انتصار جديد لإشبيلية ألونزو في الكلاسيكو وسط توترات داخل ريال مدريد
حقق مدرب ريال مدريد، تشابي ألونزو، فوزه الأول الكبير على ملعب سانتياغو برنابيو منذ عودته، بعدما تغلب على برشلونة بنتيجة 2-1 في مباراة الكلاسيكو المثيرة. رغم هذا الانتصار المهم، إلا أن الأجواء داخل الفريق الملكي ليست كلها إيجابية، حيث ظهر توتر واضح بين ألونزو واللاعب البرازيلي فينيسيوس جونيور خلال الدقائق الأخيرة من اللقاء بعد استبداله.
توتر العلاقة بين ألونزو وفينيسيوس وتأثيره على مستقبل اللاعب
أبدى فينيسيوس استياءه العلني من قرار ألونزو بإخراجه من الملعب قبل 20 دقيقة من نهاية المباراة، رغم أدائه الجيد. هذا الموقف دفع اللاعب للتفكير جدياً في مغادرة ريال مدريد، مع شعوره بأن العلاقة بينه وبين المدرب لا يمكن أن تستمر على هذا النحو بعد نهاية الموسم الحالي.
تغييرات صارمة في الانضباط تحت قيادة ألونزو
بعد عودته لتدريب الفريق عقب كأس العالم للأندية، فرض ألونزو قواعد جديدة على اللاعبين الكبار في غرفة الملابس، شملت الالتزام بالمواعيد، الجدية في التدريبات، والجدية في الأداء، مع تأكيده أن لا أحد مضمونة له مكانه في التشكيلة الأساسية. هذه الإجراءات تهدف إلى رفع مستوى الفريق وإعادة بناء ثقافة الانضباط التي يراها ضرورية لتصحيح العادات السيئة التي تراكمت خلال السنوات الماضية.
وقد نال الطاقم الفني بقيادة ألونزو إشادة واسعة على خلفية العمل التكتيكي المميز، خاصة مع تألق كيليان مبابي الذي يقدم أداءً متميزاً في الدوري الإسباني، بالإضافة إلى الثقة التي منحها ألونزو للاعبين الشباب، مما يعكس توجهه نحو بناء فريق متجدد وقوي.
مقاومة بعض اللاعبين الكبار للتغييرات الجديدة
على الرغم من هذه الخطوات، يواجه ألونزو مقاومة من بعض اللاعبين المخضرمين الذين يرون في أسلوبه الجديد بعداً رسمياً وجافاً مقارنة بأسلوب كارلو أنشيلوتي السابق، الذي كان أكثر ودية وانفتاحاً. هناك شعور بعدم الرضا والاحترام بين بعض كبار الفريق، حيث يشعرون بأن حرية التعبير عن الذات أصبحت محدودة، مما يخلق جواً من التوتر داخل غرفة الملابس.
وقد قارن أحد المقربين من اللاعبين ألونزو بمدرب آخر مشهور قائلاً: “يعتقد أنه بيب جوارديولا، لكنه حتى الآن مجرد تشابي”، في إشارة إلى أن المدرب لا يزال في بداية طريقه لتطبيق فلسفته الخاصة. ومع ذلك، يظل ألونزو واثقاً من أن طريقته هي الأنسب، وأن التغيير الثقافي الذي يسعى إليه يحتاج إلى وقت ليترسخ ويؤتي ثماره.
تحديات في غرفة الملابس وتأثيرها على الأداء
من بين اللاعبين الذين يعانون من التغييرات، اشتكى فيدي فالفيردي من استخدامه في مركز الظهير الأيمن بدلاً من مركزه الطبيعي كلاعب وسط، مما أدى إلى تراجع مستواه واحتجازه على مقاعد البدلاء في بعض المباريات. هذا الموقف يعكس الصراعات التي تحدث داخل الفريق، والتي لم تكن الأولى من نوعها في ريال مدريد خلال الفترة الأخيرة.
رغم ذلك، فإن الفوز في الكلاسيكو يمنح ألونزو فرصة إضافية لتعزيز موقفه وإثبات صحة توجهه بعد سلسلة من الهزائم المتتالية أمام برشلونة في المواسم السابقة. كما أنه يفتح الباب أمامه لتقوية العلاقة مع اللاعبين الشباب الذين لم يعتادوا على أساليب الإدارة السابقة.
مستقبل ريال مدريد تحت قيادة ألونزو: بين الشباب والتجربة
لضمان استقرار الفريق وتحقيق النجاحات، يحتاج ألونزو إلى دعم اللاعبين المخضرمين الذين يشكلون العمود الفقري للفريق، إلى جانب الاستمرار في منح الفرص للاعبين الشباب. هذا التوازن بين الخبرة والحيوية سيكون مفتاحاً لتجاوز التحديات الحالية وبناء فريق قادر على المنافسة على جميع البطولات.



