رؤية فلورنتينو بيريز لتحديث ملكية ريال مدريد
في كلمة ألقاها خلال الجمعية العامة لريال مدريد، أكد الرئيس فلورنتينو بيريز على ضرورة أن يخضع النادي لتغييرات جوهرية تضمن حماية مصالحه المستقبلية. هذه التصريحات تمثل أول اعتراف رسمي من بيريز بفكرة إعادة النظر في نموذج ملكية النادي العريق.
يُذكر أن ريال مدريد، الذي تأسس قبل أكثر من 122 عاماً، ظل مملوكاً لأعضائه منذ البداية، وهو النادي الأكثر تتويجاً في تاريخ كأس أوروبا. رغم التحديات التي واجهها النادي خلال الحرب الأهلية الإسبانية، إلا أن سانتياغو برنابيو كان له الدور الأكبر في تحويله إلى عملاق كروي عالمي. وحتى الآن، يتم انتخاب رؤساء النادي من قبل الأعضاء، مع سيطرة بيريز على المشهد الانتخابي في معظم القرن الحادي والعشرين.
ماذا يقترح بيريز بشأن ملكية النادي؟
التفاصيل الرسمية لا تزال غير واضحة تماماً، لكن بيريز صرح في الجمعية العامة قائلاً: “سنقدم اقتراحاً لإعادة هيكلة النادي بشكل يضمن مستقبله، ويحميه من التحديات التي تواجهه، ويؤكد أن الأعضاء هم المالكون الحقيقيون للنادي وأصوله المالية.”

تحويل الأعضاء إلى مساهمين: خطة بيريز لتجديد الملكية
وفقاً لتقارير سابقة، يعتزم بيريز تحويل أعضاء ريال مدريد إلى مساهمين في النادي، مع ضمان أن يظل 51% من الأسهم مملوكاً للأعضاء أنفسهم. في هذا النموذج، لن يُسمح للأعضاء ببيع أسهمهم، بل ستنتقل حصصهم إلى أفراد عائلاتهم فقط، مما يفتح الباب أمام جذب استثمارات أجنبية دون فقدان السيطرة.
تحذيرات قانونية تعترض خطة التغيير
على الرغم من الطموحات، أظهرت دراسة أعدتها شركة الاستشارات الأمريكية Clifford Chance، التي تعمل مع بيريز، تحذيرات من تبني هذا النموذج. حيث أشار التقرير إلى أن نقل الأسهم إلى مؤسسة ريال مدريد قد يتعارض مع القوانين الحالية، مما قد يضطر النادي إلى التحول إلى شركة خاصة مثل بعض الأندية الأوروبية الأخرى.
هذا التحول قد يؤدي إلى فقدان الأعضاء السيطرة المباشرة على النادي، وهو أمر يتطلب موافقة أغلبية الأعضاء في تصويت رسمي قبل إحداث أي تغيير في هيكل الملكية.
تحديات المستقبل وفرص الاستثمار
في ظل المنافسة المتزايدة على الساحة الكروية العالمية، يسعى ريال مدريد إلى إيجاد توازن بين الحفاظ على هويته كـ”نادي الأعضاء” وجذب رؤوس الأموال التي تضمن استمرارية تفوقه. على غرار أندية مثل باريس سان جيرمان ومانشستر سيتي التي استفادت من استثمارات أجنبية ضخمة، قد يكون هذا التوجه ضرورياً لريال مدريد للحفاظ على مكانته في القمة.
في الوقت نفسه، يظل السؤال مطروحاً حول كيفية دمج هذه الاستثمارات دون المساس بالروح الديمقراطية التي تميز النادي منذ تأسيسه، وهو تحدٍ يواجهه العديد من الأندية الكبرى في العالم العربي وأوروبا على حد سواء.