تقييم أداء لاعبي ريال مدريد في مواجهة ليفربول على ملعب أنفيلد بدوري أبطال أوروبا
في مباراة شهدت تفوقًا دفاعيًا من جانب ريال مدريد، قدم الفريق أداءً متباينًا أمام ليفربول، حيث انتهت المواجهة بخسارة محبطة لأصحاب الأرض بقيادة تشابي ألونسو.
حارس المرمى: تيبو كورتوا يتألق ويمنع كارثة
كان تيبو كورتوا نجم اللقاء بلا منازع، حيث تصدى لسلسلة من الفرص الخطيرة، أبرزها تصديه الرائع لتسديدة دومينيك سوبوسلاي من موقع مثالي. هذا الأداء يعكس لماذا يُعتبر كورتوا من أفضل حراس المرمى في العالم عندما يكون في قمة مستواه، إذ أنقذ فريقه من هزائم أكبر.
خط الدفاع: ميلتاو يتألق وديان هويجسن يعاني
إيدر ميلتاو كان العمود الفقري للدفاع، حيث أظهر حسمًا في التدخلات ونجح في إيقاف الهجمات، بما في ذلك تصديه الحاسم في اللحظات الأخيرة الذي أبقى ريال مدريد في المباراة. بالمقابل، عانى ديان هويجسن من بعض الأخطاء التي كادت تكلف الفريق، حيث فقد الكرة أمام فلوريان فيرتز وسمح بفرص خطيرة لليفربول، مما أثار قلق الجهاز الفني.
أداء الأظهرة: كاريراس يواجه صلاح بحنكة وفالفيردي محدود التأثير
على الرغم من أن معظم هجمات ليفربول جاءت من جهة ألفارو كاريراس، إلا أنه نجح في السيطرة على محمد صلاح إلى حد كبير ولم يكن سببًا في مشاكل كبيرة للفريق. أما فيدي فالفيردي، فقد نجح في الحد من تقدم ليفربول على الجهة اليمنى، لكنه وجد نفسه مقيدًا في مركز لا يتناسب مع إمكانياته، مما قلل من تأثيره الهجومي والدفاعي.
خط الوسط: كامافينغا وتشواميني بين التضحيات والضغط الكبير
أدواردو كامافينغا أدى دوره في تحرير جود بيلينجهام، لكنه بدا وكأن المباراة مرت عليه دون أن يترك بصمة واضحة. من جانبه، أوريليان تشواميني كان محاصرًا بعدد من المهام الدفاعية، ولم يتمكن من فرض سيطرته في منطقة وسط الملعب، حيث استغل لاعبو ليفربول مثل فيرتز وسوبوسلاي المساحات المتاحة أمامه.
مساهمة بيلينجهام: بداية واعدة ثم تراجع
جود بيلينجهام كان من أبرز لاعبي ريال مدريد في الشوط الأول، حيث تحرك بفعالية وخلق مشاكل لوسط ليفربول. لكن مع مرور الوقت، فقد السيطرة وارتكب خطأً مكلفًا أدى إلى الهدف الحاسم من ركلة ثابتة. رغم ذلك، تحركاته وتحسنه البدني يعكسان تطورًا ملحوظًا في مستواه.
الهجوم: مبابي وفينيسيوس بين الغياب والفرص المحدودة
كيليان مبابي كان غائبًا إلى حد كبير في ليلة كان الفريق بحاجة فيها إلى قيادته المعتادة، حيث أضاع فرصتين نصفيتين، إحداهما فوق العارضة والأخرى بجانب القائم. في المقابل، فينيسيوس جونيور لم يتمكن من فرض نفسه في المواجهة، خاصة بعد خسارته في المواجهة الفردية مع كونور برادلي، لكنه كان المحرك الأساسي في الفرص القليلة التي سنحت لريال مدريد.
البدلاء: رودريغو وألكسندر-أرنولد في أداء متواضع
رودريغو جوس دخل المباراة بعد فترة غياب عن المباريات، لكنه لم يترك أثرًا كبيرًا في الجهة اليمنى. أما ترينت ألكسندر-أرنولد، فقد كان دوره الأساسي إثارة الجماهير التي استقبلته بالتصفيق والسخرية، ولم ينجح في تقديم أي تمريرات مؤثرة، مما جعل ليلته في أنفيلد صعبة.
ملخص الأداء حسب التقييمات
- تيبو كورتوا: 8.5 – الحارس الأفضل في اللقاء
- إيدر ميلتاو: 7 – صمام الأمان في الدفاع
- ألفارو كاريراس: 6 – تحكم جيد في صلاح
- فيندي فالفيردي: 5.5 – محدود في الدور
- أوريليان تشواميني: 5.5 – تحت ضغط مستمر
- جود بيلينجهام: 6.5 – بداية قوية ثم تراجع
- كيليان مبابي: 5 – غائب عن المشهد
- فينيسيوس جونيور: 6 – المحرك الهجومي
- ديان هويجسن: 4 – أخطاء مكلفة
- رودريغو جوس: 5 – أداء ضعيف
- ترينت ألكسندر-أرنولد: 5 – ليلة صعبة

تحليل التكتيك وأبرز الدروس المستفادة
أظهرت المباراة أن ريال مدريد يعتمد بشكل كبير على صلابة دفاعه وحارس مرماه، لكن هناك حاجة ملحة لتحسين الفاعلية الهجومية، خاصة في ظل غياب القيادة الحقيقية من مبابي. كما أن توزيع الأدوار في خط الوسط يحتاج إلى إعادة نظر، حيث أن تواجد لاعبين مثل كامافينغا وتشواميني في مراكز غير معتادة أثر على الأداء الجماعي.
في السياق العربي، يمكن مقارنة هذا الأداء بما شهدناه في مباريات الأهلي المصري أو الهلال السعودي في دوري أبطال آسيا، حيث تعتمد الفرق على توازن الدفاع والهجوم لتحقيق نتائج إيجابية. أما على المستوى الدولي، فإن الفرق الكبرى مثل مانشستر سيتي وباريس سان جيرمان تقدم دروسًا في كيفية استغلال المواهب الفردية ضمن منظومة متكاملة.

