مسيرة أندريس جواردادو: من لاعب عالمي إلى مدرب طموح
نهاية مشوار لاعب استثنائي وتحول جديد
أندريس جواردادو، المولود في غوادالاخارا بالمكسيك عام 1986، أعلن اعتزاله بعد أن أصبح واحدًا من بين ثمانية لاعبين فقط في تاريخ كرة القدم شاركوا في خمسة بطولات كأس عالم. خلال مسيرته الاحترافية، لعب في أندية بارزة مثل ديبورتيفو لاكورونيا (2007-2012)، فالنسيا (2012-2013)، وريال بيتيس (2017-2024). حالياً، يستعد جواردادو لخوض تجربة جديدة كمدرب من مقر إقامته في إشبيلية، حيث قرر الاستقرار مع عائلته.
يخطط جواردادو لإكمال دورة تدريبية في إشبيلية هذا العام، والتي من المتوقع أن تشغله حتى عام 2026. رغم أنه لن يكون حاضرًا في كأس العالم القادم كعضو في الجهاز الفني للمنتخب المكسيكي، إلا أن هدفه هو الانضمام إلى الجهاز بقيادة رافا ماركيز، الذي سيخلف خافيير أجيري بعد المونديال، ليعمل معه كمساعد مدرب بعد حصوله على رخصة التدريب.
قرار الاعتزال: بين الرسمية والواقع
على الرغم من عدم إعلانه رسميًا عن اعتزاله، يؤكد جواردادو أنه لم يعد يشعر بالحاجة إلى إعلان ذلك بشكل رسمي، خاصة بعد تجربته السابقة في نوفمبر حين أعلن اعتزاله ثم استمر في اللعب لفترة قصيرة مع نادي ليون. هذه التجربة علمته أن الاعتزال ليس دائمًا قرارًا نهائيًا في عالم كرة القدم.
فرص التدريب والعروض الأخيرة
تلقى جواردادو عرضًا رسميًا واحدًا فقط مؤخرًا من نادي كروز أزول في الدوري المكسيكي. جاء العرض بعد خسارة فريقه السابق في ربع نهائي البطولة أمام كروز أزول، حيث أبدى النادي اهتمامه بالتعاقد معه. لكنه رفض التوقيع قبل معرفة هوية المدرب الجديد، خاصة مع وجود مشاكل إدارية في النادي. في النهاية، لم يوافق المدرب الجديد على ضمه، مما أوقف المفاوضات.
الارتباط بإشبيلية: بيت جديد وحياة مستقرة
كان الناس في إشبيلية يرددون لي: “أندريس، أنت كبير، نحبك كثيرًا!”
يعتبر جواردادو إشبيلية وطنه الثاني، ويجدها المكان الأمثل لاستقرار عائلته. رغم تلقيه عروضًا للعمل في الإعلام الرياضي في المكسيك قبل كأس العالم، فضّل التركيز على مسيرته التدريبية. يصف الأندلسيين بأنهم مرحون ومشابهون للمكسيكيين في روح الدعابة، وقد كوّن صداقات خارج عالم كرة القدم، مما أتاح له رؤية المدينة من منظور مختلف بعيدًا عن “فقاعة” اللاعبين المحترفين.
التحديات في عالم التدريب: قرار صعب
يقر جواردادو بأن مهنة التدريب صعبة للغاية، وقد حذره العديد من زملائه، من بينهم فيليبي لويس، الذي نصحه بعدم التوقف عن اللعب بسبب صعوبة الحياة التدريبية. لكنه يرى في التدريب فرصة جديدة ومثيرة رغم التحديات.
تجارب مع مدربين تركوا بصمة
يستذكر جواردادو المدرب دانيال غوزمان الذي أتاح له فرصة الظهور الأول مع أتلانتي، ويشير إلى أن مسيرته شهدت تطورًا في أساليب التدريب، من التركيز على الإدارة إلى التكتيك، ثم العودة إلى أهمية الإدارة مجددًا. كما يذكر ريكاردو لا فولبي الذي كان مهووسًا بالجوانب التكتيكية، وكويكي سيتين الذي أعاد له شغفه بكرة القدم خلال فترة وجوده في بيتيس، بالإضافة إلى مانويل بيليغريني الذي علمه أن الحكمة والبساطة في التدريب هي الأساس.
أقوى المواجهات وأبرز اللحظات
كانت المواجهة مع بيليغريني بعد مباراة بيتيس وجيرونا من أقوى اللحظات في مسيرته، لكنها ساهمت في تقوية العلاقة بينهما. كما يعبر عن حبه الخاص لفريقي بيتيس وبي إس في أيندهوفن، ويعتبرهما من الفرق التي يحمل لها مشاعر خاصة.
إنجازات بارزة: كأس ملك إسبانيا 2022
يعتبر جواردادو فوزه بكأس ملك إسبانيا مع بيتيس في 2022 من أهم إنجازاته على مستوى الأندية، خاصة بعد سنوات طويلة من العطاء في الملاعب.
المرونة والتكيف: سر الاستمرارية في خمسة كؤوس عالم
يُرجع جواردادو سر مشاركته في خمسة بطولات كأس عالم إلى قدرته على التكيف مع متطلبات كل مرحلة. فقد لعب في مراكز مختلفة بدءًا من الظهير الأيسر، ثم الجناح، ثم لاعب الوسط الداخلي، وأخيرًا كلاعب محور دفاعي. هذه المرونة ساعدته على مواصلة العطاء رغم تغير متطلبات اللعبة.
التحدي البدني في كرة القدم الحديثة
رغم قوامه النحيف، استطاع جواردادو الصمود في كرة القدم الحديثة التي تتسم بالقوة والسرعة، بفضل اجتهاده والتزامه الدائم. يروي موقفًا مع ويليام كارفاليو لاعب وسط بيتيس، حيث كان دائمًا يثبت جدارته للمدربين من خلال استمراريته وأدائه الثابت.
ذكريات مع نجوم عالميين
لعب جواردادو ضد العديد من النجوم الكبار، ومنهم كريستيانو رونالدو، الذي سجل أول أهدافه في إسبانيا في مباراة ضد فريقه، حيث تسبب جواردادو في ركلة جزاء لصالحه. كما التقى به في كأس العالم 2006 وطلب منه صورة تذكارية.
أما مع ليونيل ميسي، فقد قدمه له رافا ماركيز في بدايات ميسي، واحتفظ بعلاقة ودية معه. يروي كيف حصل على قميص ميسي بعد مباراة نادرة فاز فيها فريقه على برشلونة، وهو القميص الوحيد الذي حصل عليه من ميسي رغم محاولاته المتكررة.
أفضل اللاعبين الذين واجههم
يصعب على جواردادو اختيار لاعب واحد فقط، لكنه يذكر جوتي كأحد اللاعبين الموهوبين الذين لم يحظوا بالتقدير الكافي، وكذلك خوان كارلوس فاليرون الذي كان لاعبًا استثنائيًا رغم تقدمه في العمر وإصاباته. كما يثني على إيسكو ونبيل فقير لما يمتلكانه من مهارات فنية عالية.
كنت أكره مواجهة فريق خيتافي تحت قيادة بورخا جارسيا، كان الأمر صعبًا للغاية!
يضيف جواردادو أن فريق خيتافي بقيادة بورخا جارسيا كان من أصعب المنافسين الذين واجههم، إلى جانب فريق أتلتيك بلباو الذي كان يتمتع بأسلوب لعب قوي وصلب.