ريال مدريد في مفترق طرق حاسم بعد خسارته أمام مانشستر سيتي
تراجع ريال مدريد إلى المركز السابع في دور المجموعات بدوري أبطال أوروبا عقب خسارته 2-1 على ملعب سانتياغو برنابيو أمام مانشستر سيتي. تقدم فريق تشابي ألونسو مبكراً بهدف رودريغو غوس، لكن نيكو أوريلي وإيرلينغ هالاند قلبا النتيجة لصالح السيتي.
تدهور النتائج وتأثيره على مستقبل تشابي ألونسو
هذه الهزيمة زادت من التكهنات حول مصير المدرب تشابي ألونسو، حيث أُبلغ عن عقد اجتماعات عاجلة داخل إدارة النادي لمناقشة الخيارات المتاحة دون تقديم ضمانات لبقائه. ريال مدريد، الذي كان يتصدر الدوري الإسباني سابقاً، أصبح الآن متأخراً بأربع نقاط عن برشلونة، مع تحقيقه ثلاثة انتصارات فقط في آخر تسع مباريات بجميع المسابقات.
الانخفاض السريع في الأداء أثار قلق الجماهير والإدارة على حد سواء، خاصة مع تكرار الأداء المتذبذب وظهور علامات الاستياء بين اللاعبين الأساسيين مثل فينيسيوس جونيور. ألونسو، الذي جاء من باير ليفركوزن كواحد من أبرز المدربين الشباب في أوروبا، يواجه الآن تحديات غير مسبوقة في بيئة ريال مدريد التي لا ترحم.
تاريخ ألونسو مع ريال مدريد وتأثيره الحالي
كلاعب، كان ألونسو من أعمدة وسط ريال مدريد خلال خمس سنوات، حيث فاز بالدوري الإسباني، وكأس الملك، ودوري أبطال أوروبا عام 2014. كان يُنظر إلى النادي على أنه وجهته النهائية، لكن الواقع الحالي يهدد بتحويل هذه العلاقة إلى مأزق مهني.
يبقى أمام الفريق مباراتان في دوري الأبطال ضد موناكو وبنفيكا، لكن حتى الانتصارات المحتملة قد لا تكفي لاستعادة الثقة داخل أروقة النادي، حيث لا مكان للتسامح مع الأداء الضعيف في برنابيو.
توقعات الجماهير والربط المحتمل مع الدوري الإنجليزي
بدأت التكهنات حول مستقبل ألونسو تنتشر، خاصة بين مشجعي الدوري الإنجليزي الممتاز، ولا سيما في ليفربول، حيث زادت الضغوط على المدرب أرني سلوت. هناك حديث عن احتمال عودة ألونسو إلى أنفيلد، بعد أن هزم ليفربول فريقه في مرحلة المجموعات، وهو ما يبدو الآن وكأنه نبوءة.
لكن يبقى السؤال: هل سيستمر ألونسو في منصبه أم سيُقال قريباً؟ من المؤكد أن إدارة ريال مدريد، بقيادة فلورنتينو بيريز، لا تتحلى بالصبر، وإذا لم تظهر استجابة إيجابية في المباريات القادمة، فسيكون مصير ألونسو مشابهًا للعديد من المدربين الذين لم يجدوا ملاذًا في جدران برنابيو.
المرشحون المحتملون لخلافة تشابي ألونسو
في حال رحيل ألونسو، ظهرت عدة أسماء كمرشحين لتولي القيادة الفنية لريال مدريد، حيث تتداول أسواق المراهنات وأحاديث مجالس الإدارة الأسماء التالية:
يورغن كلوب – المرشح الأبرز (2/1)
يبدو يورغن كلوب الخيار الأنسب من الناحية الفنية، فهو المدير الرياضي العالمي الحالي في ريد بول بعد رحيله عن ليفربول في 2024، ولديه معرفة جيدة بريال مدريد بعد خسارته نهائي دوري الأبطال أمامهم في 2018 و2022. سجل كلوب حافل بالإنجازات مع بوروسيا دورتموند وليفربول، ويُتوقع أن يهدئ أجواء غرفة الملابس المضطربة.
مع ذلك، كلوب تحدث مراراً عن استمتاعه بالابتعاد عن الخطوط الجانبية والشعور بالإرهاق في نهاية فترة تدريبه مع ليفربول، مما يجعل عودته إلى التدريب غير مؤكدة رغم الاحتمالات.
زين الدين زيدان – خيار الاستقرار (3/1)
زين الدين زيدان، الأسطورة الفرنسية، يمثل ملاذاً آمناً في هذه الأزمة. هو المدرب الذي قاد ريال مدريد لتحقيق ثلاثة ألقاب متتالية في دوري أبطال أوروبا بين 2016 و2018، ويُعتبر رمزاً للنادي سواء كلاعب أو مدرب.
يبقى السؤال ما إذا كان زيدان مستعداً للعودة لتدريب الفريق مرة ثالثة، لكن في حال تعذر التعاقد مع مدرب جديد طويل الأمد، فإن زيدان يوفر خبرة وثباتاً لا يضاهيهما أحد.
أوليفر جلاسير – المرشح المفاجئ (10/1)
يتمتع أوليفر جلاسير بسجل تدريبي مثير للاهتمام، حيث قاد فريق LASK إلى المنافسات الأوروبية، وفاز بالدوري الأوروبي مع آينتراخت فرانكفورت، وحول كريستال بالاس إلى فريق قوي وفاز بكأس الاتحاد الإنجليزي. أسلوبه الهجومي وتركيزه على تطوير الشباب قد يمنح ريال مدريد دفعة جديدة بعد الأداء البطيء تحت قيادة ألونسو.
لكن غياب الخبرة في التعامل مع أندية النخبة والضغوط الهائلة لريال مدريد قد يشكل تحدياً كبيراً له.
خيارات أخرى في الأفق
- أندوني إراولا من بورنموث، الذي يبرز بأسلوبه التقدمي، يُعتبر خياراً بعيد الاحتمال (12/1).
- روبرتو دي زيربي، المدير الفني لمارسيليا، مرشح مثير للاهتمام (16/1)، لكن طبيعته المتقلبة قد لا تتناسب مع متطلبات ريال مدريد للنتائج الفورية.
الخيار الداخلي: ألفارو أربيلوا
في حال فشل كل الخيارات الخارجية، قد يلجأ ريال مدريد إلى أحد أبناء النادي، ألفارو أربيلوا، الظهير السابق الذي لعب بين 2009 و2016، والذي بدأ مسيرته التدريبية مع فرق الشباب للنادي في 2020، ثم تولى تدريب ريال مدريد كاستيا في مايو 2025 بعد استقالة راؤول.
يُعتبر أربيلوا من المرشحين المفضلين لدى الإدارة، لما يمتلكه من فهم عميق لقيم النادي وقدرة على تحمل ضغوط العمل في برنابيو. إذا لم ينجحوا في إقناع زيدان بالعودة، فسيكون أربيلوا الخيار الأكثر أماناً لتولي المهمة.
الفترة القادمة: اختبار حاسم لمصير الموسم والمستقبل
تبقى أمام ريال مدريد مباراتان حاسمتان قد تحددان مصير الموسم وربما مستقبل تشابي ألونسو المهني. الجميع في سانتياغو برنابيو يدرك حجم التحدي، والسؤال الوحيد هو: هل سيتمكن ألونسو من تقديم الأداء المطلوب، أم سيؤكد النادي مجدداً أنه لا أحد فوق الانتقاد، حتى لو كان من رموز النادي المحبوبة؟

