءً أفضل بالنظر إلى حجم الاستثمارات وتشكيلة اللاعبين. في موسم شهد ضعف المنافسة على مراكز المؤهلة للمسابقات الأوروبية، كان بإمكان جيرونا أن يحجز مكانًا مريحًا بعيدًا عن خطر الهبوط.
يستحق ميشيل سانشيز الثناء على قدرته في التعامل مع الضغوط في نهاية الموسم، حيث قاد الفريق لتجاوز اللحظات الصعبة، لكن ذلك جاء على حساب الحاجة لإعادة بناء شاملة في الصيف المقبل، مع غموض حول مستقبل العديد من اللاعبين.
أفضل لاعب في الموسم: كريستيان ستواني
لا يمكن أن يكون هناك منافس حقيقي لستواني في هذا اللقب. رغم أن ميغيل غوتيريز وباولو غازانيغا قد يختلفان، إلا أن دور ستواني في قيادة جيرونا خلال أشهر مارس وأبريل كان حاسمًا. سجل 11 هدفًا وقدم تمريرتين حاسمتين، وكان الأكثر فعالية في الدوري الإسباني من حيث معدل الأهداف لكل دقيقة لعب.
المفاجأة الإيجابية: باولو غازانيغا
في فئة أصعب، نبرز الحارس المخضرم باولو غازانيغا، الذي قدم أداءً مميزًا رغم المنافسة الشرسة مع باو لوبيز القادم من أولمبيك مارسيليا. كان غازانيغا نجمًا في مواجهة أتلتيك بلباو، حيث تصدى لثلاث ركلات جزاء، مما ساعد الفريق على الحفاظ على التعادل 1-1.
اللاعب الذي كان يُنتظر منه أكثر: أرناوت دانجوما
كان من الصعب اختيار لاعب لهذا القسم بسبب كثرة المرشحين، لكن دانجوما خيب آمال جماهير جيرونا في اللحظات الحاسمة. في مباراة ضد ليغانيس، تسبب بخطأ فادح في نصف ملعبه قبل ست مباريات من نهاية الموسم، مما كلف الفريق نقطتين ثمينتين، وكان ذلك بمثابة رمز لموسمه المتذبذب.
حاول اللاعب الهولندي تنفيذ مراوغة “نوتميغ” لكنه فشل، مما أدى إلى هجوم مرتد من ليغانيس، وانتقده ميشيل علنًا بسبب نقص الروح الجماعية. رغم أن دانجوما أظهر في السابق إمكانيات تؤهله للعب في دوري أبطال أوروبا، إلا أن حصيلته هذا الموسم (5 أهداف و2 تمريرة حاسمة في 37 مباراة) لم تعكس ذلك.
لقد عدنا! 👋
مستقبل جيرونا: تحديات وفرص في الأفق
يُعد فريق جيرونا من أكثر الفرق التي يصعب التنبؤ بمستقبلها في الموسم القادم، مع توقعات بتغيرات كبيرة في التشكيلة بسبب تعديل ميزانية الرواتب. من المتوقع رحيل بعض أبرز اللاعبين، مما سيجبر ميشيل على إعادة تطبيق استراتيجيته بعد موسم اعترف فيه بعدم نجاحها بالكامل.
يمتلك الفريق العديد من المواهب الشابة التي يمكن البناء عليها، لكن نجاح الموسم المقبل يعتمد بشكل كبير على فترة الانتقالات الصيفية، التي يجب أن تركز على الحفاظ على جودة التشكيلة وإعادة شحن الروح المعنوية للفريق ليعود جيرونا كما كان: فريقًا شجاعًا ومنظمًا ومتمسكًا بأسلوبه الخاص.
