ريال مدريد في موسم انتقالات صيفي حافل: إعادة بناء الفريق وتحديات جديدة
شهد صيف ريال مدريد نشاطًا مكثفًا على صعيد تعزيز صفوفه، حيث ضم الفريق المدافع الشاب دين هويزن، والظهير ألفارو كاريراس، بالإضافة إلى النجم الإنجليزي ترينت ألكسندر-أرنولد، مع إضافة فرانكو ماستانتونو إلى التشكيلة، بمجموع إنفاق وصل إلى 167.5 مليون يورو على الصفقات الجديدة. في المقابل، ودع الفريق اثنين من قادته المخضرمين، لوكاس فاسكيز ولوكا مودريتش، كما شهد النادي تغييرًا في الإدارة الفنية بتعيين تشابي ألونسو بدلاً من كارلو أنشيلوتي.
تحديات الموسم الجديد: أسئلة مفتوحة حول مستقبل الفريق
مع انطلاق موسم 2025/26، لا تزال هناك عدة تساؤلات تحوم حول مستقبل بعض اللاعبين وخيارات الفريق، مثل مصير رودريغو غوس، والحاجة المحتملة لتعزيز خط الوسط الدفاعي بلاعب جديد، بالإضافة إلى إمكانية الاستفادة من فينيسيوس جونيور في سوق الانتقالات. هذه الأسئلة تعكس حالة من الترقب حول كيفية تشكيل تشكيلة الفريق في ظل التغيرات الأخيرة.
رقم 9 الشاغر: إرث الأبطال ومن سيرثه؟
من بين القضايا الأقل أهمية لكنها ذات دلالة رمزية، هو مصير القميص رقم 9 الذي تركه كيليان مبابي بعد انتقاله لارتداء الرقم 10، تزامنًا مع انتهاء عقد مودريتش. هذا الرقم يحمل تاريخًا عريقًا في ريال مدريد، حيث ارتداه أساطير مثل كريستيانو رونالدو، ألفريدو دي ستيفانو، كريم بنزيمة ورونالدو. الآن، على النادي اختيار من سيحمل هذا الرقم المرموق في الموسم الجديد.
المرشحون المحتملون لارتداء القميص رقم 9
هناك عدة خيارات قد تنافس على القميص رقم 9، من بينهم المهاجم الشاب إندريك فيليبي، الذي سجل 7 أهداف في 37 مباراة رغم كونه الخيار الثاني خلف مبابي في موسمه الأول. كما قد يُمنح فرانكو ماستانتونو الرقم كحافز له. لكن الأرجح أن يكون غونزالو غارسيا هو المرشح الأقوى.
رحلة غونزالو غارسيا: من أكاديمية ريال مدريد إلى النجومية المحتملة
وُلد غارسيا في مدريد وانضم إلى أكاديمية ريال مدريد عام 2014، حيث قضى أربع سنوات قبل أن ينتقل مع عائلته إلى مايوركا في 2018. بعد موسم واحد هناك، عاد إلى العاصمة الإسبانية لاستكمال تطوره في “لا فابريكا”. تلقى غارسيا أول استدعاء للفريق الأول في 29 أغسطس 2023، وظهر لأول مرة في مباراة ضد قادش، حيث لعب 12 دقيقة، ثم شارك مجددًا لخمس دقائق أمام غرناطة.
كان من المتوقع أن ينطلق غارسيا في الموسم التالي، لكن وصول إندريك ومبابي أبقاه في صفوف فريق كاستيا. رغم ذلك، سجل هدفه الأول مع الفريق الأول في ربع نهائي كأس الملك ضد ليغانيس، ولم يظهر مجددًا حتى مايو بعد إصابة إندريك في أوتار الركبة، حيث شارك في آخر ثلاث مباريات وسجل تمريرة حاسمة ضد إشبيلية. بعد أن عادل رقم ماريانو دياز بتسجيل 25 هدفًا في موسم واحد مع كاستيا، بدا أن الفرصة أمامه في الفريق الأول باتت وشيكة.
فرصة ذهبية في كأس العالم للأندية
مع غياب إندريك عن رحلة الولايات المتحدة وإصابة مبابي بفيروس معوي، انتقل غارسيا من خيار ثالث إلى المهاجم الأساسي في كأس العالم للأندية. استغل الفرصة بشكل رائع، حيث سجل هدفًا في التعادل 1-1 ضد الهلال، وقدم تمريرة حاسمة أمام باتشوكا، وأضاف هدفًا آخر في مواجهة ريد بول سالزبورغ. استمر تألقه في الأدوار الإقصائية، مسجلاً هدف الفوز ضد يوفنتوس وافتتاح التسجيل أمام بوروسيا دورتموند. رغم معاناته في نصف النهائي أمام باريس سان جيرمان بعد تغييره لمركز الجناح، أنهى البطولة كأفضل هداف.
مستقبل المهاجمين الشباب: صراع على مركز رقم 9
مع استمرار إعادة تشكيل تشكيلة ريال مدريد، يبدو أن أحد اللاعبين بين إندريك وغارسيا فقط سيبقى في الفريق الأول ويتحدى مبابي على مركز المهاجم الصريح. اختيار حامل القميص رقم 9 قد يكون مؤشرًا مبكرًا على من سيحظى بالفرصة الأكبر. كلا اللاعبين يمتلكان موهبة كبيرة ولا يمكن أن يظل أي منهما خيارًا ثالثًا، كما أن رغبتهم في البقاء ضمن صفوف ريال مدريد واضحة.
ماذا ينتظر ريال مدريد؟
يبقى السؤال الأهم: ما هو القرار الحاسم الذي سيتخذه النادي في هذا الصراع الداخلي؟ هل سيُفضل الاعتماد على الموهبة الشابة غارسيا، أم سيُمنح إندريك الفرصة ليكون نجم المستقبل؟ الوقت وحده كفيل بالإجابة، لكن المؤكد أن ريال مدريد أمام مرحلة حاسمة في بناء هجومه الجديد.
