إدانة أربعة أشخاص بجرائم كراهية وتهديدات ضد نجم ريال مدريد فينيسيوس جونيور
تمت إدانة أربعة أفراد بارتكاب جرائم كراهية وتهديدات موجهة إلى نجم ريال مدريد البرازيلي فينيسيوس جونيور، وذلك على خلفية حادثة مثيرة للجدل وقعت قبل مباراة الديربي بين ريال مدريد وأتلتيكو مدريد في عام 2023. وترتبط هذه المجموعة بتنظيم مشجعي أتلتيكو مدريد المعروف باسم “فرونتي أتلتيكو”.
تفاصيل الحادثة المثيرة للجدل قبل ديربي مدريد
في الليلة التي سبقت مواجهة الديربي في كأس ملك إسبانيا عام 2023، تم تعليق دمية منفوخة ترتدي قميص فينيسيوس على جسر يمر فوق أحد الطرق السريعة الرئيسية في العاصمة الإسبانية مدريد. وقعت هذه الواقعة بالقرب من مركز تدريبات فالديبيباس، مما زاد من احتمال رؤية اللاعب البرازيلي وزملائه في الفريق لهذه الدمية المهينة. إلى جانب الدمية، وُضع لافتة كبيرة تحمل عبارة “مدريد تكره ريال”.
الأحكام القضائية الصادرة بحق المتورطين
بعد تحقيقات قضائية استمرت لمدة عامين، أصدرت المحكمة أحكاماً بالسجن على أربعة أشخاص متهمين بجرائم الكراهية والتهديدات، حيث حكم على أحدهم بالسجن لمدة 15 شهراً بتهمة العنصرية، بالإضافة إلى سبعة أشهر أخرى بسبب التهديدات. وقد زادت مدة العقوبة نتيجة نشرهم الفعل على وسائل التواصل الاجتماعي.
أما الثلاثة الآخرون، فقد حكم عليهم بالسجن لمدة سبعة أشهر لكل منهم بتهم مماثلة، إضافة إلى غرامات مالية تراوحت بين 720 و1084 يورو.

تصاعد جهود القضاء الإسباني لمكافحة العنصرية في الملاعب
كانت رابطة الدوري الإسباني “لا ليغا” من أوائل الجهات التي تابعت القضية قضائياً، حيث لم تشهد كرة القدم الإسبانية سابقاً صدور أحكام بالسجن بسبب جرائم الكراهية حتى العام الماضي. لكن مع تصاعد موجة الإساءات العنصرية التي تعرض لها فينيسيوس، بدأت السلطات في تشديد الإجراءات لمكافحة التمييز العرقي في الملاعب.
شهدت السنوات الأخيرة صدور عدة أحكام بالسجن على خلفية جرائم عنصرية في كرة القدم الإسبانية، مما يعكس تحسناً نسبياً في التعامل مع هذه الظاهرة، رغم استمرارها كأحد التحديات الكبرى التي تواجه الرياضة في إسبانيا.
مقارنة مع تجارب دولية وعربية
على الصعيد الدولي، شهدت كرة القدم تحركات مماثلة لمكافحة العنصرية، مثل حملة “No To Racism” التي أطلقتها الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا)، والتي ساهمت في تقليل حالات التمييز في البطولات الكبرى. أما في العالم العربي، فقد برزت مبادرات عدة من قبل اتحادات كرة القدم لتعزيز الوعي ومحاربة العنصرية، خاصة في البطولات الخليجية والمغاربية، حيث تم تسجيل انخفاض ملحوظ في الحوادث العنصرية خلال السنوات الثلاث الماضية.
تجدر الإشارة إلى أن فينيسيوس جونيور نفسه أصبح رمزاً لمقاومة العنصرية في الملاعب، حيث استلهمت قصته العديد من اللاعبين الشباب في العالم العربي، مثل المغربي أشرف حكيمي والجزائري رياض محرز، اللذين تحدثا علناً عن أهمية مواجهة التمييز في الرياضة.