هزيمة برشلونة الأولى هذا الموسم وتأثير الخط الدفاعي المرتفع
تعرض فريق برشلونة لهزيمته الأولى في الموسم الحالي يوم الأربعاء، عندما تمكن باريس سان جيرمان من الفوز بنتيجة 2-1 في مواجهة دوري أبطال أوروبا التي أقيمت على ملعب إستادي أوليمبيك لوييس كومبانيس في مونتجويك. وقد أثار الهدف الحاسم الذي سجله باريس سان جيرمان في الوقت بدل الضائع جدلاً واسعاً، خاصةً حول التكتيكات التي اتبعها الفريق الكتالوني قبل هذا الهدف.
الهدف الحاسم وتكتيك الخط الدفاعي المرتفع
تمكن أشرف حكيمي وجونكالو راموس من اختراق الخط الدفاعي المرتفع لبرشلونة، مسجلين هدف الفوز لفريق باريس سان جيرمان في اللحظات الأخيرة من المباراة. هذا الأمر أثار انتقادات واسعة حول اعتماد برشلونة على هذا الأسلوب الدفاعي في وقت حاسم من اللقاء. ومن بين المنتقدين، أسطورة برشلونة السابق تييري هنري، الذي عبر عن رأيه في نهج هانسي فليك التكتيكي عبر شبكة CBS Sports.
«لا يمكنك اللعب في دوري أبطال أوروبا بخط دفاع مرتفع بهذا الشكل، آسف على ذلك. عندما تواجه فرقًا كبيرة، فإنك تعرض نفسك للخطر. كل هجمة بسيطة قد تتحول إلى هدف، وهذا ما حدث بالضبط أمام باريس سان جيرمان. نكرر هذا الأمر دائمًا، لكنهم رفضوا تغييره.
أحيانًا يكون المدربون عنيدين في استراتيجياتهم، ولكن في المباريات المهمة، قد يكلفهم ذلك غالياً.»
هل يُبالغ فليك في تمسكه بخط الدفاع المرتفع؟
منذ توليه تدريب برشلونة في صيف 2024، اعتمد هانسي فليك بشكل واضح على خط دفاع مرتفع للغاية. هذا الأسلوب ساعد الفريق في كثير من الأحيان على إيقاف هجمات الخصوم عبر التسلل، لكنه في بعض المناسبات كلف الفريق أهدافاً قاتلة، كما حدث في مواجهة باريس سان جيرمان.
ومع ذلك، يرى كثير من مشجعي برشلونة أن هذا التكتيك أثبت فعاليته في أغلب المباريات التي خاضها الفريق تحت قيادة فليك، رغم أن السؤال يبقى حول ما إذا كان سيتم تعديل هذا الأسلوب مع اقتراب المراحل الحاسمة من الموسم في شهري مارس وأبريل، خاصة إذا استمر الفريق في المنافسة على لقب دوري أبطال أوروبا.
توازن التكتيك بين المخاطرة والنجاح
يُشبه اعتماد برشلونة على الخط الدفاعي المرتفع في بعض الأحيان بالمشي على حبل مشدود؛ فهو يمنح الفريق ميزة الضغط والسيطرة على الملعب، لكنه في الوقت ذاته يعرضه لخطر الهجمات المرتدة السريعة التي قد تؤدي إلى أهداف حاسمة. في عالم كرة القدم، مثل هذا الأسلوب يتطلب توازناً دقيقاً بين الجرأة والحذر، كما نرى في فرق مثل مانشستر سيتي بقيادة بيب جوارديولا، التي تعتمد على الضغط العالي ولكن مع خطط احتياطية لتفادي الأخطاء القاتلة.
أمثلة حديثة من الساحة الكروية العربية والدولية
في الموسم الحالي 2023-2024، شهدنا أمثلة عدة على نجاحات وإخفاقات تكتيك الخط الدفاعي المرتفع. على سبيل المثال، فريق الهلال السعودي اعتمد على هذا الأسلوب في دوري أبطال آسيا، مما ساعده على السيطرة على المباريات، لكنه تعرض لهجمات مرتدة خطيرة كادت تكلفه نقاطاً مهمة. أما على الصعيد الدولي، فقد أثبت فريق ليفربول في الدوري الإنجليزي الممتاز أن التوازن بين الضغط العالي والتنظيم الدفاعي يمكن أن يؤدي إلى نتائج إيجابية مستمرة.
