فالنسيا بين تحديات الحاضر وآمال المستقبل
أزمة مستمرة في نادي فالنسيا
مرة أخرى، يجد نادي فالنسيا نفسه في موقف صعب داخل الدوري الإسباني. بعد أن سجل سيزار تارغيلا هدفًا بالخطأ في مرماه في الدقيقة 58، اضطر فالنسيا للاعتماد على هدف متأخر من هوغو دورو ليحصل على تعادل 1-1 مع إشبيلية في مباراة الأحد. هذا التعادل لم يخدم أيًا من الفريقين؛ فإشبيلية يحتل المركز الثاني عشر بفارق خمس نقاط فقط عن منطقة الهبوط، بينما يحتل فالنسيا المركز الخامس عشر بعدد نقاط يساوي عدد مبارياته، بفارق ثلاث نقاط فقط عن جيرونا في المركز الثامن عشر.
تاريخ عريق يواجه واقعًا صعبًا
بالنظر إلى تاريخ فالنسيا العريق في كرة القدم الإسبانية، من المدهش أن نراه يكافح في مؤخرة جدول الدوري، مع خطر الهبوط الذي قد يكون من أكثر الأحداث المؤلمة في تاريخ الليغا. ومع ذلك، فإن الفرق الثلاثة في قاع الترتيب – جيرونا، ليفانتي، وأوفيدو – لا تبدو في وضع يسمح لها بمطاردة فالنسيا بنفس الوتيرة، مما يمنح الفريق فرصة للتنفس وسط هذه الصعوبات.
مشروع ملعب نو ميستايا: بارقة أمل جديدة
يُعد افتتاح ملعب نو ميستايا في عام 2027 نقطة تحول محتملة لفالنسيا، حيث سيُغلق بذلك فصلًا استمر أكثر من قرن في ملعب ميستايا الأصلي. بعد توقف دام 16 عامًا بسبب الأزمات المالية للنادي، استؤنفت أعمال البناء في المشروع الذي يُقدر تمويله بـ322 مليون يورو، منها 85 مليون يورو من بيع أرض الملعب القديم.
تاريخ من التحديات الإدارية والمالية
على مدى 16 عامًا، ظل ملعب نو ميستايا، الذي كلف حوالي 100 مليون يورو، متوقفًا عن البناء على بعد أربعة كيلومترات من ملعب ميستايا القديم، في ظل إفلاس مالكي النادي. عاد فالنسيا إلى دوري أبطال أوروبا تحت إدارة بيتر ليم، الذي وظف مدربين مثل مارسيلينو غارسيا تورال وماتيو أليماني، اللذين غادرا النادي في 2019. هذه الفترة شهدت كشفًا عن ديون ضخمة للنادي، مما أدى إلى تراجع مستواه الرياضي، حيث أنهى الفريق الموسم في النصف السفلي من جدول الترتيب خمس مرات خلال العقد الماضي، مع احتمال أن تكون هذه السنة السادسة خلال 11 موسمًا.
تغيرات متكررة في الجهاز الفني
شهد فالنسيا تعاقب 11 مدربًا دائمًا خلال 11 عامًا، ولم يتمكن من تحقيق مركز ضمن الثلاثة الأوائل منذ 13 عامًا. مع عدم إنفاق أكثر من 8.5 مليون يورو على لاعب واحد خلال العقد الحالي، يمكن اعتبار بقاء الفريق في الدوري الإسباني إنجازًا بحد ذاته.
أداء الفريق الحالي والآفاق الدفاعية
يُظهر فالنسيا الحالي أداءً جيدًا في الهجمات المرتدة، ويقدم مستوى دفاعيًا مقبولًا رغم رحيل لاعبين مثل كريستيان موسكيرا وياريك غاسيوروسكي. رغم الهزائم الثقيلة أمام برشلونة (6-0) وريال مدريد (4-0)، إلا أن الفريق لا يزال يحتفظ بمكانته كواحد من أندية الليغا التي حققت نقاطًا تاريخية، حيث يحتل المركز الخامس في جدول النقاط التاريخي للدوري الإسباني.
الملعب الجديد ورؤية مستقبلية للنادي
مع استمرار غياب مشروع رياضي واضح، يبقى افتتاح ملعب نو ميستايا المزود بأحدث التقنيات في 2027 أملًا كبيرًا للنادي. من المتوقع أن يستضيف الملعب الجديد حوالي 70,000 متفرج، ما يجعله بحجم ملعب متروبوليتانو، وسيكون من الملاعب المرشحة لاستضافة مباريات كأس العالم 2030 التي ستقام بشكل مشترك بين إسبانيا، البرتغال، والمغرب.
©️⬆️ خوسيه غايا يتقدم إلى المركز الرابع في عدد المشاركات مع فالنسيا في الليغا ⚪️⚫️
خوسيه لويس غايا: رمز الوفاء في زمن التحديات
ظل القائد خوسيه لويس غايا وفياً للنادي رغم كل الصعوبات. في مباراة الأحد، وصل غايا إلى ظهوره رقم 324 مع فالنسيا في الدوري الإسباني، ليصبح رابع أكثر اللاعبين مشاركة في تاريخ النادي، وهو ثاني أصغر لاعب يصل إلى 350 مباراة مع الفريق. من المتوقع أن يتجاوز قريبًا أسطورة النادي سانتي كانيزاريس ليصبح ضمن الخمسة الأوائل في عدد المشاركات التاريخية.
نشأ غايا على بعد ساعة من ملعب ميستايا، وقد تلقى عروضًا من أندية داخل وخارج إسبانيا، لكنه اختار البقاء مع “الخفافيش”. ينتهي عقده بعد الموسم المقبل، بالتزامن مع افتتاح ملعب نو ميستايا، مما قد يجعله يقود الفريق في بداية عهد جديد للنادي.
آمال جديدة في أفق 2027
حصد غايا لقب كأس ملك إسبانيا مرة واحدة فقط خلال مسيرته، وهو إنجاز بسيط مقارنة بتاريخ النادي، لكنه اختار البقاء وفياً خلال سنوات الركود. سيكون من المؤسف أن لا يقود الفريق في الملعب الجديد، حيث قد يبدأ فالنسيا في استعادة مكانته كأحد عمالقة كرة القدم الإسبانية بعد فترة طويلة من التحديات.
