روبرت ليفاندوفسكي يعلن اعتزاله الدولي بعد خلاف مع مدرب بولندا
أثار نجم برشلونة، روبرت ليفاندوفسكي، جدلاً واسعاً بعد كشفه عن تفاصيل الخلاف الذي أدى إلى احتمال اعتزاله اللعب الدولي بشكل مبكر. جاء ذلك عقب قرار مدرب منتخب بولندا، ميشال بروبييرز، بسحب شارة القيادة منه، ما دفع ليفاندوفسكي إلى إعلان انسحابه من تمثيل بلاده عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
خلافات داخلية تؤدي إلى فقدان شارة القيادة
يبدو أن الخلاف بين ليفاندوفسكي وبروبييرز كان السبب الرئيسي وراء هذا القرار، حيث أشار اللاعب إلى الطريقة التي أُبلغ بها بفقدان شارة القيادة كعامل محبط دفعه لاتخاذ موقفه. وقد تم تعيين لاعب الوسط بيوتر زيلينسكي كقائد جديد، في خطوة قوبلت بتصفيق من بقية أعضاء المنتخب، مما يعكس انقساماً داخل الفريق.
تصريحات ليفاندوفسكي حول طريقة إبلاغه بالقرار
في مقابلة حصرية مع WP SportoweFakty، أوضح ليفاندوفسكي تفاصيل المكالمة التي تلقاها من المدرب، قائلاً: “تلقيت اتصالاً مفاجئاً من ميشال بروبييرز يخبرني بأنه قرر سحب الشارة مني. كنت أضع أطفالي في الفراش حينها، واستمرت المكالمة لبضع دقائق فقط. لم أتمكن حتى من إخبار عائلتي أو التحدث مع أي شخص قبل أن يظهر الخبر على موقع الاتحاد البولندي لكرة القدم. كانت طريقة الإبلاغ صادمة للغاية.”

اللاعب البالغ من العمر 36 عاماً وصف تصرف المدرب بأنه خيانة للثقة، مؤكداً أن المشكلة ليست في فقدان الشارة بحد ذاته، بل في الطريقة التي تم بها إبلاغه.
قال ليفاندوفسكي: “لم أكن قائد الفريق فقط في العامين الماضيين، بل حملت الشارة لمدة 11 عاماً ولعبت مع المنتخب 17 عاماً. كنت أتوقع أن تُدار هذه الأمور بشكل مختلف، خاصة مع بُعد موعد المعسكر التدريبي القادم ووجود مباراة مهمة في الأفق. كل شيء تم إبلاغي به عبر الهاتف، وهذا لم يكن يجب أن يحدث بهذه الطريقة. المدرب خان ثقتي.”
وأضاف: “أريد أن أوضح أنني لم أغضب فجأة من المنتخب الوطني. لقد كرست كل جهدي له على مر السنين، وكان المنتخب دائماً أولوية بالنسبة لي. لكنني شعرت بألم كبير بسبب الطريقة التي تم بها التعامل معي. الأمر لا يتعلق فقط بقرار سحب الشارة، بل بكيفية إبلاغي به.”

اتفاق مشترك على غياب ليفاندوفسكي عن المعسكر الدولي
أشارت تقارير إلى أن جزءاً من المشكلة كان يتعلق بعدم التزام ليفاندوفسكي بالدعوة الأخيرة للمنتخب، حيث أعلن أنه لم يكن في حالة ذهنية أو بدنية تسمح له بالمشاركة. ومع ذلك، أكد المهاجم المخضرم أن هذا القرار تم بالتشاور مع المدرب.
قال ليفاندوفسكي: “اتخذت قرار عدم الحضور إلى المعسكر التدريبي بالتنسيق مع المدرب. قبل المباراة الأخيرة في الدوري ضد أتلتيك بلباو، تواصلت مع المدرب لأناقش معه فكرة أخذ استراحة، وكان داعماً لهذا القرار وكان يفكر في الاتصال بي لمناقشته.”
وجهة نظر المدرب ميشال بروبييرز
في مؤتمر صحفي قبيل مواجهة فنلندا، شرح المدرب موقفه قائلاً: “توقيت ومكان اتخاذ مثل هذا القرار دائماً ما يكونان صعبين. لكن كل شيء كان من أجل مصلحة الفريق. لا توجد مشاعر ضغينة أو أحقاد. في كرة القدم، لا يمكن أن نأخذ الأمور بشكل شخصي.”
وأضاف: “رد فعل روبرت كان أن شارة القيادة لا تعني له الكثير وأن ذلك لن يغير شيئاً في الفريق.”
أعلن روبرت ليفاندوفسكي أنه لن يلعب مع منتخب بولندا طالما كان ميشال بروبييرز هو المدرب.pic.twitter.com/egyQT47YmX
انتقادات ليفاندوفسكي لأداء الفريق وتأثيرها
من بين الأسباب الأخرى التي ساهمت في الأزمة، قرار ليفاندوفسكي بالراحة خلال مباراة بولندا ضد مالطا في مارس الماضي، وبعدها وجه انتقادات لأداء الفريق، مما أثار استياء الجهاز الفني وزملائه اللاعبين. ومع ذلك، أكد ليفاندوفسكي أن تلك المحادثات كانت خاصة مع الطاقم التدريبي ولم تكن مشكلة علنية، معبراً عن استيائه من تسرب تلك التفاصيل إلى وسائل الإعلام.
تجدر الإشارة إلى أن ليفاندوفسكي، الذي يُعتبر من أبرز المهاجمين في تاريخ كرة القدم الأوروبية والعالمية، سجل أكثر من 80 هدفاً مع منتخب بولندا، ويُعد مثالاً يحتذى به في الملاعب العربية والدولية، حيث يواصل التألق مع برشلونة في الدوري الإسباني، الذي شهد ارتفاعاً في معدلات الأهداف هذا الموسم بنسبة 12% مقارنة بالمواسم السابقة.