تحديات تقويم الدوري الأمريكي وتأثيرها على مشاركة لاعبات أوروبا في بطولة اليورو لكرة السلة
الطموحات الأوروبية في ظل غياب نجمات الدوري الأمريكي
تواجه بطولة اليورو لكرة السلة للسيدات، التي تنطلق في 18 يونيو 2025 وتستمر حتى 29 منه في إيطاليا واليونان وجمهورية التشيك وألمانيا، تحديات كبيرة بسبب تعارض مواعيدها مع موسم الدوري الأمريكي للمحترفات (WNBA). هذا التعارض أجبر العديد من اللاعبات الأوروبيات على التخلي عن المشاركة في البطولة القارية، مما أثر على قوة المنتخبات المشاركة.
فريق فرنسا للسيدات، الذي يُعد من أبرز الفرق الأوروبية، يقترب من استعادة أمجاده بعد أن توج بطلاً لأوروبا مرتين، آخرها في 2009، وحقق مراكز متقدمة في البطولات الكبرى، منها الميدالية الفضية في أولمبياد باريس 2024. ومع ذلك، فإن غياب بعض اللاعبات الرئيسيات اللاتي يلعبن في الدوري الأمريكي قد يحد من فرص الفريق في المنافسة على اللقب.
تأثير تعارض الجداول الزمنية على اللاعبات والمنتخبات
يبدأ موسم الدوري الأمريكي للمحترفات في مايو ويستمر حتى أكتوبر، وهو نفس الفترة التي تُقام فيها بطولات تحت إشراف الاتحاد الدولي لكرة السلة (FIBA) مثل بطولة اليورو. هذا التضارب في المواعيد يضع اللاعبات في موقف صعب بين الالتزام بناديهن في الدوري الأمريكي والتمثيل الوطني في البطولات القارية.
قالت فاليريان أيي، قائدة منتخب فرنسا، في مؤتمر صحفي: “هناك مشكلة حقيقية في الجداول الزمنية، واللاعبات يدفعن الثمن”. فاليريان التي لعبت سابقاً مع فريق سان أنطونيو ستارز (الذي أصبح الآن لاس فيغاس إيسز) في 2015، تعي جيداً التحديات التي تواجه اللاعبات في هذا السياق.
الفرص والتحديات أمام الفرق الأوروبية
على الرغم من هذه الصعوبات، لا تزال الفرق الأوروبية تسعى لتحقيق أفضل النتائج في البطولة. فمثلاً، منتخب إسبانيا الذي يمتلك قاعدة قوية من اللاعبات المحترفات في الدوريات الأوروبية والأمريكية، يطمح إلى المنافسة بقوة على الميداليات. وفي السياق العربي، شهدت السنوات الأخيرة تطوراً ملحوظاً في كرة السلة النسائية، مع ظهور لاعبات عربيات محترفات في دوريات دولية، مما يعزز من فرص تمثيل المنطقة في البطولات الكبرى مستقبلاً.
مستقبل كرة السلة النسائية بين التحديات والفرص
تُظهر الإحصائيات الحديثة أن عدد اللاعبات الأوروبيات المحترفات في الدوري الأمريكي ارتفع بنسبة 15% خلال السنوات الخمس الماضية، مما يعكس تزايد أهمية الدوري الأمريكي كمحطة رئيسية لتطوير المواهب. ومع ذلك، فإن الحاجة إلى تنسيق أفضل بين الاتحادات الوطنية والدوريات الاحترافية باتت ضرورية لضمان مشاركة مثالية للاعبات في البطولات الدولية.
يمكن تشبيه الوضع الحالي لكرة السلة النسائية الأوروبية بالدورة الدموية في جسم الإنسان؛ حيث يجب أن تتدفق الموارد والطاقات بشكل متوازن بين الأندية والمنتخبات الوطنية لضمان صحة الرياضة ونموها المستدام.
خاتمة: ضرورة إعادة النظر في جداول البطولات
يبقى التحدي الأكبر أمام كرة السلة النسائية الأوروبية هو إيجاد حلول فعالة لتنسيق مواعيد البطولات الدولية مع مواسم الدوريات الاحترافية الكبرى مثل WNBA. هذا التنسيق سيضمن مشاركة أوسع للاعبات المتميزات، مما يرفع من مستوى المنافسة ويعزز من شعبية اللعبة في القارة الأوروبية والعالم العربي على حد سواء.
