تحديات الحضور الجماهيري في كأس العالم للأندية 2025 بالولايات المتحدة
انخفاض أعداد الجماهير يثير القلق حول نجاح البطولة
شهدت مباريات كأس العالم للأندية 2025، التي تُقام حاليًا في الولايات المتحدة الأمريكية، مشاهدًا لمدرجات شبه خالية، مما ألقى بظلال سلبية على أجواء الحدث الرياضي العالمي. هذا التراجع في الحضور الجماهيري أثار موجة من الانتقادات الحادة تجاه الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، الذي بدا أنه بالغ في توقعاته ولم يتمكن من جذب أعداد كبيرة من المشجعين.
تأثير ضعف الحضور على الإيرادات وصورة البطولة
منذ انطلاق المنافسات، لاحظ المراقبون والصحفيون ضعفًا ملحوظًا في حضور الجماهير، حيث انتشرت عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي صور توثق المقاعد الفارغة قبل بداية المباريات. هذا الأمر أثار تساؤلات جدية حول مدى نجاح التنظيم واستراتيجية التسويق المعتمدة لجذب المشجعين.
وأفادت تقارير إعلامية، منها صحيفتا «سي إن إن» و«الغارديان»، أن انخفاض نسبة الحضور تسبب في خسائر مالية كبيرة، ليس فقط من مبيعات التذاكر، بل أيضًا من المأكولات والمشروبات والبضائع ومواقف السيارات. إلا أن الأثر الأكبر كان على سمعة البطولة وقيمتها التسويقية، التي تراجعت بشكل ملحوظ.
الأسعار المرتفعة والجدول الزمني يحدان من الحضور
أشارت صحيفة «الغارديان» إلى أن التذاكر التي طرحت بأسعار مرتفعة، إلى جانب الترويج للبطولة باعتبارها “أعظم حدث في تاريخ كرة القدم للأندية”، لم تتوافق مع الواقع على أرض الملعب. حيث بلغ متوسط نسبة الحضور 52% من سعة الملاعب، في حين أظهرت البيانات الفعلية أن الحضور لم يتجاوز 43%.
كما أن توقيت إقامة بعض المباريات خلال ساعات العمل الرسمية صعّب على الجماهير الحضور، خاصة مع وجود تحديات إضافية مثل صعوبات الحصول على تأشيرات السفر لمشجعي الفرق الآسيوية، ومخاوف بعض المهاجرين من التعرض لملاحقة السلطات الأمريكية.
أمثلة على تفاوت الحضور في مباريات البطولة
على الرغم من مشاركة أندية كبرى مثل ريال مدريد وتشيلسي وبايرن ميونيخ، شهدت بعض المباريات حضورًا جماهيريًا جيدًا، مثل مباراة إنتر ميلان ضد مونتيري التي جذبت أكثر من 40 ألف مشجع، ومواجهة فلامنغو ضد الترجي التونسي التي استقطبت نحو 35 ألف متفرج.
في المقابل، لم تحقق مباريات أخرى حضورًا يذكر، مثل لقاء فلومينينسي ودورتموند الذي أقيم في ملعب ميتلايف الذي يتسع لـ 84 ألف متفرج، حيث لم يتجاوز الحضور نصف السعة، مما يعكس فجوة واضحة بين التوقعات والواقع.
دروس مستفادة من تنظيم البطولة على ملاعب الدوري الأمريكي
يبدو أن فيفا، الذي نظم البطولة على ملاعب الدوري الأمريكي لكرة القدم (MLS)، لم يستفد بشكل كافٍ من خبراته السابقة في استضافة مباريات كبرى في ملاعب ضخمة. هذا النقص في الاستفادة ساهم في بروز تحديات الحضور الجماهيري بشكل واضح في نسخة اعتُبرت الأهم في تاريخ كأس العالم للأندية.