تحديات ريال سوسيداد بعد رحيل إيمانويل ألغواسيل
نهاية حقبة ذهبية وبداية فترة من عدم الاستقرار
في عام 2018، تم ترقية إيمانويل ألغواسيل ليشغل منصب مدرب الفريق الأول لريال سوسيداد، ولم يكن أحد يتوقع أن يصبح هذا القرار نقطة تحول حاسمة في تاريخ النادي. استمر ألغواسيل في منصبه حتى صيف 2025، حيث قرر الانسحاب بعد فترة حافلة بالإنجازات، مما أدى إلى نهاية حقبة مميزة للنادي الباسكي. لم يكن ألغواسيل مجرد مدرب عادي، بل كان رمزًا للنجاح والالتزام، وترك رحيله فراغًا كبيرًا في الفريق.
خلال فترة قيادته، حقق ريال سوسيداد نتائج مبهرة، حيث تأهل بانتظام إلى البطولات الأوروبية في كل موسم كامل تحت قيادته، وتوج بكأس ملك إسبانيا عام 2020، منهياً صياماً دام أكثر من أربعين عاماً عن الألقاب. أصبح ملعب أنويتا معقلًا صعبًا على المنافسين، خاصة في الظروف الجوية الصعبة مثل الأمطار. كما أن ألغواسيل كان حريصًا على تعزيز تقاليد أكاديمية النادي، حيث دمج بين نجوم الشباب مثل إيغور زوبيلديا ومارتين زوبيميندي وميكيل أويارزابال، مع لاعبين موهوبين من الخارج مثل ميكيل ميرينو وألكسندر إيساك وتاكيفوسا كوبو. اعتمد أسلوبه على القوة البدنية التي تميز كرة القدم الباسكية، مع التركيز على الاستحواذ العالي والتكتيك المدروس.
البيئة الفريدة التي صنعها ألغواسيل وتأثير رحيله
لم يكن ريال سوسيداد مستعدًا تمامًا لفقدان ألغواسيل، الذي كان يمثل نموذجًا إنسانيًا للنجاح: متواضع، ودود مع الإعلام، ويحظى باحترام اللاعبين والإدارة على حد سواء. عند إعلان ألغواسيل عدم تجديد عقده، أُبلغ أن العديد من لاعبي الأكاديمية بكوا، مما يعكس عمق العلاقة التي بنىها معهم. كان بالنسبة للكثيرين هو الداعم الأساسي الذي ساعدهم على الارتقاء إلى الفريق الأول.
بعد رحيله، بدأت تظهر الفجوات بوضوح، حيث لم يتمكن النادي من الحفاظ على هوية الفريق التي أسسها ألغواسيل. تم تعيين سيرجيو فرانسيسكو، مدرب الفريق الرديف، خلفًا له في صيف 2025، في محاولة للحفاظ على الاستمرارية، لكن التحديات كانت كبيرة.
صعوبات المرحلة الجديدة ومشاكل التشكيلة
لم يكن كل مدرب للفريق الرديف قادرًا على النجاح في قيادة الفريق الأول، وهذا ما حدث مع فرانسيسكو الذي لم يستطع إحداث الفارق، حيث حقق فقط أربع انتصارات في 16 مباراة، وكان الفوز الوحيد المميز في ديربي الباسك. رحيل لاعبين مؤثرين مثل مارتين زوبيميندي، بالإضافة إلى غياب إيساك وميرينو، أثر بشكل كبير على أداء الفريق. كما أن الإصابات التي لحقت بأوري أوسكارسون وميكيل أويارزابال، إلى جانب قلة مشاركات المهاجم الجديد عمر صادق، زادت من تعقيد الوضع.
المشكلة لم تكن فقط في من غادر، بل في عدم وصول تعزيزات كافية، خاصة في خط الهجوم حيث لا يزال أوسكارسون يظهر إمكانيات غير مكتملة. في الوسط، كان كارلوس سولير هو الإضافة الرئيسية، بينما لم يتمكن يانجل هيريرا من تقديم الإضافة بسبب الإصابة. أما في الهجوم، فلم يعكس استعارة جونكالو جوديس طموحات كبيرة، مما زاد من توقعات موسم صعب.
ريال سوسيداد يعاني من ضعف في العودة في المباريات: فوز واحد فقط (على أوساسونا) في 11 مباراة بدأ فيها متأخراً في النتيجة.
🟢 1 فوز
🟡 4 تعادلات
🔴 6 هزائمبرشلونة وجيرونا خسرا بعد أن بدأا المباراة بالتقدم.
– Offsider
النتائج السلبية وتغيير القيادة الفنية
تدهور الأداء وصل إلى ذروته بعد الهزيمة أمام جيرونا بنتيجة 1-2، مما أدى إلى إقالة سيرجيو فرانسيسكو بعد سلسلة من النتائج المخيبة. الفريق عانى من ضعف في خلق الفرص، وكان يتلقى الأهداف بسهولة، وهو ما لم يكن الحال في عهد ألغواسيل الذي كان الفريق يخلق فرصًا كثيرة رغم صعوبة التسجيل. اعتمد فرانسيسكو على أسلوب أكثر مباشرة، لكنه لم يتمكن من فرض سيطرة أو إلحاق الضرر بالمنافسين كما كان يحدث سابقًا.
في نفس الوقت، غادر المدير الرياضي روبرت أولابي النادي في الصيف، بعد أن كان أحد المهندسين الرئيسيين لنجاحات ريال سوسيداد، وانتقل إلى أستون فيلا في الدوري الإنجليزي الممتاز، تاركًا خلفه مهمة صعبة لخليفته إريك بريتوس، الذي كان يعمل ككشاف رئيسي سابقًا في النادي.
المرحلة الانتقالية والآفاق المستقبلية
بعد إقالة فرانسيسكو، تم ترقية مدرب الفريق الرديف إيون أنسوتيغي مؤقتًا لقيادة الفريق حتى فترة التوقف الشتوي، في ظل اقتراب النادي من منطقة الهبوط بخطوة واحدة فقط. ويُتوقع أن يتولى المدرب الإيطالي بيليغرينو ماتارازو، الذي سبق له تدريب هوفنهايم وشتوتغارت، المهمة بشكل دائم، في محاولة لإعادة الاستقرار للنادي.
ريال سوسيداد يواجه الآن اختبارًا حقيقيًا لإعادة بناء هويته والعودة إلى المنافسة على المراكز الأوروبية، بعد أن كشف موسم 2025-2026 عن نقاط ضعف عميقة في التشكيلة والإدارة الفنية. يحتاج النادي إلى مراجعة شاملة لتعزيز صفوفه، خاصة في الخطوط الأمامية، واستعادة الروح التي ميزت حقبة ألغواسيل، لضمان البقاء في الدرجة الأولى وتحقيق طموحات جماهيره.

