ميكيل أويارزابال: رحلة نجم ريال سوسيداد نحو القمة
بداية واعدة ومسيرة متألقة
في 25 أكتوبر 2015، شهد ملعب سيوتات دي فالنسيا أول ظهور لميكيل أويارزابال مع فريق ريال سوسيداد في الدوري الإسباني، حين دخل بديلاً في الدقائق الأخيرة من مباراة ضد ليفانتي، تحت قيادة المدرب ديفيد مويس، رغم أن الفريق كان متأخراً بنتيجة 0-4. منذ ذلك الحين، خاض أويارزابال أكثر من 400 مباراة مع القميص الأبيض والأزرق، مما جعله يحتل المركز الثالث عشر في قائمة اللاعبين الأكثر مشاركة في تاريخ النادي، كما سجل 119 هدفاً ليصبح رابع أفضل هداف في تاريخ الفريق.
لم يكن تألق أويارزابال مفاجئاً، فقد برز منذ فئاته السنية، حيث لم يلعب سوى 13 مباراة مع الفريق الرديف قبل أن يوصي المدير الرياضي آنذاك، لورين خواروس، بإشراكه في تدريبات الفريق الأول، مما مهد الطريق لظهوره المبكر في الدوري تحت إشراف مويس.
التحول الكبير مع المدرب يوسيبيو ساكريستان
شهدت مسيرة أويارزابال نقلة نوعية بعد رحيل مويس وتعيين يوسيبيو ساكريستان مدرباً جديداً، الذي منح اللاعب الشاب فرصة أكبر للمشاركة رغم صغر سنه (18 عاماً)، حيث شارك في 23 مباراة خلال موسم 2015-2016، منها أول أهدافه في الدوري الذي سجله في مرمى إسبانيول خارج الديار في فبراير 2016.
إنجازات بارزة وتحديات جسيمة
تميز أويارزابال بتحقيقه لقب كأس ملك إسبانيا عام 2021، حيث سجل هدف الفوز من ركلة جزاء، وهو أحد أسلحته المميزة. كما كان له دور محوري في تتويج منتخب إسبانيا ببطولة كأس الأمم الأوروبية 2024، مما جعله عنصراً أساسياً في التشكيلة الوطنية.
لكن مسيرته لم تخلُ من الصعوبات، إذ تعرض لإصابة خطيرة في الرباط الصليبي للركبة اليسرى عام 2022، أبعدته عن الملاعب لمدة تقارب عشرة أشهر، مما حال دون زيادة عدد مبارياته التي وصلت حتى الآن إلى 407 مباراة، وأوقفه عن التقدم نحو المراتب العشرة الأولى في تاريخ النادي.
طموحات مستمرة نحو القمة
بفضل هدفين سجلهما مؤخراً في مباراة حاسمة ضد إشبيلية، عزز أويارزابال رصيده التهديفي ليصل إلى 119 هدفاً، مما يرسخه كثالث أفضل هداف في تاريخ ريال سوسيداد. ومع بلوغه 28 عاماً، لا يزال أمامه فرصة لتوسيع إرثه وتحقيق المزيد من الأرقام القياسية، ليصبح أسطورة حقيقية في عالم كرة القدم.
أويارزابال في سياق كرة القدم العربية والدولية
يمثل أويارزابال نموذجاً للاعب الشاب الذي يجمع بين المهارة والالتزام، مثلما شهدنا في نجوم عرب كبار مثل محمد صلاح الذي تجاوز حاجز 150 هدفاً مع ليفربول، أو الجزائري رياض محرز الذي قاد مانشستر سيتي لتحقيق ألقاب مهمة. هذه الأمثلة تؤكد أن التفاني والعمل الجاد هما مفتاح النجاح في الملاعب العالمية.
