عودة ريال أوفييدو إلى الدوري الإسباني بعد غياب 24 عاماً
شهد نادي ريال أوفييدو رحلة كفاح طويلة ومليئة بالتحديات قبل أن يعود إلى مصاف أندية الدوري الإسباني الممتاز بعد غياب دام أربعة وعشرين عاماً. في تلك الفترة، كان سانتي كازورلا في السادسة عشرة من عمره عندما هبط الفريق، واليوم، في سن الأربعين، أصبح رمزاً لعودة النادي إلى القمة في كرة القدم الإسبانية.
تحديات مالية ورياضية كادت تودي بالنادي
واجه أوفييدو أوقاتاً عصيبة، حيث هبط إلى الدرجة الثالثة ثم الرابعة في صيف 2003 بسبب عقوبات مالية قاسية، مما وضع النادي على حافة الانهيار. تمكن الفريق من العودة إلى الدرجة الثالثة في 2005، لكن الأزمة لم تنتهِ، إذ كاد النادي يختفي في 2012 واضطر لجمع التبرعات وطرح أسهم في السوق لزيادة رأس المال وتجنب الإفلاس.
عودة كازورلا ودور اللاعب في صعود النادي
بعد عودته إلى كرة القدم الاحترافية في 2015، عاد كازورلا إلى أوفييدو بعد فترة احتراف في قطر، حيث انضم إلى الفريق بعقد رمزي في الدرجة الثانية، مقابل أجر أدنى، مع تخصيص 10% من مبيعات قميصه لدعم أكاديمية النادي. رغم خيبة الأمل في الموسم الماضي بعد خسارة نهائي التصفيات أمام إسبانيول، ظل حلم الصعود حياً.
انتصار درامي وتأهل تاريخي
في مباراة مثيرة يوم السبت، قلب أوفييدو تأخره 2-0 في مجموع المباراتين أمام ميرانديس، ليحقق الصعود في الوقت الإضافي بفضل هدف إلياس شايرا وتسديدة رائعة من فرانسيسكو بورتيو. شهد الملعب احتفالات عارمة، حيث اقتحم المشجعون أرضية ملعب نويفو كارلوس تارتيري، وقاد كازورلا الجماهير بأداء أهازيج حماسية تعبر عن عودة النادي.
“لن أقول لا تبكوا، فليست كل الدموع مرة”
– ريال أوفييدو #OviedoSiempreDePrimera #HoyEsReal #RealOviedo
تكريم كازورلا وتخليد اسمه في أوفييدو
يُعتبر كازورلا بطلاً في المدينة، حيث وصف نهائي التصفيات بأنه أهم مباراة في حياته رغم تتويجه مرتين ببطولة أمم أوروبا مع إسبانيا. وأكد رئيس النادي مارتين بيلايز أنهم يعملون على تمديد عقده للحفاظ عليه في الفريق، بينما يسعى عمدة أوفييدو ألفريدو كانتلي لتخليد اسمه في المدينة.
سيتم تغيير اسم ساحة أمريكا، التي تعد مركز احتفالات جماهير أوفييدو بالانتصارات الكبرى، إلى “ساحة سانتي كازورلا” تكريماً لإسهاماته الكبيرة في نهضة النادي.
دروس من رحلة أوفييدو: مثال على الصمود والتجديد
تُعد قصة أوفييدو مثالاً حياً على قدرة الأندية على التعافي من أعمق الأزمات المالية والرياضية، تماماً كما فعل نادي الاتحاد السعودي الذي عاد بقوة إلى المنافسات القارية بعد سنوات من التراجع. في عالم كرة القدم، لا تعني الهزيمة النهاية، بل هي بداية جديدة لمن يملك العزيمة والإصرار.
في الموسم الحالي، يبرز أوفييدو كنموذج يحتذى به في الدوري الإسباني، مع دعم جماهيري متزايد وأداء متطور، مما يعكس أهمية التخطيط المالي والإداري السليم في تحقيق النجاحات المستدامة.