ماركوس راشفورد: خيار برشلونة الاقتصادي في ظل قيود الرواتب
من المؤكد أن وضع برشلونة المالي الصارم فيما يتعلق بحدود الرواتب كان عاملاً حاسماً في عدم تمكن النادي من التعاقد مع لاعبين كبار هذا الصيف، مما جعل انضمام ماركوس راشفورد على سبيل الإعارة من مانشستر يونايتد خياراً واقعياً ومناسباً. اللاعب الإنجليزي انضم إلى صفوف برشلونة مع إمكانية الشراء في نهاية الموسم، في ظل قيود صارمة على تسجيل الصفقات الجديدة.
برشلونة واجه صعوبات في تسجيل اللاعبين بعد استقدام جوان غارسيا مقابل 25 مليون يورو، مما قلص المساحة المالية المتاحة للتعاقد مع نجوم مثل لويس دياز ونيكو ويليامز. لو كان الحظ حليف النادي، ربما كان الوضع مختلفاً، لكن في ظل هذه الظروف، أصبح راشفورد خياراً اقتصادياً أكثر منطقية. وبفضل إصرار المدير الرياضي ديكو على ضمه، تم إتمام الصفقة في منتصف يوليو.
تطور أداء راشفورد مع برشلونة
في بداية الموسم، بدا راشفورد غير متجانس مع إيقاع الفريق في المباريات الأولى ضد ريال مايوركا، ليفانتي، ورايو فاليكانو، حيث خرج من الملعب في الشوط الأول خلال مشاركته الوحيدة كأساسي في ملعب سيوتات دي فالنسيا دون أن يترك أثراً واضحاً. لكن بعد فترة التوقف الدولي في سبتمبر، بدأ يظهر تحسناً ملحوظاً في مستواه.
في مواجهتي فالنسيا ونيوكاسل يونايتد، قدم راشفورد أداءً مميزاً، حيث صنع هدفاً في المباراة الأولى، وسجل ثنائية رائعة قادت برشلونة للفوز في ملعب سانت جيمس بارك، وهو إنجاز يعادل جزءاً كبيراً من راتبه لهذا الموسم. كما ساهم بصنع هدفين في مباريات ضد خيتافي وريال أوفييدو، حيث شارك في معظم دقائق هذه اللقاءات.
أهمية راشفورد في ظل الإصابات المتكررة
بعيداً عن الأرقام، تكشف الإصابات المتكررة في صفوف برشلونة عن قيمة راشفورد الحقيقية. فقد غاب اللاعب الواعد لامين يمال عن آخر أربع مباريات، بينما من المتوقع أن يغيب رافينيا عن ثلاث مباريات قادمة، مما يضع المدرب هانسي فليك أمام خيارات محدودة. بدلاً من إجبار لاعبين مثل داني أولمو وفيران توريس وفيرمين لوبيز على اللعب في مراكز غير معتادة، يوفر راشفورد بديلاً قوياً وموثوقاً.
كما أن الاعتماد على الشاب روني باردجي، الذي لم يثبت نفسه بعد، قد لا يكون خياراً آمناً في ظل المنافسة الشرسة. وبالنظر إلى أن برشلونة قد يواجه المزيد من مشاكل الإصابات مقارنة بالموسم الماضي، فإن وجود لاعب مثل راشفورد، الذي يتمتع بجودة عالية وروح قتالية، يمثل إضافة استراتيجية مهمة. لولا وجوده، ربما كان بداية الموسم أسوأ بكثير، وكان المهاجمون يعانون من الإرهاق في نظام الضغط المكثف الذي يعتمد عليه فليك.