عودة الحياة إلى ملعب “نيو ميستايا”: مشروع متجدد بعد 16 عاماً من الجمود
بعد توقف دام لأكثر من عقد ونصف، استؤنفت أخيراً أعمال بناء ملعب “نيو ميستايا” الخاص بنادي فالنسيا، مع هدف واضح يتمثل في الانتهاء من المشروع بحلول منتصف عام 2027. شهد هذا المشروع العديد من المحاولات المتعثرة والتصاميم المتعددة التي وضعها المهندس مارك فينوك، لكنها لم تخرج من مرحلة التخطيط حتى الآن.
في الأسابيع الأخيرة، تسارعت وتيرة العمل بشكل ملحوظ، حيث بدأت عمليات تركيب الأعمدة الخارجية التي ستدعم سقف الملعب، والذي من المتوقع أن يصل وزنه إلى 4800 طن، وفقاً للخطة التي وضعها النادي. هذه الخطوة تمثل دليلاً واضحاً على استئناف النشاط بعد سنوات من التوقف.
تاريخ طويل من التحديات والتأجيلات
تعود بداية الأزمة إلى 25 فبراير 2009، عندما أعلن نادي فالنسيا رسمياً عن توقف المشروع بسبب نقص التمويل، في وقت كانت فيه الأوضاع المالية للناديين فالنسيا وليفانتي في المدينة متدهورة. في سبتمبر 2010، طرحت بلدية فالنسيا فكرة مشاركة الملعب بين الناديين، مستغلة البنية التحتية القائمة في شارع “كورتيس فالنسianas”، في محاولة لتقليل التكاليف وتحقيق استفادة مشتركة.
تضمن خطة الرياضة الاستراتيجية التي قدمتها مؤسسة الرياضة البلدية في ذلك الوقت إمكانية مشاركة الملعب، مع التأكيد على أن الهدف كان فتح نقاش وليس فرض قرار. لكن هذه الفكرة لم تتجاوز مرحلة الدراسة، وبقيت حلماً بعيد المنال.
على الجانب الآخر، تفاوض نادي ليفانتي لفترة طويلة حول إعادة تصنيف الأراضي التي يشغلها ملعب “سيوتات دي فالنسيا” الحالي، مع خطط محتملة لبناء مساكن والانتقال إلى موقع جديد داخل المدينة، بما في ذلك خيار المشاركة في ملعب “نيو ميستايا” أو الانتقال إلى منطقة نازاريت. ومع ذلك، لم تتحقق أي من هذه الخطط، مما دفع ليفانتي إلى استثمار مبالغ كبيرة في تجديد ملعبه الحالي قبل خمس سنوات.
تجارب مشاركة الملاعب في إسبانيا: حالة إشبيلية والبيتيس
تجارب أخرى في إسبانيا تعكس تحديات مشاركة الملاعب بين الأندية، مثل العاصمة الأندلسية إشبيلية، حيث يبتعد نادي بيتيس عن ملعبه “بينيتو فيلامارين” بسبب أعمال الترميم التي بدأت في يونيو 2025. من المتوقع أن تتأخر هذه الأعمال، مما قد يضطر النادي إلى تمديد إقامته في ملعب “لا كارتوخا”.
في الوقت نفسه، يستعد نادي إشبيلية لبدء أعمال تجديد ملعبه “سانشيز بيزخوان” في يونيو 2027، بينما من المتوقع أن ينهي بيتيس أعماله في مايو 2028. هذا الوضع قد يفرض على الناديين مشاركة الملعب لفترة مؤقتة، وهو أمر يثير بعض التحفظات لدى إدارة بيتيس.
دور كأس العالم 2030 في تحريك عجلة المشروع
لعبت استضافة إسبانيا، إلى جانب البرتغال والمغرب، لكأس العالم 2030 دوراً محورياً في دفع الأطراف المعنية إلى التوصل إلى اتفاق لإنهاء الجمود حول ملعب “نيو ميستايا”. هذا الحدث الدولي الكبير حفز التعاون بين النادي والبلدية لإنهاء المشروع الذي طال انتظاره، وإعادة الحيوية إلى هذا المعلم الرياضي الذي طالما شكل عبئاً بصرياً على المدينة بسبب توقف أعمال البناء.
آفاق مستقبلية للرياضة في فالنسيا
مع استئناف العمل في “نيو ميستايا”، يفتح هذا المشروع آفاقاً جديدة لتطوير الرياضة في فالنسيا، حيث من المتوقع أن يصبح الملعب من بين الأكبر والأكثر تطوراً في إسبانيا، مع قدرة استيعابية تنافس أكبر الملاعب الأوروبية. كما يعكس هذا الإنجاز رغبة النادي في استعادة مكانته على الساحة المحلية والقارية، مستفيداً من الدعم المتزايد للرياضة في المنطقة.
