تطور دور قلب الدفاع: رؤية رافاييل فاران
يُبرز رافاييل فاران، المدافع السابق لريال مدريد ومانشستر يونايتد، كيف تغيرت متطلبات مركز قلب الدفاع بشكل جذري منذ بداياته قبل نحو خمسة عشر عاماً وحتى عام 2015، حيث أصبحت المهارات والصفات المطلوبة مختلفة تماماً عما كانت عليه في السابق. قضى اللاعب الفرنسي أكثر من عقد في القمة قبل أن تعيقه الإصابات في سنواته الأخيرة، لينهي مسيرته الاحترافية في صيف العام الماضي.
رحلة فاران من لانس إلى ريال مدريد
انطلق فاران في عالم كرة القدم الاحترافية وهو في الثامنة عشرة من عمره، حينما انضم إلى صفوف ريال مدريد قادماً من نادي لانس الفرنسي. قبل توقيعه، أجرى فاران محادثة مباشرة مع جوزيه مورينيو، مدرب الفريق آنذاك، حيث كان بحاجة إلى التأكد من مدى رغبته في ضمه.
قال فاران: «لم نتحدث عبر الهاتف، بل سافرت إلى مدريد والتقيت به شخصياً. أردت أن أعرف إذا كان فعلاً يريدني في الفريق». وأضاف: «مورينيو يمتلك شخصية قوية وجذابة، وغادرت اللقاء وأنا مصمم على بذل كل جهدي من أجله».
فرصة الانضمام إلى مانشستر يونايتد
لم يكن ريال مدريد النادي الوحيد الذي أبدى اهتمامه بخدمات فاران، إذ كان مانشستر يونايتد أيضاً من بين الأندية التي سعت لضمه. يروي فاران موقفاً طريفاً حينما زاره السير أليكس فيرجسون في منزله أثناء رحلة إلى باريس، حيث توقف في طريقه إلى ليل خصيصاً للقاء اللاعب.
يقول فاران: «لم أصدق أن فيرجسون جاء بنفسه، رغم صعوبة التواصل بسبب اختلاف اللغة واللهجة القوية له، لكنني تأثرت كثيراً بهذه اللفتة».
التحولات الكبرى في مركز قلب الدفاع
على مدار مسيرته، شهد فاران تغيرات جذرية في طبيعة اللعب في مركز قلب الدفاع، خاصة مع تطور أساليب اللعب وزيادة سرعة وقوة اللاعبين. كان قلب الدفاع في السابق يُنظر إليه كلاعب قوي وبطيء، يقتصر دوره على الدفاع فقط، أما اليوم فالمتطلبات أصبحت أكثر شمولاً.
يشرح فاران: «الآن، قلب الدفاع يجب أن يكون سريعاً، قوياً بدنياً، وماهراً في التعامل مع الكرة. لكن فن الدفاع التقليدي، مثل التصدي المباشر والمواجهة الجسدية، بدأ يتلاشى قليلاً». ويضيف: «عندما يخترق المهاجم، عليك أن تتصدى له وتمنعه من التقدم، وهذا ما أسميه فن الدفاع: التوقع والاعتراض. رغم أن هذا الفن أصبح أقل وضوحاً، إلا أن المستوى البدني والتقني للاعبين أصبح مذهلاً». ويشير إلى أمثلة معاصرة مثل ويليام ساليبَا، إبراهيما كوناتي، وأوباميكانو، الذين يجمعون بين القوة والمهارة في اللعب بالكرة.
الخبرة والاختيار الذكي في اللحظات الحاسمة
يؤكد فاران أن الخبرة تلعب دوراً محورياً في اتخاذ القرارات الدفاعية، حيث يصبح اللاعب أكثر قدرة على اختيار أقل الخيارات ضرراً في المواقف الصعبة. ويقول: «في نهاية مسيرتي، لم أكن أركض كثيراً لأنني تعلمت كيف أتمركز بشكل أفضل. استغرق الأمر وقتاً طويلاً لأتعلم متى أدخل في المواجهة». ويضيف: «في بداياتي، كنت أفكر كثيراً في كل الاحتمالات، مما جعلني أتردد في التدخل». ويستذكر مواجهته مع إيرلينغ هالاند في نهائي ديربي ويمبلي، حيث شعر بأنه تحكم تماماً في توقيت تحركاته واستمتع بذلك.
تطور مهارات الدفاع مع الكرة
لم يعد قلب الدفاع يقتصر دوره على إبعاد الكرة فقط، بل أصبح من الضروري أن يمتلك مهارات فنية عالية في التحكم بالكرة والتمرير. ويظهر هذا التطور جلياً في تعاقد ريال مدريد مع اللاعب الشاب دين هويزن، الذي يتميز بمهارات فنية متقدمة إلى جانب قدراته الدفاعية.




