جدل نقل مباراة فياريال وبرشلونة إلى ميامي
أعلنت رابطة الدوري الإسباني لكرة القدم رسمياً عن إقامة مباراة فياريال وبرشلونة في ملعب هارد روك بمدينة ميامي الأمريكية، في خطوة تعكس حرص الليغا على توسيع حضورها العالمي بعد سنوات من التخطيط.
على الرغم من موافقة الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) على إقامة اللقاء في الولايات المتحدة بعد تردد، فإن القرار النهائي من الفيفا لم يصدر بعد، إلا أن الليغا أبدت ثقتها بعدم وجود اعتراضات رسمية، رغم موجة الانتقادات التي طالت هذه الخطوة.
موقف اللاعبين من نقل المباراة
أحد أبرز المعارضين لإقامة المباراة في ميامي هو اللاعب فرينكي دي يونغ، الذي من المتوقع أن يشارك في اللقاء. وأوضح دي يونغ في تصريحات إعلامية أنه يعارض بشدة هذا القرار، واصفاً إياه بأنه قرار أناني من قبل برشلونة وفياريال والليغا.
قال دي يونغ: “لا أرى أن اللعب في ميامي أمر عادل بالنسبة للمنافسة. هذا القرار لا يخدم مصلحة اللاعبين، بل يهدف فقط إلى توسيع العلامة التجارية للأندية على المستوى العالمي. أفهم دوافع الأندية، لكنني لا أوافق عليها ولا أشاركها. نحن نشتكي دائماً من جدول المباريات وكثرة التنقلات، والآن نضيف رحلة طويلة إلى الولايات المتحدة.”
وأضاف: “الأندية ستحصل على عوائد مالية من هذه الخطوة، لكنني أرفض إقامة مباراة الدوري في ميامي، وأعلم أن هناك أندية أخرى تشاطرني الرأي.”

تأييد رونالد كومان لموقف دي يونغ
انضم رونالد كومان، المدير الفني السابق لبرشلونة والحالي لمنتخب هولندا، إلى صفوف المعارضين خلال مؤتمر صحفي، مؤكداً دعمه لرأي دي يونغ.
قال كومان: “هذا القرار لا معنى له، بل هو أمر سخيف. فرينكي شرح وجهة نظره بشكل جيد. إقامة مباراة فياريال وبرشلونة على أرض محايدة غير منصف، خاصة أن اللقاء عادة ما يكون تحدياً صعباً لبرشلونة خارج ملعبه. الآن، هناك حضور أكبر لمشجعي برشلونة مقارنة بمشجعي فياريال، وهذا يخل بالتوازن.”
تداعيات القرار على المنافسة واللاعبين
تأتي هذه الخطوة في ظل سعي الدوري الإسباني لتعزيز شعبيته في السوق الأمريكية، حيث تشير الإحصائيات إلى زيادة ملحوظة في عدد متابعي كرة القدم الإسبانية في الولايات المتحدة بنسبة تجاوزت 25% خلال السنوات الثلاث الماضية، مع ارتفاع عدد المباريات التي تُبث على القنوات الأمريكية بنسبة 40%.
ومع ذلك، يثير نقل مباريات الدوري خارج إسبانيا تساؤلات حول تأثير ذلك على أداء اللاعبين بسبب الإرهاق الناتج عن السفر الطويل، بالإضافة إلى تأثير ذلك على نزاهة المنافسة، حيث أن إقامة المباريات على ملاعب محايدة قد تغير من طبيعة المنافسة التقليدية.
نظرة مستقبلية على توسع الليغا عالمياً
تسعى الليغا إلى تعزيز حضورها في الأسواق العالمية، مستفيدة من تجارب دوريات أخرى مثل الدوري الأمريكي MLS الذي شهد نمواً كبيراً في شعبيته بفضل استقطاب نجوم عالميين. وفي السياق العربي، شهدت مباريات الدوري السعودي للمحترفين زيادة في عدد المتابعين عبر المنصات الرقمية بنسبة 30% خلال الموسم الحالي، مما يعكس توجهات مشابهة لتوسيع القاعدة الجماهيرية.
يبقى السؤال حول مدى توازن هذه الخطوات بين المصالح التجارية والحفاظ على جودة المنافسة الرياضية، وهو ما يثير جدلاً واسعاً بين اللاعبين، المدربين، والجماهير على حد سواء.