تحليل شامل لأزمة فيتور روكي مع برشلونة وتأثيرها على سوق الانتقالات
رحلة فيتور روكي من البرازيل إلى أوروبا: بداية واعدة ونهاية مبكرة
لم يحقق نادي برشلونة نجاحًا ملحوظًا في سوق الانتقالات خلال الفترة الأخيرة، واستمر هذا النمط في عام 2024 مع اللاعب الشاب فيتور روكي. فقد انضم المهاجم الواعد قادمًا من نادي أتلتيكو بارانينسي البرازيلي، محملاً بتوقعات كبيرة، لكنه غادر الفريق بعد مرور أكثر من عام بقليل على انتقاله من بلده الأصلي.
واجه روكي صعوبات في إثبات نفسه خلال النصف الثاني من موسم 2023-2024، مما دفع النادي إلى إعارته إلى ريال بيتيس في الصيف التالي، قبل أن ينتقل بشكل دائم إلى نادي بالميراس في فبراير 2025.
القرار المتسرع وتأثيره على مسيرة اللاعب
كشف المدير الرياضي لبرشلونة، ديكو، عن تفاصيل مهمة تخص صفقة فيتور روكي، معترفًا بأن قدوم اللاعب في يناير كان خطأً استراتيجيًا. وأوضح أن التوقيع كان من المفترض أن يتم في صيف 2024، لكن رغبة المدرب تشافي في تسريع انضمام اللاعب دفعت النادي لاتخاذ قرار مبكر.
قال ديكو: “وصوله في يناير كان خطأً في نظري، لكن لم تكن هناك بدائل كثيرة. تشافي أراد ذلك، وكان الهدف أن ينضم في صيف 2024. أعتقد أن هذا الأمر أثر عليه سلبًا، خاصة في ظل الضغوط الكبيرة التي يفرضها نادي بحجم برشلونة.”
التحديات النفسية والفنية التي واجهها روكي
أضاف ديكو أن أول ستة أشهر للاعب لم تكن ناجحة، مشيرًا إلى وجود تقصير في متابعة التفاصيل الدقيقة المتعلقة بتكيفه، سواء على المستوى الفني أو النفسي. وأكد أن النادي والجهاز الفني لم يتمكنا من تقديم الدعم الكافي له خلال هذه المرحلة الحساسة.
وأوضح: “كان هناك نقص في الاهتمام بالمشاكل التي كان يواجهها، سواء في التكيف أو على المستوى الذهني. لم نتمكن من مساعدته بالقدر الذي كان يحتاجه.”
دور تشافي في تسريع انضمام روكي وتأثيره على العلاقة مع النادي
أكد ديكو أن قرار التوقيع المبكر جاء بناءً على طلب المدرب تشافي، مشيرًا إلى أن المدربين عادةً ما يكون لهم الكلمة الفصل في صفقات اللاعبين. وأضاف أن الانتقال المبكر إلى أوروبا، خصوصًا إلى أندية بحجم برشلونة أو ريال مدريد، يمثل تحديًا كبيرًا لأي لاعب شاب.
وكان تشافي قد أشار في 2024 إلى أن وصول روكي في يناير لم يكن ضمن الخطة الأصلية، دون الكشف عن الجهة التي اتخذت القرار. لكن تصريحات ديكو أوضحت أن القرار كان من المدرب نفسه، مما قد يزيد من التوتر بينه وبين النادي السابق.
دروس مستفادة من تجربة فيتور روكي في برشلونة
- أهمية توقيت التعاقدات وتأثيرها على تأقلم اللاعبين الشباب.
- ضرورة توفير دعم نفسي وفني مكثف للاعبين القادمين من بيئات مختلفة.
- تأثير الضغوط الإعلامية والجماهيرية على أداء اللاعبين في أندية كبرى.
- ضرورة التنسيق بين الجهاز الفني والإدارة الرياضية لتفادي الأخطاء في سوق الانتقالات.
مقارنة مع تجارب أخرى في كرة القدم العربية والدولية
تشبه تجربة فيتور روكي ما حدث مع لاعبين شباب آخرين في أندية كبرى، مثل انتقالات بعض النجوم العرب إلى أوروبا التي شهدت تأقلمًا صعبًا في البداية، مثل المغربي أشرف حكيمي الذي واجه تحديات في ريال مدريد قبل أن يثبت نفسه لاحقًا في إنتر ميلان وباريس سان جيرمان.
على الصعيد الدولي، يمكن مقارنة حالة روكي بلاعبين مثل جادون سانشو الذي انتقل إلى مانشستر يونايتد في سن صغيرة، حيث استغرق وقتًا للتكيف مع متطلبات الدوري الإنجليزي الممتاز.
نظرة مستقبلية على سوق انتقالات برشلونة
في ظل التحديات التي واجهها برشلونة في التعاقدات الأخيرة، من المتوقع أن يركز النادي على تعزيز استراتيجيته في سوق الانتقالات، مع إعطاء أهمية أكبر لدراسة الجوانب النفسية والتأقلم الثقافي للاعبين الجدد. ويأتي ذلك في وقت يسعى فيه النادي لاستعادة مكانته بين كبار أوروبا، مستفيدًا من تجارب الماضي لتجنب تكرار الأخطاء.
