ناصر الخليفي: الرجل الذي أعاد باريس سان جيرمان إلى قمة أوروبا

انتصار تاريخي في ميونيخ
في مساء 31 مايو 2025، وعلى أرض ملعب أليانز أرينا في ميونيخ، شهد العالم لحظة فارقة في تاريخ كرة القدم الأوروبية، حينما رفع ناصر الخليفي، رئيس نادي باريس سان جيرمان، كأس دوري أبطال أوروبا بعد فوز ساحق على إنتر ميلان بنتيجة 5-0. هذا الإنجاز الذي طال انتظاره جاء بعد سنوات من الإخفاقات والخيبات المتكررة، ليحقق حلم طال انتظاره منذ استحواذ صندوق قطر السيادي على النادي عام 2011.
رحلة طويلة نحو المجد الأوروبي
على الرغم من أن الخليفي كان قد أعلن في بداياته عن هدف واضح يتمثل في الفوز بدوري الأبطال خلال خمس سنوات، إلا أنه مع مرور الوقت تعلم ضبط توقعاته، متجنباً الهوس بهذا اللقب. فقد أكد خلال العام الماضي أنه وضع جانباً أي هوس باللقب، معتبراً أن النجاح الحقيقي يكمن في بناء فريق قوي ومستدام. هذا التوجه الجديد ساهم في ترسيخ مكانة النادي على الساحة الأوروبية، حيث أصبح باريس سان جيرمان قوة لا يستهان بها.
ناصر الخليفي: أكثر الشخصيات تأثيراً في كرة القدم الأوروبية
في عمر 51 عاماً، بات ناصر الخليفي من أبرز الشخصيات المؤثرة في عالم كرة القدم على مستوى القارة الأوروبية. فهو لا يقتصر دوره على رئاسة باريس سان جيرمان فقط، بل يشغل عدة مناصب مهمة تشمل رئاسة مجموعة beIN الإعلامية، وعضوية اللجنة التنفيذية للاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) منذ 2019، ورئاسة رابطة الأندية الأوروبية، بالإضافة إلى عضويته في مجلس إدارة الدوري الفرنسي المحترف، ومجلس إدارة صندوق قطر السيادي، ورئاسة استثمارات قطر الرياضية، فضلاً عن رئاسته للاتحاد القطري للتنس وقيادته لشركة الإنتاج السينمائي ميراماكس.
تعدد الأدوار والتحديات
يتنقل الخليفي بين رحلاته الجوية المتعددة، متقناً عدة لغات، ومتوازناً بين مسؤولياته المتنوعة التي تتطلب منه إدارة مصالح متشابكة في عالم الرياضة والإعلام والاستثمار. هذا التنوع في المهام يعكس قدرة استثنائية على التنسيق والقيادة، مما جعله نموذجاً فريداً في عالم الرياضة الحديث، يشبه إلى حد ما القائد الذي يدير أوركسترا معقدة من الأدوار والضغوط.
تأثير الفوز على مستقبل النادي والرياضة العربية
هذا الإنجاز التاريخي لا يعزز فقط مكانة باريس سان جيرمان في أوروبا، بل يفتح آفاقاً جديدة للرياضة العربية على الساحة العالمية. فقد أصبح الخليفي رمزاً للنجاح العربي في إدارة الأندية الكبرى، مما يشجع المزيد من الاستثمارات والتطوير في كرة القدم العربية. ويأتي هذا في وقت يشهد فيه العالم العربي تطوراً ملحوظاً في البنية التحتية الرياضية، مع استضافة قطر لكأس العالم 2022 التي سجلت أرقاماً قياسية في الحضور الجماهيري والتغطية الإعلامية.

