تباين مصير أتلتيكو مدريد وفالنسيا في عالم كرة القدم
شهدت حياة ناديي أتلتيكو مدريد وفالنسيا تحولات جذرية منذ أن جلس دييغو سيميوني على مقعد تدريب الروخيبلانكوس في يناير 2012. في ذلك الموسم، أنهى فالنسيا الدوري وهو متأهل لدوري أبطال أوروبا، بينما اقترب أتلتيكو من العودة إلى البطولة القارية الكبرى. ومع اقتراب نهاية عام 2025، أصبح أتلتيكو مدريد يتألق باستمرار في دوري الأبطال، في حين تراجع فالنسيا عن مكانته التاريخية في كرة القدم الإسبانية، وكأن عقودًا مرت منذ ذلك الحين.
فوارق حادة بين مسيرتي الفريقين
يمر الناديان الآن بمسارات متباينة تمامًا؛ فبينما استقر أتلتيكو مدريد في قمة النخبة الأوروبية، لا يزال فالنسيا يبحث عن هويته الكروية. في عام 2012، كان فالنسيا يحتل المركز الثالث في الترتيب التاريخي للدوري الإسباني، وهو المركز الذي استعاد أتلتيكو مدريد السيطرة عليه ويبدو عازمًا على الحفاظ عليه. تحت قيادة سيميوني، وسع أتلتيكو الفارق مع أندية مثل أتلتيك بلباو وفالنسيا، بينما شهد ملعب ميستايا تغييرات متكررة في الجهاز الفني.
أتلتيكو مدريد: ثبات في القمة الأوروبية
في الأسبوع الماضي، خاض أتلتيكو مباراة في دوري أبطال أوروبا على أرض أيندهوفن الهولندية، وحقق فوزًا مهمًا يعزز فرصه في التأهل إلى دور الثمانية للموسم الثاني على التوالي. هذا الانتصار يعكس المستوى الراسخ الذي وصل إليه الفريق في السنوات الأخيرة، حيث بنى سيميوني فريقًا متماسكًا قادرًا على المنافسة على أعلى المستويات.
بعد هذا النجاح الأوروبي، يستعد أتلتيكو للعودة إلى منافسات الدوري الإسباني، حيث يسعى لاستعادة نغمة الانتصارات بعد خسارتين متتاليتين خارج ملعبه أمام برشلونة وأتلتيك بلباو. سيستضيف الفريق منافسيه في ملعبه الجديد، واندا متروبوليتانو، الذي أصبح حصنًا لا يُقهر، إذ لم يتمكن أي فريق سوى إلتشي من اقتناص نقطة واحدة منه هذا الموسم. ستكون مباراة نهاية العام مناسبة خاصة يحتفل فيها الفريق وجماهيره بأجواء عيد الميلاد.
فالنسيا يواجه تحديات صحية وفنية
على الجانب الآخر، يعاني فالنسيا من موجة إنفلونزا ضربت غرفة الملابس مؤخرًا، مما اضطر الجهاز الفني لاتخاذ إجراءات وقائية، كما أكد المدرب كارلوس كوربيران. في آخر تدريبات الفريق داخل الصالة الرياضية، ظهر عدد من اللاعبين وهم يرتدون الكمامات، بعد إصابة كل من خافي غيرا، الذي تعافى الآن، وجايّا وريوخا بالفيروس.
تأتي هذه الأزمة الصحية في وقت يعاني فيه الفريق من تذبذب في الأداء، خاصة بعد سلسلة مباريات متتالية أمام رايو فاليكانو، وقرطاجنة في كأس الملك، وإشبيلية. غياب تاراجا بسبب الإيقاف، وإصابة دياخابي أجبرت المدرب على تجربة تشكيلة دفاعية بخمسة لاعبين تضم تيري، فولكيير، كوميرت، كوبتي، وخيسوس فاسكيز، والتي لم ترقَ إلى مستوى الطموحات. من المتوقع أن يحصل أوغرينيتش، الذي لم يظهر كثيرًا منذ انضمامه بسبب الإصابة، على فرصة أساسية في وسط الملعب بدلاً من خافي غيرا.
نظرة مستقبلية: أتلتيكو يواصل البناء وفالنسيا يبحث عن الاستقرار
بينما يواصل أتلتيكو مدريد تعزيز مكانته بين كبار أوروبا، يظل فالنسيا في رحلة بحث مستمرة عن استعادة مجده السابق. مع تطور كرة القدم العربية والعالمية، يظهر مثال نادي الهلال السعودي الذي حقق مؤخرًا إنجازات كبيرة في دوري أبطال آسيا، مما يبرز أهمية الاستقرار الفني والصحي في تحقيق النجاحات. إن قدرة أتلتيكو على الحفاظ على توازن الفريق وتطويره موسمًا بعد موسم تشبه بناء برج متين، بينما يسعى فالنسيا لإعادة بناء أساساته كما يفعل فريق النصر السعودي في الدوري السعودي للمحترفين.

