برشلونة يعيد هيكلة ديونه ويؤجل سداد جزء كبير منها حتى عام 2050
أعلن نادي برشلونة عن نجاحه في إعادة تمويل حوالي 40% من الديون الناتجة عن مشروع “إسباي برشلونة”، الذي يشمل تطوير المنطقة المحيطة بملعب كامب نو. وبموجب هذه الخطوة، سيُطلب من النادي سداد هذا الجزء من الدين بالكامل بحلول عام 2050.
تفاصيل إعادة التمويل وتأثيرها على الوضع المالي للنادي
تُعد إعادة هيكلة الديون محورًا رئيسيًا في فترة رئاسة جوان لابورتا الثانية، حيث يسعى النادي لتخفيف الأعباء المالية التي تفاقمت بشكل كبير بسبب جائحة كورونا. يبلغ إجمالي ديون برشلونة ما بين مليار إلى 1.5 مليار يورو، معظمها تم تحويله إلى ديون طويلة الأجل. ومع ذلك، فإن تكاليف تجديد كامب نو ومشروع إسباي برشلونة ترفع المبلغ الإجمالي إلى ما يقارب 3 مليارات يورو، حيث تبلغ تكلفة مشروع إسباي برشلونة وحده 1.45 مليار يورو.
في خطوة حديثة، أصدر برشلونة سندات بقيمة 424 مليون يورو بالتعاون مع شركة جولدمان ساكس، تمثل حوالي 40% من ديون مشروع إسباي برشلونة. هذا التمويل الجديد يسمح للنادي بتأجيل بدء سداد هذه السندات حتى عام 2033، مع استكمال السداد بحلول عام 2050.
فوائد وتأثيرات تأجيل السداد على النادي
كان من المقرر في الأصل أن يتم سداد هذه الديون بحلول عام 2028، لكن تأجيل السداد يمنح الإدارة الحالية فرصة أكبر لإدارة الأعباء المالية بشكل أفضل. رغم أن هذا التأجيل سيزيد من تكاليف الفوائد، حيث يبلغ متوسط سعر الفائدة 5.19%، ما يعادل حوالي 22 مليون يورو سنويًا، إلا أنه يمنح النادي هامشًا زمنيًا مهمًا.
تُعتبر السندات بمثابة عقود قانونية تضمن سداد المبلغ خلال فترة زمنية محددة، مما يوفر للنادي أداة مالية مرنة لإدارة ديونه.
تأخير مشروع كامب نو وتأثيره على الإيرادات
يواجه مشروع تجديد كامب نو تأخيرات كبيرة، حيث من المتوقع أن يتأخر عن الموعد المحدد بما لا يقل عن 10 أشهر، مع احتمالية الانتهاء منه في عام 2027 على أبعد تقدير. هذا التأخير يؤثر بشكل مباشر على قدرة النادي على استعادة أحد أهم مصادر دخله، وهو ملعبه.
في ظل هذه الظروف، يوفر تأجيل سداد الديون فرصة للنادي لاستعادة نشاطه الاقتصادي تدريجيًا، خصوصًا مع عودة الجماهير والمباريات الكبرى التي تعزز من إيرادات برشلونة.
الانتقادات والمخاوف من الوضع المالي للنادي
على الرغم من هذه الخطوات، أعربت بعض الأطراف المعارضة داخل النادي عن قلقها من تزايد حجم الديون، معتبرة أن برشلونة لا يزال يواجه تحديات مالية كبيرة قد تؤثر على استقراره المستقبلي.
تجدر الإشارة إلى أن ديون الأندية الكبرى في أوروبا، مثل ريال مدريد ومانشستر يونايتد، تجاوزت أرقامًا مماثلة خلال السنوات الأخيرة، مما يعكس التحديات المالية التي تواجه كرة القدم العالمية في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة.
