إسبانيول بعد رحيل غارسيا: رحلة إعادة البناء والتحدي في الليغا
رحيل غارسيا وتأثيره على الفريق
كان فقدان حارس المرمى جوان غارسيا لصالح برشلونة بمثابة صدمة كبيرة، خاصة وأنه جاء من أحد أشد المنافسين. رغم تصريحات مدرب إسبانيول قبل أسابيع بأنه لا يضمن الصفقة بشكل كامل، إلا أن تفعيل برشلونة لبند الشرط الجزائي البالغ 25 مليون يورو تم دون أي اتصال مسبق، حسب ما أكد المدير الرياضي فران غاراغارزا. ومع ذلك، وبعد مرور تسع جولات على بداية الموسم، لم يعد الحديث عن رحيله محور النقاش.
لا يمكن المبالغة في القول إن غارسيا كان العامل الحاسم في بقاء إسبانيول في الدوري الإسباني، حيث أن غيابه كان من الممكن أن يؤدي إلى هبوط كارثي من الناحية المالية، مع تداعيات أكثر قسوة من مجرد فقدانه. فقد تصدى غارسيا لـ140 كرة خلال الموسم الماضي، مقدماً عروضاً استثنائية جعلته بمثابة القائد الذي يقود جيش مشجعي إسبانيول خلف مرماه.
كيف يواجه إسبانيول تحديات ما بعد البيع؟
بعد رحيل غارسيا، تمكن إسبانيول من جمع 15 نقطة خلال أول تسع مباريات من الموسم الحالي، وهو ما يعادل تقريباً ما حققه الفريق في 16 مباراة بالموسم السابق. هذا الأداء يشير إلى أن الفريق نجح في تجاوز مرحلة إعادة البناء بعد بيع أحد أبرز لاعبيه.
عاد فران غاراغارزا إلى كرة القدم الإسبانية مع إسبانيول في 2022، وبعد هبوط الفريق في 2023، قام بتغيير شامل في تشكيلة الفريق، شمل بيع العديد من النجوم. خلال هذه الفترة، حقق النادي إيرادات بلغت 63 مليون يورو من المبيعات، وكان بيع غارسيا لبرشلونة هو المصدر الوحيد للدخل الصيفي، مما سمح بالتعاقد مع 11 لاعباً جدداً وتحقيق ربح صافٍ قدره 10.8 مليون يورو.
من بين اللاعبين الجدد الذين انضموا للفريق كيكي غارسيا، هداف فريق ألافيس المنافس على البقاء بـ15 هدفاً في الموسم الماضي، بالإضافة إلى روبرتو فرنانديز وأوركو غونزاليس، مما مكن المدرب مانويل غونزاليس من الاحتفاظ بأفضل لاعبي الإعارة من الموسم السابق. ومن اللافت أن سبعة من هؤلاء اللاعبين لا تتجاوز أعمارهم 24 عاماً.
دور المدرب مانويل غونزاليس في إعادة بناء الفريق
بدأ مانويل غونزاليس مسيرته التدريبية في الدرجات الأدنى، حيث كان يعمل كسائق حافلة صباحاً ليتفرغ للتدريب بعد الظهر، وهو ما يعكس تفانيه الكبير. في مارس 2024، تم تعيينه مدرباً للفريق الأول بعد نجاحه في قيادة فريق إسبانيول ب إلى الصعود من الدرجة الرابعة، محققاً قفزة غير متوقعة بثلاث درجات في خمسة أشهر.
يتميز غونزاليس بشخصية قوية تجمع بين الحزم والتواضع، وهو ما ساعده على بناء علاقة متينة مع اللاعبين والجماهير، وهو أمر نادر في إسبانيول منذ عهد ماوريسيو بوتشيتينو. يركز المدرب على تطوير الفريق بشكل متوازن، مع الحفاظ على القائد جافي بوادو رغم اهتمام الأندية الكبيرة به، ويعتمد على لاعبين شباب مثل تيريس دولان وكليمنس ريدل الذين أظهروا إمكانيات واعدة.
النتائج والأداء في الموسم الحالي
حتى الآن، تعرض إسبانيول للهزيمة مرتين فقط هذا الموسم؛ الأولى أمام ريال مدريد المتصدر بهدف من تسديدة بعيدة لإيدر ميليتاو، والثانية أمام ريال بيتيس الذي سجل هدفين من ثلاثة تسديدات على المرمى. أما أبرز الانتصارات فكان على أتلتيكو مدريد في الجولة الأولى على ملعب RCDE، حيث تمكن الفريق من قلب الطاولة بفضل هدفين من البدلاء في مباراة شهدت حضوراً قياسياً لمشجعي الفريق.
يتمتع إسبانيول هذا الموسم بعمق أكبر في التشكيلة وتنوع في المواهب، مما يمنح المدرب غونزاليس خيارات متعددة لتنويع أساليب اللعب. في مواجهة ريال أوفييدو، الفريق الذي هزم في نهائي التصفيات قبل 16 شهراً، سيطر إسبانيول على 40% من الاستحواذ رغم غياب بوادو، مع أداء متوازن يعكس نضج الفريق وثباته.
آفاق المستقبل والتطلعات
في ظل التغيرات الإدارية التي شهدها النادي مؤخراً مع استحواذ مجموعة Velocity Sports Ltd، ارتفعت آمال الجماهير في كورنيلا. ورغم أن خسارة غارسيا كانت ضربة موجعة، إلا أن الفريق يواصل تحقيق الانتصارات ويبدو أكثر خفة ورشاقة من أي وقت مضى.
هكذا كانت ردّة الفعل على هدف كيكي 👀 pic.twitter.com/nLHbtVqeUQ
👏 فخور بكوني بيريكو! 🤍💙 pic.twitter.com/MttTZfEdg7
