رحلة إيدغار مينديز: من قمة الليغا إلى تحديات آسيا الكروية
بداية مشواره وتألقه في إسبانيا
في عمر الخامسة والثلاثين، وبعد مسيرة طويلة حافلة بالإنجازات، قرر إيدغار مينديز (مواليد 2 يناير 1990) خوض تجربة جديدة في عالم كرة القدم، هذه المرة في تايلاند. انضم إلى نادي براشواب إف سي، لكن قبل ذلك، ترك بصمة لا تُنسى في الليغا الإسبانية، حيث استقبله نادي ألافيس بحفاوة كبيرة، وكان له دور بارز بتسجيله هدفًا من أهم أهداف تاريخ النادي، إذ قاد الفريق إلى نهائي كأس ملك إسبانيا أمام برشلونة.
ذكريات لا تُمحى من فيتوريا
يصف مينديز تجربته في فيتوريا بأنها مليئة باللحظات الرائعة، حيث وجد جمهورًا متحمسًا ومحبًا لكرة القدم، مما جعل إقامته هناك تجربة مميزة. يقول إن ألافيس كان محطة محورية في مسيرته، وأن المدينة نفسها كانت تعج بالشغف الكروي، مما أضفى على الموسم طابعًا استثنائيًا.
لحظة الهدف الحاسم في نصف نهائي الكأس
يتذكر إيدغار الهدف الذي سجله في نصف نهائي كأس الملك كواحدة من أجمل لحظات حياته الرياضية، حيث جاءت اللعبة بسرعة فائقة بعد تمريرة من كاماراسا، لينفرد بالمرمى ويسجل هدفًا حاسمًا. رغم تعرضه لإصابة مباشرة بعد الهدف، إلا أن هذا الإنجاز فتح الباب أمام الفريق لخوض النهائي، وهو ما شكل ذكرى خالدة في مسيرته.
القدرة التهديفية والسر وراءها
يؤكد مينديز أنه لطالما كان لاعبًا يتمتع بحاسة تهديفية قوية، رغم أنه غالبًا ما يلعب كجناح، حيث تكون الفرص أقل مقارنة بمركز المهاجم الصريح. يشرح أن وجوده في مركز أقرب إلى قلب الهجوم يمنحه فرصًا أكبر للتسجيل، ويعزو نجاحه إلى حدسه العالي وإيمانه الدائم بقدرة خلق الفرص.
مواجهة برشلونة في نهائي تاريخي
يصف إيدغار تلك المباراة النهائية بأنها كانت مواجهة مع فريق برشلونة في أوج عظمته، حيث كان يضم نجومًا مثل ميسي ونيمار وإنييستا. رغم صعوبة التحدي، كان الحماس كبيرًا، خاصة بعد التعادل 1-1 في ملعب فيسنتي كالديرون، مما جعل المباراة لحظة تاريخية لا تُنسى في مسيرة النادي.
زملاء لا يُنسون: ماركوس يورينتي وثيو هيرنانديز
يشيد مينديز بزملائه في ألافيس، خاصة ماركوس يورينتي وثيو هيرنانديز، اللذين كانا شابين واعدين يتمتعان بموهبة استثنائية. يصف يورينتي بشخصية قيادية رغم صغر سنه، بينما يصف ثيو بأنه لاعب سريع وقوي يتمتع بقدرة مذهلة على التغطية والتمريرات القوية، ويعتبر أن الفريق كان بلا حدود بفضل تلاحم هؤلاء اللاعبين.
تجربة المكسيك: نجاحات وتحديات
خاض مينديز تجربتين في الدوري المكسيكي مع ناديي كروز أزول ونيكاكسا، حيث حقق عدة ألقاب مهمة. رغم ذلك، يرى أن الفوز بكأس ملك إسبانيا يحمل قيمة أكبر من تلك الألقاب، خاصة بسبب مستوى المنافسة العالية في إسبانيا، لكنه يعترف بأن الدوري المكسيكي كان تجربة غنية ومفيدة على الصعيدين الشخصي والمهني.
الارتباط مع المدرب باكو خيمينيز
يعود سبب انتقاله إلى المكسيك جزئيًا إلى العلاقة الجيدة التي جمعته بالمدرب باكو خيمينيز خلال فترة وجودهما في غرناطة، حيث أقنعه الأخير بخوض هذه المغامرة الجديدة. يثني مينديز على الشعب المكسيكي وكرم ضيافتهم، ويصف تجربته هناك بأنها من أجمل الفصول في حياته.
إيدغار مينديز يسجل هدفًا
الانتقال إلى آسيا: استكشاف ثقافات جديدة
اختار مينديز خوض تجربة جديدة في آسيا، بدءًا من الهند ثم تايلاند، رغبة منه في التعرف على ثقافات مختلفة والاستمتاع بكرة القدم في بيئات جديدة. يثني على شغف الجماهير في هذه البلدان، ويشعر بالامتنان للدعم الكبير الذي يتلقاه من المشجعين، مما يعزز شعوره بالراحة والانتماء.
مقارنة بين كرة القدم في آسيا وإسبانيا
يشير مينديز إلى أن مستوى المنافسة في آسيا لا يزال أقل من الليغا، لكنه يشهد تحسنًا مستمرًا مع قدوم لاعبين من دوريات كبرى. يصف اللعب في تايلاند بأنه أكثر اعتمادًا على القوة البدنية وأقل تعقيدًا تكتيكيًا مقارنة بإسبانيا، لكنه يرى في ذلك تحديًا محفزًا، خاصة مع انضمامه إلى فريق يسعى للفوز بالألقاب.
الحياة الشخصية والاستقرار في تايلاند
يعبر مينديز عن سعادته الكبيرة هو وعائلته في تايلاند، حيث وجدوا بيئة مريحة ومناسبة للعيش. يأمل في تمديد مسيرته الكروية هناك لعدة سنوات، مستمتعًا بالاستقرار والراحة التي توفرها المدينة والنادي.
لا يمكن التنبؤ بالمستقبل، لكنني أخطط للاستمرار في اللعب لمدة عامين أو ثلاثة إذا استمر جسدي في التحمل.
إيدغار مينديز
الاستمرار في التألق والآفاق المستقبلية
رغم تقدمه في العمر، لا يرى مينديز أن تسجيله للأهداف يعني قرب اعتزاله. هو في أفضل حالاته بدنيًا، ويشعر بالرضا التام عن النادي والمدينة التي يلعب فيها، مع علاقات ممتازة مع زملائه والجهاز الفني. يصف النادي بأنه من أفضل الأندية التي لعب لها من حيث الجودة الإنسانية والتنظيمية، ويؤكد أن فكرة الاعتزال ما زالت بعيدة.
خطط ما بعد كرة القدم
لا يخطط مينديز للعودة إلى اللعب في إسبانيا، لكنه يود زيارة بلده لقضاء العطلات واللقاء بالعائلة. يرى أن فصله الكروي في إسبانيا قد انتهى، ويركز حاليًا على بناء مستقبله في تايلاند، حيث يرغب في البقاء مرتبطًا بالنادي، ومساعدة اللاعبين الشباب، والمساهمة في تطوير الفريق على المدى الطويل.
