تحليل أداء ريال مدريد في مواجهة ليفربول: تفاصيل صغيرة حسمت اللقاء
نظرة شابي ألونسو على المباراة
أكد مدرب ريال مدريد، شابي ألونسو، أن المباراة ضد ليفربول كانت متكافئة، لكن الفريق الإنجليزي تفوق في التعامل مع التفاصيل الدقيقة التي حسمت النتيجة. شهد اللقاء في ملعب أنفيلد أداءً ضعيفًا من جانب ريال مدريد، حيث كان تيبو كورتوا نجم اللقاء بتصديه لثماني فرص خطيرة.
في إسبانيا، تعرض ريال مدريد لانتقادات لاذعة بعد المباراة، حيث وصف خورخي فالدانو الأداء بأنه “كان يمكن أن يكون أسوأ”، لكن ألونسو قدم قراءة مختلفة، مشيرًا إلى أن الخسارة جاءت بسبب أخطاء بسيطة.
قال ألونسو: “المباراة كانت متكافئة، خاصة في الشوط الثاني خلال ربع الساعة الأولى، حيث ارتكبنا أخطاء مثل ركلة ركنية، خطأ، وضربة حرة مباشرة. هذه اللحظات تتطلب تركيزًا عاليًا، وفي النهاية جاء الهدف من تلك التفاصيل. الشوط الأول كان متوازنًا وتحسننا تدريجيًا، أما الشوط الثاني فكان متقاربًا للغاية، والخسارة جاءت بسبب تفاصيل صغيرة مثل الأخطاء غير الضرورية التي أفقدتنا المبادرة.”
شابي ألونسو يتحدث عن إشراك ترينت ألكسندر-أرنولد وأسباب تعثر ريال مدريد في أنفيلد. #ريال_مدريد و #ليفربول.
الإجابات الكاملة من المؤتمر الصحفي أدناه👇 pic.twitter.com/KKnJesJ5E4
تفاصيل الأداء وأسباب الخسارة
خلال التسعين دقيقة، أطلق ريال مدريد تسديدتين فقط على المرمى، وكلاهما في الشوط الأول. وعلى الرغم من وجود نصف ساعة كاملة لمحاولة تعديل النتيجة، لم يتمكن الفريق من فرض ضغط حقيقي على دفاع ليفربول.
أوضح ألونسو: “كان من الصعب علينا الوصول إلى الثلث الأخير من الملعب، حيث كان ليفربول يتراجع بعمق، مما صعّب خلق فرص حقيقية داخل منطقة الجزاء. المباراة تطلبت جهدًا كبيرًا وتقدمًا تدريجيًا، لكن في النهاية حسمت التفاصيل الصغيرة النتيجة لصالحهم.”
وأضاف: “لم نستطع اختراق خط دفاعهم الأخير لتوليد فرص واضحة. كان فالفيردي يعاني من إصابة، لذا قمنا بإشراك بديل. حاولنا تنويع الهجمات بإشراك ترينت ورودريغو، لكن بعض التفاصيل كانت ضدنا اليوم.”
دور تيبو كورتوا: هل أنقذ ريال مدريد؟
تساءل البعض عما إذا كان كورتوا هو السبب في عدم تلقي ريال مدريد هزيمة ثقيلة، لكن ألونسو رفض هذا الرأي، مؤكدًا أن المشكلة تكمن في الأخطاء التي ارتكبها الفريق تحت الضغط.
قال: “الأمر الأكثر أهمية هو التعلم من هذه اللحظات. عندما يضغط الخصم، يجب أن نتمسك بالكرة ونتجنب ارتكاب الأخطاء التي تؤدي إلى ركلات ركنية أو ضربات حرة. كانت مباراة شديدة الشدة.”
تحديات التشكيلة وخيارات ألونسو
اختار شابي ألونسو تكرار التشكيلة التي استخدمها في الفوز على برشلونة بالكلاسيكو، لكنه لم يؤكد أنها التشكيلة المثالية.
قال: “هذه قرارات نأخذها بناءً على حالة اللاعبين. نحن في نوفمبر وندخل مرحلة صعبة. الفريق قدم أداءً جيدًا في بعض الجوانب، وهناك أمور تحتاج إلى تحسين.”
بدأ إدواردو كامافينغا في وسط الملعب على الجهة اليمنى، متبادلًا المواقع مع أردا جولر، لكن الفرنسي لم يظهر بنفس التأثير الذي قدمه أمام برشلونة.
أوضح ألونسو: “فكرنا في وجود لاعب وسط رابع، حيث يمكن لأردا التوغل للداخل، مما يوسع فالفيردي. لكننا غيرنا الخطة لأن أردا كان جيدًا في التمرير داخل الملعب. هذه قرارات تتخذ أثناء المباراة.”
وأضاف: “لدينا لاعبين قادرين على اللعب في مراكز مختلفة مثل كامافينغا، جولر، وفالفيردي. يعتمد الأمر على طبيعة المباراة وأداء اللاعب. لدينا خيارات متعددة يمكننا الاعتماد عليها، وليس فقط الأجنحة. هذه المرونة مهمة ونقيمها مباراة تلو الأخرى.”
مواجهة صعبة في دوري أبطال أوروبا
تعتبر هذه المباراة من أصعب مواجهات ريال مدريد في مرحلة المجموعات بدوري أبطال أوروبا هذا الموسم، حيث أظهرت إحصائيات الموسم الحالي أن ليفربول يمتلك ثاني أعلى معدل استحواذ في البطولة بنسبة 62%، مما زاد من صعوبة المهمة على ريال مدريد.
في السياق العربي، شهدت مباريات مماثلة في دوري أبطال آسيا تنافسًا حادًا بين الفرق الكبرى مثل الهلال السعودي والريان القطري، حيث حسمت التفاصيل الصغيرة نتائج المواجهات الحاسمة، مما يعكس أهمية التركيز في اللحظات الحاسمة.
مستقبل ريال مدريد في المنافسات الكبرى
شابي ألونسو شدد على ضرورة التعلم من هذه الخسارة، مؤكدًا أن الفريق سيعمل على تحسين الجوانب التي قصرت في المباراة، خاصة وأن المنافسات الأوروبية ستشهد مواجهات أكثر تعقيدًا في الأشهر القادمة.
وقال: “هناك دروس مستفادة من هذه المباراة، وعلينا أن نكون أكثر حذرًا في التعامل مع الضغوطات وتجنب الأخطاء التي تكلفنا الكثير. نطمح لأن نكون أكثر قوة وتركيزًا في المباريات القادمة.”
مقارنة مع خسارة أخرى
أوضح ألونسو أن خسارة ليفربول تختلف تمامًا عن الهزيمة التي تعرض لها ريال مدريد أمام أتلتيكو مدريد في الدوري الإسباني، حيث كانت الأخيرة نتيجة ضعف في الأداء والروح القتالية، بينما هذه المباراة شهدت تنافسًا متكافئًا وجهودًا كبيرة من الفريق.
