تطورات جديدة في استخدام تقنية الفيديو في كرة القدم الأوروبية
نادراً ما يمر يوم في الدوريات الأوروبية الكبرى دون جدل حول تدخل تقنية حكم الفيديو المساعد (VAR). منذ اعتماد هذه التقنية، تباينت ردود الأفعال بين مؤيد ومعارض، مما دفع الهيئة الدولية للتحكيم (IFAB) إلى اختبار تعديلات جديدة على بروتوكول استخدامها.
مبادرات IFAB لتحديث قوانين اللعبة
طرحت IFAB عدة تعديلات على القوانين، بالتعاون مع الفيفا التي يقودها أرسين فينغر، حيث تم اقتراح تعديل قانون التسلل لمنح المهاجمين فرصة أكبر لتجاوز خط الدفاع. رغم ذلك، لم يتم التصويت على هذا التغيير في الوقت الحالي. كما تم تداول فكرة السماح للمدربين بطلب مراجعة قرارات محدودة خلال المباراة، وهو ما قد يغير من ديناميكية اللعبة بشكل ملحوظ.
مراجعة قرارات الطرد: خطوة نحو توسيع صلاحيات VAR
حالياً، تسمح قواعد IFAB بمراجعة قرارات الطرد المباشر فقط عبر تقنية VAR، سواء كانت محتملة أو مؤكدة. لكن تقارير حديثة تشير إلى أن الهيئة تفكر في توسيع صلاحيات التقنية لتشمل حالات الطرد بسبب البطاقة الصفراء الثانية. من المقرر أن تعقد IFAB اجتماعاً في لندن في 20 يناير لمناقشة هذا الاقتراح والتصويت عليه.

على سبيل المثال، أعرب مدرب أولمبياكوس، خوسيه لويس مندليبار، عن استيائه بعد طرد لاعب وسط فريقه سانتياغو هيزّي بسبب البطاقة الصفراء الثانية، التي جاءت إثر لمسة خفيفة على لاعب برشلونة مارك كاسادو. اتفق معظم المتابعين على أن القرار كان قاسياً وغير مبرر، مما أثر بشكل كبير على مجريات المباراة.
مزايا وعيوب توسيع تدخل VAR في حالات الطرد
من ناحية، يتيح هذا التغيير فرصة أكبر لتصحيح الأخطاء التحكيمية، وهو الهدف الأساسي من تقنية VAR. منطقياً، إذا كان الطرد المباشر يخضع للمراجعة، فيجب أن يشمل ذلك الطرد الناتج عن البطاقة الصفراء الثانية لما له من تأثير مماثل على سير المباراة.
لكن من جهة أخرى، يشتكي كثيرون من أن تقنية VAR زادت من فرص الخطأ بسبب كثرة التدخلات، كما قللت من هامش الخطأ لدى الحكام وأثرت على انسيابية اللعب وروح spontaneity التي تميز كرة القدم. زيادة عدد التدخلات قد تؤدي إلى توقفات متكررة تؤثر سلباً على تجربة المشاهدين واللاعبين على حد سواء.
أمثلة حديثة من الساحة الرياضية العربية والعالمية
في الموسم الحالي من الدوري السعودي للمحترفين، شهدت تقنية VAR مراجعات حاسمة أثرت على نتائج مباريات عدة، مثل طرد لاعب النصر في مواجهة الهلال بعد تدخل VAR، مما أثار نقاشاً واسعاً حول دقة القرارات وتأثيرها على المنافسة. وعلى الصعيد الدولي، أثارت قرارات VAR في دوري أبطال أوروبا 2024 جدلاً كبيراً، خاصة في مباريات فرق مثل ريال مدريد ومانشستر سيتي، حيث تم إلغاء أهداف أو احتساب ركلات جزاء بناءً على مراجعات الفيديو.

