غاريث بيل: قصة نجاح معقدة في ريال مدريد
قليلون هم اللاعبون الذين حققوا مسيرة مهنية ناجحة مثل غاريث بيل، وقليلون منهم تمكنوا من تحقيق إنجازات مماثلة في ريال مدريد. ومع ذلك، فإن القليل منهم تعرضوا لانتقادات حادة مماثلة في نفس الوقت. رغم تسجيله هدفين حاسمين في نهائيات دوري أبطال أوروبا، لم يحظَ بيل بحب جماهير سانتياغو برنابيو كما حدث مع بعض أساطير النادي.
الضغوط الإعلامية وتأثيرها على صورة بيل
في العاصمة الإسبانية، تحول بيل إلى شخصية مثيرة للجدل في وسائل الإعلام، التي ركزت على فشله في الاندماج مع الثقافة الإسبانية. ومع اقتراب نهاية مسيرته، تعرض لانتقادات بسبب استمراره في عقده المربح بدلاً من البحث عن فرص لعب أكثر في أندية أخرى. في مقابلة مع مجلة GQ، كشف بيل أنه لم يكن مستعداً للتعامل مع الأضواء الإعلامية خارج الملعب كما هو الحال داخل الملعب.
قال بيل: «العديد من اللاعبين يذهبون إلى مدريد ليصبحوا من نجوم جلاكتيكوس، لكني ذهبت لألعب كرة القدم فقط. ما حققته كلاعب ويلزي في الخارج كان مذهلاً، حيث كنت دائماً أحرز اللحظات الحاسمة. أما الأمور الأخرى، فلم أكن ألعب الغولف كثيراً كما يُشاع.»
وأضاف: «الناس صدقوا ما قرأوه وخلقوا شخصية لا تعبر عني. ربما كنت مذنباً بعدم الدفاع عن نفسي، وكنت ساذجاً بعض الشيء بشأن ما يعنيه أن تكون جلاكتيكو في مدريد.»
فجوة الفهم بين بيل والإعلام الإسباني
أوضح بيل أن الإعلام الإسباني لم يكن يعرفه حق المعرفة، وأنه اختار عدم السماح لهم بالتقرب منه.
قال: «لا أعتقد أن الإعلام الإسباني يعرفني فعلاً. ربما يعود ذلك لي لأنني لم أسمح لهم بالتعرف عليّ. كنت أريد أن أبقي حياتي الشخصية منفصلة تماماً عن كرة القدم، ولن أغير ذلك أبداً.»

وعن تعامله مع الضغوط الإعلامية، قال بيل إنه كان يحاول الابتعاد عنها قدر الإمكان.
«عندما كنت في السادسة عشرة من عمري مع ساوثهامبتون، قرأت تقريراً سيئاً أثر على ثقتي بنفسي وأدائي. من تلك التجربة تعلمت أن أبقى بعيداً عن الإعلام قدر الإمكان لأنه يؤثر سلباً على الصحة النفسية والجسدية.»
علاقته بزملائه وخصوصاً كريستيانو رونالدو
بعد اعتزاله، والذي تضمن فترة إعارة مع توتنهام هوتسبير وتجربة قصيرة مع لوس أنجلوس إف سي، أكد بيل أنه لا يتواصل كثيراً مع زملائه السابقين، لكنه حافظ على علاقات جيدة معهم.
قال: «أتواصل مع بعض لاعبي منتخب ويلز فقط، لكنني لم أواجه أي مشاكل مع أي شخص. لم تحدث بيني وبين كريستيانو رونالدو أي خلافات أو مشاجرات كما يشاع في الإعلام.»
الجدل حول علم ويلز واحتفاله الشهير

ربما كان احتفال بيل بتأهل ويلز لكأس العالم 2022 أمام علم يحمل عبارة «ويلز. الغولف. مدريد. بهذا الترتيب» هو الحدث الذي أنهى علاقته مع ريال مدريد بشكل غير رسمي.
قال بيل: «هذا الشعار كان مصدر ظلم لي. لا أحد يعرف كم ألعب الغولف فعلاً. لو سألتني الآن، ربما ستظن أنني ألعب ثلاث أو أربع مرات في الأسبوع، لكن الحقيقة أنني ألعب كل أسبوعين أو ثلاثة فقط.»
وأضاف: «احتفلنا بتأهلنا لبطولة أوروبا، وكان الجميع هناك، ثم وضع أحدهم العلم أمامي. لم يكن بإمكاني أن أرمِ علم بلدي على الأرض لأنه أسوأ شيء يمكنني فعله. لم ألمس العلم أبداً، وهذا كان مهماً بالنسبة لي لأنني لم أكن أنا من يفعل ذلك، كنت فقط أحتفل مع أصدقائي. وما حدث بعد ذلك كان خارج عن إرادتي.»

«تعرضت لهجوم شديد من الإعلام الإسباني. شعرت بالظلم لأن الأمر كله كان مبنياً على معلومات خاطئة. لم أعطِ الغولف أولوية على بلدي أو ناديي، ولم أخطئ جسدياً في أي شيء. أنظر إلى الأمر الآن وأقول: ما حدث قد حدث، لا يمكنني تغييره. عليك أن تضحك أو تبكي، وأنا اخترت أن أضحك.»
دروس من تجربة بيل في ريال مدريد
تُعتبر قصة بيل بمثابة تحذير للاعبين، خاصة القادمين من المملكة المتحدة، حول أهمية التعامل بذكاء مع الإعلام في مدريد بدلاً من تجاهله. على سبيل المثال، عند انضمام جود بيلينجهام لريال مدريد، حاول إظهار مهاراته في اللغة الإسبانية وقدم صورة ودودة، بينما كانت أولى كلمات ترينت ألكسندر-أرنولد كلاعب في ريال مدريد بالإسبانية بطلاقة تقريباً.

