أزمة الإصابات المتجددة في ريال مدريد وتأثير التغذية على الأداء
يواجه نادي ريال مدريد هذا الموسم موجة جديدة من الإصابات التي أثرت بشكل كبير على خط دفاعه، حيث غاب عن الملاعب عدد من اللاعبين الأساسيين مثل ترينت ألكسندر-أرنولد، فيرلاند ميندي، أنطونيو روديجر وإيدر ميليتاو لفترات طويلة. هذه الأزمة الصحية المتكررة أثارت تساؤلات حول أسباب تفاقمها مقارنة بأندية أخرى، خاصة في ظل ازدحام جدول المباريات.
كشف تفاصيل جديدة عن دور التغذية في أزمة الإصابات
كشفت إيتسيار غونزاليس دي أريبا، أخصائية التغذية السابقة في ريال مدريد، عن بعض الجوانب التي قد تفسر لماذا يعاني الفريق الملكي أكثر من غيره من ضغوط المباريات. وأوضحت أن النادي لم يكن لديه اختصاصي تغذية مخصص للفريق الأول قبل موسم 2021-2022، حيث كان الاعتماد على الطباخ لاختيار الوجبات، مع تجاهل تام لأهمية النظام الغذائي والمكملات في الوقاية من الإصابات وتحسين الأداء.
وقالت غونزاليس دي أريبا: “الطبيب المسؤول قبل مجيئي كان يعتقد أن النظام الغذائي والمكملات لا علاقة لهما بالإصابات أو الأداء، وكان الطباخ هو من يحدد الطعام.”
تحسن ملحوظ في أداء اللاعبين بفضل النظام الغذائي
بدأت غونزاليس دي أريبا عملها مع لاعبين مثل داني كارفاخال ورودريغو غوس بشكل فردي قبل أن تتولى مسؤولية الفريق الأول بأكمله. وأشارت إلى أن كارفاخال شهد تحسناً كبيراً في حالته الصحية، حيث انتقل من لاعب يعاني من الإصابات المتكررة إلى موسم كامل خالٍ من المشاكل الصحية تقريباً.
وذكرت: “هناك لاعبون لاحظوا تحسناً واضحاً وأخبروني بذلك في غرفة الملابس، فبعضهم توقف عن الشعور بالألم الذي كان يعاني منه لأشهر، وآخرون لم يعودوا يعانون من التشنجات العضلية، وبعضهم أصبح أكثر سرعة وخفة حركة، والأهم أن كثيرين منهم قالوا إنهم لم يعودوا يشعرون بالتعب ويمكنهم الاستمرار في اللعب بعد الدقيقة التسعين بسهولة.”
وأضافت أن هذا التحسن في الأداء الغذائي تسبب في توتر داخل النادي، حيث واجهت معارضة شديدة من الطاقم الطبي وموظفي الكافتيريا، مما دفعها إلى طلب إنهاء عقدها بعد 13 يوماً من التعاقد، رغم دعم اللاعبين ورئيس النادي لها.
تعطيل متعمد من الطاقم الطبي وتأثيره على اللاعبين
أشادت غونزاليس دي أريبا برئيس النادي فلورنتينو بيريز ولاعبي ريال مدريد، لكنها كشفت عن وجود عوائق كبيرة وضعتها الإدارة الطبية للنادي أمام عملها، مما أجبرها على التواصل مع اللاعبين خارج مقر التدريب في فالبديباس.
قالت: “اللاعبون رائعون، كانوا يحترمون عملي ويبدون فضولاً لفهم النظام الغذائي الجديد، لكن الطاقم الطبي كان يمنعهم يومياً من اتباع تعليماتي. رغم ذلك، حاول معظمهم الالتزام بها، وهذا ما أحزنني لأنهم كانوا في موقف صعب بين احترام الأطباء ورغبتهم في تحسين أدائهم.”
غياب الدعم الغذائي قبل تعيينها
خلال فترة عملها، أوضحت غونزاليس دي أريبا أن اللاعبين شعروا بتحسن كبير بعد توفير خطط غذائية ومكملات مخصصة لهم يومياً، مقارنة بالفترة التي لم يكن فيها أي دعم غذائي منظم.
ووصفت علاقتها باللاعبين قائلة: “كنت أشعر وكأنني أم لهم، حيث كانوا يشاركونني مشاكلهم الصحية البسيطة مثل آلام المعدة أو قلة النوم، وكنت أحرص على مساعدتهم. وكانوا يبادلونني الامتنان بأبسط التصرفات، وهذا هو الجانب الإيجابي الوحيد الذي أحتفظ به من تجربتي الصعبة.”
تداعيات أزمة الإصابات الحالية على ريال مدريد
بعد أكثر من ثلاث سنوات في النادي، غادرت غونزاليس دي أريبا في أغسطس الماضي، بينما يعاني ريال مدريد هذا الموسم من أزمة إصابات هي الثانية على التوالي التي تعيق الفريق بشكل ملحوظ. في مباراة الأحد ضد ألافيس، اضطر المدرب تشابي ألونسو إلى خوض اللقاء بدون ثمانية لاعبين أساسيين، بالإضافة إلى مشاركة عدد آخر وهم يعانون من إصابات عضلية.

