مستقبل غامض بين الأهلي والمدرب ماتياس يايسله
تشهد العلاقة بين النادي الأهلي والمدرب الألماني ماتياس يايسله، المدير الفني للفريق الأول لكرة القدم، حالة من التوتر والتعقيد، وسط مفاوضات متشابكة حول استمرار التعاون بين الطرفين، رغم أن عقد المدرب لا يزال سارياً حتى عام 2026.
تكلفة باهظة واستراتيجية الاستقرار الفني
تفضل إدارة شركة النادي الأهلي الإبقاء على يايسله في منصبه خلال الموسم المقبل، انطلاقاً من سياسة الاستقرار الفني التي تعتمدها الإدارة. ويأتي هذا التوجه رغم التكاليف الضخمة التي تكبدها النادي للتعاقد مع المدرب، حيث دفع الأهلي الشرط الجزائي لنادي ريد بل سالزبورغ السابق بقيمة 6 ملايين يورو، ليوقع عقداً يمتد لثلاث سنوات براتب سنوي يبلغ 8.5 مليون يورو.
بالإضافة إلى ذلك، يحصل المدرب على مكافآت تصل إلى 4 ملايين يورو سنوياً، كما تتحمل الإدارة رواتب الطاقم المساعد التي تبلغ 2 مليون يورو سنوياً، ما يجعل إجمالي تكلفة الجهاز الفني حوالي 16.5 مليون يورو سنوياً.
انقسام في وجهات النظر ومطالب جديدة
على الرغم من النجاحات التي حققها يايسله، لا سيما بعد الفوز ببطولة النخبة، بدأت تظهر خلافات في الرؤى بين الطرفين. حيث أبدى المدرب رغبته في إعادة التفاوض على شروط عقده، وقدم مطالب مفاجئة خلال أول اجتماع، تضمنت تمديد العقد لثلاث سنوات إضافية مقابل راتب سنوي يبلغ 20 مليون يورو، مع إلغاء أي شرط جزائي يسمح للنادي بفسخ العقد.
العروض المقدمة من إدارة الأهلي
- العرض الأول: الاستمرار بالعقد الحالي مع زيادة الراتب السنوي إلى 12.5 مليون يورو، بالإضافة إلى مكافآت تصل إلى 4 ملايين يورو.
- العرض الثاني: عقد جديد لمدة عامين براتب سنوي 10 ملايين يورو مع نفس المكافآت.
- العرض الثالث: عقد لمدة ثلاث سنوات براتب 12 مليون يورو سنوياً، مشروط بتحقيق أهداف فنية محددة مثل إنهاء الدوري ضمن المراكز الثلاثة الأولى والوصول إلى نهائي بطولة محلية أو قارية، مع بند يسمح بفسخ العقد في حال عدم تحقيق هذه الأهداف.
رغم هذه المحاولات، رفض يايسله جميع العروض وتمسك بمطالبه دون تقديم تنازلات.
خيارات بديلة في حال فشل المفاوضات
مع تعثر المفاوضات، بدأت إدارة الأهلي في البحث عن بدائل محتملة. وأفادت تقارير بأن النادي دخل في محادثات مع المدرب الأسترالي أنجي بوستيكوغلو، المدير الفني السابق لتوتنهام هوتسبير، كخيار محتمل في حال قرر النادي إنهاء التعاقد مع يايسله.
كما تم تداول اسم الإسباني تشافي هيرنانديز، المدير الفني السابق لبرشلونة، ضمن قائمة المرشحين لتولي القيادة الفنية للفريق في حال حدوث تغيير في الجهاز الفني خلال الفترة المقبلة.
تحديات الإدارة الفنية في الأندية الكبرى
تجربة الأهلي مع يايسله تعكس تحديات كبيرة تواجه الأندية الكبرى في الحفاظ على استقرارها الفني وسط ضغوط مالية ومطالب متزايدة من المدربين. ففي عالم كرة القدم، يشبه الأمر قيادة سفينة ضخمة في بحر هائج، حيث يتطلب الأمر توازناً دقيقاً بين الطموحات المالية والفنية لضمان النجاح المستدام.
نظرة على تجارب عربية وعالمية حديثة
في السياق ذاته، شهدت أندية عربية مثل الهلال السعودي والنصر تحولات فنية متكررة خلال المواسم الأخيرة، مع ارتفاع تكاليف التعاقدات التي تجاوزت 10 ملايين دولار سنوياً لبعض المدربين، مما يؤكد أن التحديات التي يواجهها الأهلي ليست فريدة بل جزء من واقع كرة القدم الحديثة.
وعلى الصعيد الدولي، يبرز مثال نادي باريس سان جيرمان الفرنسي الذي دفع مبالغ ضخمة لمدربه ماوريسيو بوكيتينو، مع مطالب متزايدة أدت إلى تغييرات متكررة في الجهاز الفني رغم النجاحات المحلية.
